* صحيفة الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قررت حكومة شارون، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في إسرائيل، (يوفال شطاينتس)، تشكيل لجنة خاصة لفحص الوسائل الأمنية المتبعة في المنشآت الاستراتيجية في الدولة العبرية وسبل حمايتها.. وذلك في أعقاب نجاح المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملية ميناء أشدود ونجاح منفذيها، الذين خرجا من غزة باختراق الإجراءات الأمنية المشددة على الميناء..
وحسب المصادر الأمنية في إسرائيل : سوف توكل اللجنة بتحديد أهم (50 منشأة استراتيجية ) في إسرائيل، ونوعية وسائل الحماية الأمنية المتبعة فيها، على ان تقدم اللجنة توصياتها خلال ( 90 يوما )..
الجزيرة تعرض قصة الحاوية
الإسرائيلية في ميناء أشدود
إلى ذلك قال قائد شرطة الجنوب في إسرائيل، (موشيه كرادي) : انه تم العثور، صباح الأربعاء الماضي على خمس قنابل يدوية وملابس وذخيرة، وكذلك على فرشة وبقايا طعام، داخل حاوية في ميناء اشدود.. لدى فحصها بواسطة جهاز إلكتروني متطور.. وقد تم إخفاء القنابل في حقيبة وضعت بين جوانب الحاوية المزدوجة.
وحسب الشرطة لا تعرف الجهة التي أرسلت الحاوية ذات الجدران الداخلية المزدوجة، والتي يشتبه بأنها استخدمت لتهريب منفذي العملية الفدائية في الميناء، يوم الأحد الماضي..
وقال مسؤول في ميناء اشدود صباح الأربعاء ذاته: انه تم العثور على المخبأ داخل الحاوية صدفة، عندما كان ينوي عمال الميناء شحنها إلى حيفا..
وجاء في تعقيب إدارة الميناء على المستجدات الأخيرة أنه كان في داخل الحاوية ألواح من الشايش، وصلت إلى الميناء يوم الأحد الماضي، قبل وقوع العملية بنصف ساعة، وقد قدمت برًا من معبر 'كارني' في قطاع غزة، وتم تخزينها في الميناء. .
وقال قائد الشرطة في منطقة أشدود، ( نيسيم مور ) : إنه يتم فحص شبهات حول إمكانية أن يكون الفلسطينيان اللذان نفذا العملية المزدوجة قد وصلا إلى الميناء بواسطة الحاوية التي عثر فيها أحد عمال الميناء على باب سري..
وحسب المصادر الأمنية الاسرائيلية : كانت الحاوية قد وصلت إلى ميناء أشدود من إحدى الدول الأوروبية، وهي محملة بالحلوى المستوردة.. ونقلت الحاوية من الميناء إلى قطاع غزة عن طريق معبر (كارني)، حيث تم تحميلها بألواح الشايش وأعيدت إلى ميناء أشدود. . ويشتبه بأن منفذي العملية اختبأا فيها وهي في قطاع غزة.
وتقول المصادر الأمنية في اسرائيل: يتم فحص احتمال بأن يكون منفذا العملية قد قفزا من الحاوية قبل دخولها إلى الميناء، عندما توقفت الشاحنة التي حملتها أمام إشارة ضوئية.. ويبدو أنه كان من المفترض أن يتم تصدير الحاوية إلى خارج اسرائيل، لكن تقرر في نهاية الأمر تخزينها في الميناء بعد أن ألغيت الطلبية..
وحسب ما رشح من معلومات : تم في أعقاب التفاصيل الجديدة إغلاق بوابات الميناء ولا يتم تحميل وتفريغ البضائع، وقد تسلم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) مسؤولية التحقيق في آخر المستجدات.
ووصل المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، شلومو أهرونيشكي، إلى ميناء أشدود للاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بالعملية الفدائية المزدوجة التي نفذتها كتائب القسام وكتائب الأقصى يوم الأحد الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 16 آخرين..
ويتم الآن في اسرائيل فحص إمكانية أن يكون منفذا العملية المزدوجة قد تلقيا المساعدة من طرف ثالث من أجل الخروج من الحاوية، قبل أن وصلت إلى الميناء..
وما تزال أجهزة الأمن الإسرائيلية مشغولة في التحقيق في ملابسات وصول منفذي العملية إلى الميناء، وكانت التقديرات الأولية تشير إلى وصولهما إلى الميناء بحرًا..
ووجهت أصابع الاتهام في البداية إلى رجال الأمن في الميناء بسبب الإخفاق الأمني الذي أتاح لمنفذي العملية الدخول إلى الميناء، لكن في حال أثبت أن قصة الحاوية صحيحة، سيكون السؤال الرئيسي هو: كيف وصل منفذا العملية عبر حاجز (كارني) دون ضبطهما داخل الحاوية؟..
كاتب إسرائيلي : مهما كان الجدار عالياً، لا يمكنه أن يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أهدافهم
وفي سياق ردود الأفعال الإسرائيلية على نجاح المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي قال الكاتب الإسرائيلي، (عوفير شيلح) في مقال له في يومية صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، معقباً على العملية الفدائية المزدوجة، في ميناء أشدود المحصن: إن هذه العملية تثبت أن لا جدار، مهما كان عالياً، يمكنه أن يمنع الفلسطينيين، منفذي العمليات الفدائية من الوصول إلى أهدافهم التي يخططون لها.. مضيفا: إن العملية المزدوجة، التي وقعت في ميناء أشدود، الأحد الماضي تنطوي على ما يمكنه أن يؤدي إلى اهتزاز العديد من الأوهام، التي بات قسم كبير من الناس يدمنون عليها مؤخراً، كوهم الجدار مثلاً..
وأضاف قائلا : إنه بتشجيع مكثف من بعض الجهات الأمنية، يعتبر الجدار الفاصل نوعاً من الحل السحري.. إنه يلبي الرغبة الصهيونية القديمة بفصل أنفسنا عن واقع المكان، الذي نعيش فيه.. الرغبة في بناء سور من حولنا ، يصل إلى عنان السماء، ويبقي وراءه الأدغال الإقليمية، حسب ما كان يطلق عليها بعض رؤساء الحكومة السابقين..
ويتابع الكاتب الإسرائيلي يقول : لقد أكثر المناصرون لبناء الجدار الفاصل، ومن بينهم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، آفي ديختر، من الإشارة إلى عدم خروج أي فدائي مباشرة من قطاع غزة إلى إسرائيل، وحقيقة وصول منفذي العملية المزدوجة في أشدود من قطاع غزة، كما يبدو، لا تقلب هذه الحقيقة رأساً على عقب، لكنها تذكرنا بأنه لا يمكن لأي جدار، مهما كان عالياً، أن يصد الإنسان اليائس، المشبع بالرغبة الكافية وبالإصرار.. ومضى يقول: قد تتغير ملامح الإرهاب بعد استكمال بناء الجدار، لكنه لن يختفي من الوجود، على حد تعبيره.
ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: ألا توجد حقاً علاقة بين الهجمات على مخيمي البريج والنصيرات وحي الزيتون، وبين ازدياد التعاون بين كافة التنظيمات الفلسطينية..؟ ، ألا توجد علاقة بين تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، الذين قالوا إنهم سيحاولون إصابة أكبر عدد من الإرهابيين إلى أن يتم تطبيق خطة الانفصال التي لا يعرف لها، حتى، أي جدول زمني أو حتى تاريخ بداية، وبين جرأة منفذي عملية ميناء أشدود، لمهاجمة هدف يحظى بحراسة شديدة، كميناء أشدود ..؟ ألم تخبُ العلاقة بين عمليات قوات الأمن، التي تطمح إلى الانتصار، أو على الأقل، الظهور كمن لم تنسحب وهي تجر أذيالها، وبين الأمن الحقيقي للمواطنين في المؤخرة؟..
ويدلل الكاتب الإسرائيلي على كلامه باستطلاع للرأي نشره معهد (يافة) للأبحاث الإستراتيجية، مؤخرا، حيث قال (68 %) من الإسرائيليين إنهم يدعمون خطة الانفصال، لأنها ستساهم، حسب رأيهم، في تقليص العمليات الفدائية الفلسطينية.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن هذا المعطى يعبر عما يطمح الاسرائيليون إليه، بقدر يفوق تحليلهم الفاتر للأوضاع.. وقال: إن هذا الاستطلاع يعكس الرغبة في حدوث شيء، حتى لو كان ضبابياً وغير واضح المعالم، مثلما هي النوايا الحقيقية لآريئيل شارون.
وقال: إنها رغبة في قيام من يعمل على تغيير الأوضاع، بعد أكثر من 1200 يوم من اللكمات الدموية المتبادلة.. وتشكل المذبحة التي حدثت في أشدود الأحد الماضي، ضربة أخرى لهذا الأمل الإسرائيلي، أكثر من كونها عملية استراتيجية..
|