* نيويورك - أ.ف.ب:
لم يتوصل مجلس الأمن الدولي ليل الثلاثاء الأربعاء إلى اتفاق على مشروع قرار يدين إسرائيل لاغتيالها الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين بسبب معارضة الولايات المتحدة.
وقرر مجلس الأمن الدولي تأجيل الاجتماع بعد إصرار الولايات المتحدة على عدم قبولها بإدانة اغتيال الشيخ ياسين بدون الإشارة إلى عمليات حركة حماس التي أسسها.
لكن الفلسطينيين الممثلين بالجزائر الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس أكدوا أنهم لن يوافقوا على أي قرار يشير إلى حماس التي تبنت عمليات عديدة ضد إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة، باعتبار أن هذه الحركة تناضل ضد الاحتلال.
وقال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون نيغروبونتي: إن الشيخ ياسين (حرض على الحقد ومجد العمليات الهجومية)، مضيفاً (انه كان يرفض وجود دولة إسرائيل وزعم أنه كان يسعى إلى نسف الحل القائم على مفهوم قيام دولتين)، الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وأكد أنه (يجب على مجلس الأمن والولايات المتحدة ألا يدعما مبادرات تتجاهل هذه الحقيقة)، على حد قوله. وقد أصرت الجزائر على عقد جلسة علنية لمجلس الأمن بعد أن عرقل نيجروبونتي قراراً يدين اغتيال الشيخ ياسين بدون الإشارة إلى هجمات حماس على إسرائيل.
ونفى المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة ناصر القدوة أن يكون حاول الضغط على الولايات المتحدة لتستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار بشأن اغتيال ياسين.
وقال للصحافيين بعد جلسة استمرت أربع ساعات ولم تفض إلى نتيجة أن (الفيتو لم يكن أبداً هدفنا كما أنه ليس هدفنا الآن). وأضاف أن (هدفنا هو أن يتحرك مجلس الأمن الآن بشكل صحيح) ورفض مطلب نيجروبونتي إدانة حماس.
قال: (لا يمكننا القبول بأي إشارة إلى أي مجموعة فلسطينية بالاسم). ويتطلب إصدار قرار في مجلس الأمن تأييد تسعة أصوات من الدول الخمس عشرة الأعضاء غير الدائمين لكن الأعضاء الخمسة الدائمين، أي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، تتمتع بحق النقض وتستطيع بذلك تجميد أي قرار.
ولدى افتتاح المناقشات يوم الثلاثاء وقعت مشادة كلامية بين القدوة وسفير إسرائيل في الأمم المتحدة دان غيلرمان حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وتطاول السفير الصهيوني على الشيخ المجاهد أحمد ياسين ولوح بملف من 187 صفحة عن العمليات الفدائية التي نفذتها حماس منذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أواخر أيلول - سبتمبر 2000 .
ووصف القدوة من جهته اغتيال الشيخ ياسين الذي كان مريضاً مقعداً بأنها (جريمة حرب جديدة) ترتكبها إسرائيل، مشيرا إلى نضال الفلسطينيين من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.
وقال: (هذه الأرض ستظل أرضنا.. كل شبر من هذه الأرض).
وأضاف القدوة أنه يتوقع عقد مزيد من المحادثات في مجلس الأمن حتى بالرغم من احتمال استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو.
وزعم السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون نيجروبونتي أن (المشكلة الأساسية) هي أن المؤيدين لصدور بيان (لا يريدون الإشارة إلى الهجمات التي قامت بها حماس) والتي زعم أنها عمليات إرهابية.
وقالت مصادر دبلوماسية: إن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم سيشارك في المناقشات. ولا يشير البيان الذي يدرسه مجلس الأمن والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه إلى حركة حماس.
ومن ناحيته قال سفير فرنسا جان مارك دي لا سابليير الرئيس الحالي لمجلس الأمن (لم يكن بالإمكان التوصل إلى اتفاق). إلى ذلك اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة دان غيليرمان مساء الثلاثاء أن اغتيال الشيخ أحمد ياسين هو (رسالة قوية جداً) إلى من أسماهم الإرهابيين، وذلك خلال ذات الاجتماع في مجلس الأمن.. وقال (بإلغاء الشيخ ياسين عن المسرح الدولي نوجه رسالة قوية جداً إلى الإرهابيين: لستم بمأمن إذا قتلتم مدنينا).
وأكد غيليرمان خلال هذا الاجتماع الذي دعت إليه المجموعة العربية، ان إسرائيل تريد السلام وأضاف (لكننا لن نتفاوض في النهار وندفن موتانا في الليل).
|