مع إقرار الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة بالمملكة:
مسؤولون ومستثمرون يتوقعون نقلة كبيرة في قطاع السياحة

* الرياض - خالد السليمان:
توقع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين والمهتمين ورجال الفكر والثقافة أن تحدث الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً نقلة نوعية في قطاع السياحة في المملكة مشيرين إلى أن هذه الإستراتيجية سيمتد أثرها إلى القطاعات الأخرى بوصفها نموذجاً رائعاً في العمل التخطيطي والإداري ونظرا للعلاقة المتشعبة التي تربط السياحة بالقطاعات الأخرى في الدولة.
وفي البداية أشاد الاستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية الصناعيةالسعودية رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض بالإستراتيجية مبيناً أنها تعبر بجلاء واضح عن إستراتيجية التوازن والتنويع في مصادر الدخل الكلي التي تنتهجها الدولة الأمر الذي يضع الاقتصاد السعودي على أهبة الانطلاق لدورة جديدة مليئة بالنجاح والتطور بإذن الله. واعتبر الجريسي أن هذه الإستراتيجية الطويلة المدى والتي تخطط لتنمية صناعة السياحة على مدى عشرين سنة قادمة، سيكون لها الأثر الإيجابي على السياحة والاقتصاد الوطني من حيث جعلها مدخلاً استثمارياً مجدياً للدولة والقطاع الخاص وتفعيل مساهمتها في رفد سوق العمل السعودي بنحو 500 ألف وظيفة جديدة مرشحة للارتفاع لنحو 2.3 ملايين وظيفة بعد انتهاء تنفيذ الإستراتيجية وتعزيز جاهزية المملكة الجغرافية والتراثية والأثرية الجاذبة للسياح الأجانب وذلك في ضوء العادات والتقاليد الإسلامية المحافظة زيادةعلى الأمن والاستقرار الذي تتمتع به المملكة، مشيراً إلى الدور المنتظر للقطاع الخاص في المستقبل في تنمية السياحة من خلال هذه الاستراتيجية التي تضمنت رسم ملامح العمل السياحي في المملكة عموماً كما أن كفاءة القطاع الخاص السعودي وخبرته الجيدة في هذا المجال ستوفر الضمانة المطلوبة لمستقبل هذه الصناعة بمشيئة الله والتي ينتظر أن تشكل مورداً مالياً مهماً جداً خلال السنوات القليلة القادمة. وقال الجريسي إن الهيئة العليا للسياحة ظلت تنتقل من نجاح إلى نجاح خاصة فيما يتعلق بتأسيس البنية التحتية المتميزة للقطاع السياحي في المملكة والتي تشمل إعداد قواعد البيانات والخرائط للمواقع والمقومات السياحية ووضع صناعة السياحة عموما على رأس أولويات الاقتصاد المتطور للمملكة مشيدا بصياغة الإستراتيجية وإعدادها على نحو متمهل ومنظم يستشرف المستقبل لهذه الصناعة التي تتوافر لها جميع مقومات النجاح في المملكة. من جهته شدد الدكتور ناصر بن عقيل الطيار رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الطيار للسفر والسياحة على أهمية ما تحتويه الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية من بنود تعمل على إزالة كافة العقبات التي تعترض طريق انطلاقة السياحة السعودية وتحويل الرؤية السياحية إلى واقع ملموس وفق ما يتمناه رجال الأعمال وأصحاب الخبرة وأبناء هذه الصناعة المهمة خلال السنوات القريبة المقبلة وحتى تستطيع مواكبة دول العالم التي تعتمد على صناعة السياحة منذ سنوات طويلة.
وأضاف الطيار أن إقرار مجلس الوزراء لهذه الاستراتيجية يعد ترجمة حقيقية للرغبة في انطلاق صناعة السياحة لتقف جنباً إلى جنب إلى جوار الصناعات الأخرى في زيادة الموارد وإيجاد فرص عمل جديدة ومساعدة القائمين على الصناعة نفسها ليتم تحقيق الآمال والأهداف المنشودة. من جهته عبر معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات عن سروره البالغ بمناسبة صدور الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية، مشيراً إلى أنها تشكل نقلة نوعية كبيرة في تطوير قطاع السياحة وتضع إطار عمل متكامل لدفع تنمية السياحة المستدامة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
وقال الاستاذ إبراهيم البليهي عضو مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة أن الهيئة نموذج فريد في الإدارة ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما على المستوى العربي، فلأول مرة نرى جهازا إدارياً ذا مسؤوليات ضخمة ويدير عملاً واسعا بعدد قليل من الموظفين، فالهيئة لم تنشغل بتضخيم ذاتها وتأسيس فروع لها، وإنما اكتفت بقلب مركزي صغير لكنه ينبض بقوة ويغذي كل المواقع في مختلف المناطق من خلال تشغيل القطاعات القائمة وإشراك الناس في الجهد والعمل.
وعبر البليهي عن اعتقاده أن تأثير الهيئة لن يقتصر على القطاع السياحي وإنما سيمتد إلى جميع القطاعات بوصفها نموذجاً رائعاً في العمل الإداري مشيرا إلى أن الخروج عن نمط الترهل الإداري الذي يمتد أثره في العالم العربي يستحق أن يحتذى متمنياً من معهد الإدارة أن يهتم بالتجربة ويقدمها للمخططين والدارسين من أجل الاحتذاء.