مبادرة الأديب عبدالله بن عبدالرحمن الزيد بالكتابة في الصفحات الرياضية، محاولة رائعة لتقريب وجهات النظر بين أهل الأدب وأهل الكرة، ولترغيب الشباب بتذوق الشعر والكلام الجميل وتنمية المعارف.والجميل حقاً أن تأتي هذه المبادرة من أديب وصف الرياضة يوماً بأنها (ثقافة الأرجل)!!.. كان ذلك قبل سنوات، وكان التقليل من شأن الرياضة موضة تلك الأيام.. إما لرغبة في دخول نادي المثقفين أوغيره من شهرة وثراء اللاعبين..
وصاحب تلك الفترة انتشار عبارات ومقولات غريبة، مثل:(أن تفكر بقدمك خير من أن تفكر برأسك)!!.
وقد حاول حامد عباس الربط بين الثقافة والرياضة عبر بعض المقالات, وكتب حمد القاضي عدداً من المقالات الرياضية الطريفة من باب المداعبة.. وذكر الجفري أنه يشاهد المباريات المهمة بقدر ما يجد فسحة في الوقت أو هرباً من السأم.
وأشاد أبوعبدالرحمن بن عقيل بلاعبي المنتخب بعد أحد الانتصارات راجياً الله ان يحفظ براجم أقدامهم من الأوخاز.
وعبر القشطيني عن معاناته من احتقار بعض الأدباء له لا لذنب اقترفه بحق المتنبي وابن رشد وإنما لأنه من عشاق كرة القدم.وحين اعترف رئيس تحرير مجلة (الإيكونومست) ذائعة الصيت والتي توزع ما يزيد على المليون نسخة بأنه من عشاق الكرة، وخصص صفحات في مجلته للرياضة، كتب القشطيني: (ألا موتوا بغيظكم أيها المثقفون)!!.
جاءت هذه الكتابات لتحاول إذابة جبال الجليد بين أهل الأدب وأهل الرياضة.. فبعد القصيدة التي مجد فيها ابن خميس(النصر).. والقصيدة التي مجد فيها خفاجي(الهلال) مرت سنوات من الجفاء تخللها تراشق بالعبارات.. فأهل الأدب يتهمون الكرة بأنها سيطرت على عقول الشباب.. وأهل الرياضة يتهمون الأدباء بالانغلاق على أنفسهم.. إلا أن الأمل ظل باقياً في نفوس من يودون الجمع بين الأمرين، ويحرصون على التمازج بين الأدب والرياضة.وقد أسعدتهم مبادرة الأديب الزيد فلا أجمل من رقة وشفافية الأدب.. وروعة الروح الرياضية.فقراءة الأدب ومشاهدة المباريات فيها متعة وفائدة وترويح عن النفس.. ولدى لاعبي الكرة مهارة في صياغة الجمل التكتيكية على أرض الملعب لا تقل روعة وجمالاً عن مهارة الأديب في تسطير الكلمات العذبة والعزف على الورق.
|