أضم صوتي لجملة الأصوات الداعية للنظر في مسألة المبالغة في طلب الدية كحق مشروع جزاء قتل النفس المقرر شرعاً، هذه المبالغة التي يخشى أن تتحول إلى ظاهرة يستعصي حلها والسيطرة عليها أمام طمع بعض أهل الدم ممن يصرون على قبض الملايين مقابل التنازل عن حق القصاص، ومع الايمان والتسليم بحكم الشرع ومع التعاطف مع عبرات الثكالى ودموع الايتام من أهل الحق إلا أن التذكير يكون بأن ديننا الاسلامي دين العطف والرحمة والتكافل والايمان بالقدر خيره وشره وهو دين السماحة والعفو عند المقدرة، وهو دين التبصر والاستبصار والنظر في عواقب الأمور، مع عدم الظلم واهدار الحقوق، وديننا لا يبخس أحدا ما شرع له لكنه دعا إلى اللين في المعاملة وهي تتضمن عدم الاضرار بمجموعة من الأسر تبيع كل ما تملك وتستجدي ما ينقص من قيمة دية يطالب بها أصحاب الدم بشكل مبالغ فيه فيلحق الضرر الكبير بتلك الأسر وتترتب عليه مخاطر وخيمة دينية واجتماعية واقتصادية تستمر لسنوات وتبقى آثارها لأجيال قادمة، والاسلام سمح في تعامله يهدي للتي هي أحسن، فالتوازن والاعتدال والعقلانية والايثار كلها معانٍ جميلة حث عليها ديننا الحنيف، ولعل أهل الاختصاص هم ابلغ واجدر من يتبنى فكرة تدارس وبحث مسألة المبالغة في طلب الدية وذلك في اطار ومنظور اسلامي، ولا ضرر ولا ضرار، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
|