جريدة الجزيرة - قسم (الشعر الشعبي)
عزيزي الفاضل الشاعر الأستاذ الحميدي بن حمد الحربي أسعده الله ، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في البداية أبارك لك هذا النشاط المتصل في القنوات الإعلامية المقروءة والمسموعة، وأرجو أن تستأنف في المرئية التلفزيون (بإعداد البرامج الشعرية الثقافية وتقديمها)، وقد استمعتُ بالأمس إلى (لقاء قصير) معك في برنامج (الخيمة الشعبية) بإذاعة الرياض، تطرّق فيه الحديث إلى شاعرّية الأمير خالد بن أحمد السديري - رحمه الله- وأنه كان يكتب (الشعر العربيّ الفصيح) وسمعت- أوّل مرة- أنّه نُشر له من شعره الفصيح مع شعره الشعبي (النبطي)!!
ولما أكنّه لهذه الشخصية الفاضلة الفذّة من محبَّة عميقة واحترام أثير شرُفْتُ بالتعرّف عليه وعلى أخيه الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري في أواخر سنوات حياتهما -رحمهما الله- حيث كان الأمير خالد يُشرع أبوابه في بيته الواقع بين عليشة وجنوب الفاخرية بالرياض، وكانت داره ملتقى للأدباء والشعراء والمثقفين الذين تزدحم به مجالس تلك الدار العامرة التي تحوّلت - فيما بعد- إلى حديقة- كم كنت أتمنّى أن يُخصص جزء منه ليكون (مكتبة ثقافية) تحمل اسم (خالد بن أحمد السديري) تقديراً لمكانته ودوره وفعالياته الفكرية والثقافية والإدارية.
أ) هذا اقتراحٌ، أما المطلب الآخر فهو منك يا صديقي العزيز (الحميدي) تزويدي بنسخة من ديوان الشاعر خالد السديري، أو قصائده الفصيحة للتمكن من الاستفادة منها في تناول شخصية في (الجزء الخامس أو السادس) من سلسلة كتابي (شعراء من الجزيرة العربية) حيث لا تتوفّر لدي أيّ قصيدة من تلك القصائد، شاكراً ومقدّراً اهتمامك -أيّها العزيز-.
ب) أما الاقتراح الثاني فهو لصفحتك المقروءة العزيزة (مدارات) وذلك باختيار (قصيدة من الشعر الفصيح) لنشرها في الصفحة كلَّ أسبوع أو كلّ أسبوعين - حسب ما يتوفّر من النماذج الشعريّة المعاصرة المعبّرة، أو التاريخية الرائعة، وذلك لغرض إيجاد أنموذج للتمازج الوحداني الأثير في الذائقة الشعرية بين عشاق الشعر النبطي والشعر الفصيح الذين لابُدَّ أن تلتقي ذائقتهم الفنية في مدارات الابتكار وآفاق الإبداع مهما اختلفت وسيلة التعبير ولغة البوح مادامت المعاناة الصادقة حاضرة في الهواجس وأعماق الوجدان.
وفي ميدان الحديث عن الشعر والهواجس فقد أشعلت مشاعر الحزن والذكرى في نفسي ونفوس كلّ أصدقاء ومحبّي شاعرنا الفقيد العزيز عبدالله السلّوم حين أوردت هواجس من أقرب الناس لديه ابنه عبدالرحمن وصديق عمره عبدالله السياري هذا الشاعر الحزين المعنّي، جبر الله مصيبتنا ومصيبته في فقد الأحباب الأعزّاء، ورحم الله كلّ فقيد تجمعنا به المحبّة والذكرى -برغم الفراق- إلى الأبد، واسلم لأخيك- رعاك الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك/عبدالله بن سالم الحميد |