* حوار - سلطان المواش:
سوسة النخيل الحمراء مرض له تأثير واضح على نوعية وكمية إنتاج هذه الشجرة التي لا غنى عن ثمرها الغني.. عن تاريخ الإصابة بهذه السوسة وجهود وزارة الزراعة وبرامجها في مكافحتها ومحاصرة حشرتها وما يجب على المزارعين اتباعه والاهتمام به للحد من انتشارها إلى مناطق زراعية أخرى، كان ل(الجزيرة) لقاء مع مدير إدارة برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء بوزارة الزراعة عبد الكريم بن محمد الغامدي وفيما يلي نص الحوار:
* نود إعطاءنا فكرة عن نشأة واكتشاف سوسة النخيل الحمراء ومن أين جاءت؟
- ظهرت الإصابة ولأول مرة في محافظة القطيف وبالتحديد في أحد المشاتل التي تعمل في مجال الزينة وتنسيق الحدائق وذلك خلال عام (1407هـ) الموافق (1987م) ويرجح أن تكون الحشرة قد انتقلت مع فسائل نخيل الزينة (الكناري) التي استوردت بشكل واسع لاستخدامها في تنسيق الحدائق والشوارع إلى جانب نباتات الفصيلة النخيلية كالواشتونيا والدوم التي كانت تأتي في الغالب من بلدان آسيوية تستوطن فيها هذه الآفة مثل الهند وباكستان والفلبين واندونيسيا وغيرها كحشرة اقتصادية مسجلة على نخيل جوز الهند على مدى سنين طويلة وبالتحديد في العام (1891م).
وقد لوحظت الاصابة في إحدى المزارع المجاورة لهذا المشتل على نخلة واحدة وبعد التحري والفحص وجد أن معظم نخيل الكناري الموجودة بهذا المشتل مصابة بإصابات قديمة وبعد ذلك لوحظت الاصابة في مزرعة اخرى.
* يقال إن السوسة انتشرت في أنحاء المملكة هل هذا صحيح؟
- بدأت في الانتشار في القطيف ثم في منطقة تبوك فمنطقة الرياض فالأحساء بسبب نقل الفسائل من محافظة القطيف ومع نقل الفسائل من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة وعدم تقيد المزارعين بنظم الحجر الزراعي الداخلي فقد انتشرت هذه الآفة بصورة تدريجية في معظم مناطق زراعة النخيل بالمملكة.
* هل هناك إستراتيجية وضعت لمحاربة هذه الآفة؟
- لقد سعت الوزارة ومنذ اكتشاف السوسة إلى وضع برامج قصيرة وطويلة المدى للسيطرة عليها والحد من انتشارها إلى المناطق الزراعية الأخرى إلا أن تلك البرامج لم يتحقق منها النتائج المأمولة ويجري الآن إعداد خطة شاملة وعملية ولا سيما بعد أن تم إنشاء وحدة مستقلة تُعنى بأعمال مكافحة السوسة ونأمل أن يساهم ذلك في القضاء على هذه الآفة الخطيرة خلال المرحلة القادمة إن شاء الله.
* هل هناك قسم خاص بالوزارة يعالج هذه المشكلة؟
- قامت الوزارة ومنذ اكتشاف سوسة النخيل الحمراء بإعداد برنامج خاص يعنى بمكافحة السوسة واستمر ذلك إلى أن صدرت توجيهات معالي وزير الزراعة مؤخراً بفصل هذا البرنامج ليعمل كوحدة إدارية مستقلة تحت مسمى (برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء).
* هل تمت محاصرة هذه الحشرة وما هي الطرق لذلك؟
- تم الحد من انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء في معظم مناطق المملكة حيث تتركز الإصابة في 6 محافظات وقد تم أيضاً إيقاف الإصابة في بعض المناطق بعد ظهور الإصابة بها مباشرة كمنطقة المدينة المنورة، القصيم، حائل، حيث تم إزالة النخيل المصاب بها نتيجة جهد مشترك بين إمارات المناطق ومديريات الزراعة بها وسيتم إن شاء الله العمل على القضاء عليها في إمارات المناطق في المناطق الاخرى.
* هل وضعت آلية وفرق عمل للتصدي لهذه الآفة الخطرة على النخيل؟
- نعم هناك آلية للتصدي لهذه الآفة تتمثل بتكوين فرق متخصصة لاكتشاف ومكافحة سوسة النخيل الحمراء في كل منطقة من مناطق الإصابة تقوم بدورها المطلوب وقد تم تزويدها بكل ما تحتاج إليه من تجهيزات فنية وكوادر بشرية مؤهلة من أبناء هذا البلد.
* نريد توضيحا جديداً يضفي على اللقاء معلومات وخططاً جديدة تجاه هذه السوسة؟
- نعم، في ظل اهتمام معالي وزير الزراعة بالقطاع الزراعي وخاصة هذه الشجرة المباركة ولعلم معاليه بالخطر الذي تشكله هذه الآفة على شجرة النخيل فقد تم دعم البرنامج ليقوم بدور أكبر في متابعة الإصابة بهذه الحشرة وتطوير طرق مكافحتها العلمية والعملية وتحديث الآليات المعمول بها حالياً للوصول إلى المستوى الأفضل والقضاء على الإصابة بهذه الحشرة.
* ما مدى تعاون المزارعين مع ارشادات وحملات الفرق الخاصة بالسوسة في المناطق؟
- أتمنى من اخواننا المزارعين ان يقدموا المزيد من التعاون حيث إن تعاونهم معنا سوف يساعد بإذن الله عز وجل في القضاء على هذه الآفة وهي تعني محافظتهم على نخيلهم ومن أهم الأمور التي يجب على المزارعين فيها التعاون مع الوزارة ما يلي:
* عدم نقل الفسائل من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة.
* عدم زراعة فسائل نخيل في مزارعهم إلا بعد وجود ختم (ترصيص) من الوزارة وشهادة تثبت خلوها من الإصابة.
* صيانة ومراقبة المصايد الفرمونية الموجودة في مزارعهم.
* المكافحة بالمبيدات التي توصي بها الوزارة ومشاركة المزارع في أعمال الرش لمكافحة السوسة في مزارعهم.
* هل تحرق النخيل المصابة - وهل يعوض المزارع عن النخيل المحروقة؟
- يتم حرق النخيل المصاب بهدف القضاء على أطوار الحشرة تفادياً لانتقالها إلى نخيل سليم، أما مسألة التعويض للمزارع فإنه لا يعوض وعملية الإزالة والحرق تصب في مصلحة المزارع من أجل حماية مزرعته من انتشار الاصابة بها.
* هل لنقل النخيل والفسائل طرق وضوابط بين المناطق وما مدى تعاون الجهات الأمنية في ذلك؟
- نعم هناك ضوابط تحكم نقل الفسائل من منطقة الى اخرى تتمثل في عدم السماح لنقل الفسائل من المناطق التي ظهرت بها الإصابة وقد أنشأت الوزارة ثلاثة محاجر على طريق الرياض - الدمام القديم وطريق الرياض السريع والثالث على طريق الخرج - حرض، وذلك لمراقبة نقل الفسائل من المنطقة الشرقية إلى باقي مناطق المملكة.
أما بالنسبة لنقل الفسائل من المناطق السليمة فإنه يجري ترصيص الفسائل المنقولة برصاص عليه ختم وزارة الزراعة مرفقاً به تصريح نقل فسائل موضحاص خط السير مبيناً به أيضاً عدد النخيل وأنواعه ومصدره ووجهة النقل، وقد تم التنسيق مع رجال الأمن المتواجدين على الطرق الرئيسية بين المناطق وإطلاعهم على ذلك بحيث تتم مصادرة الشحنات المخالفة وإتلافها وإثبات ذلك بمحضر إتلاف مثبت فيه تاريخ المصادر وموقع ضبط الشحنة والجهة المنقول منها وإليها وكذلك الطرف الناقل والمستفيد.
* هل يوجد حظر على استيراد النخيل البلدي ونخيل الزينة؟
- لقد قامت الوزارة منذ عام 1404هـ بالتأكيد على الجهات المختصة التابعة لها بمنع دخول أي نخيل او مشتقاته من الخارج وذلك لدرء خطر انتقال الامراض الخطيرة التي تهدد زراعة النخيل بالمملكة وباعتبار الاجراء الوقائي السليم الذي سيدرأ بحول الله أخطار دخول الأمراض الخطيرة إلى المملكة، وقد صدرت أوامر سامية تؤكد استمرارية الحظر على دخول النخيل إلى المملكة وذلك تفادياً لدخول الأمراض المصاحبة للنخيل او مشتقاته.
|