Wednesday 24th March,200411500العددالاربعاء 3 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الثقافة والإعلان الثقافة والإعلان
فاروق صالح باسلامة

أن تكون الثقافة مشرعة الأبواب المعنوية، ومعلنة كالإعلام في ساحتنا السعودية فإن الأمر يتطلب إرادة قوية الفاعلية والنماء.
فالوسائل.. وسائل الإعلان والإعلام ازدادت قنواتٍ و بثاً وإرسالاً. وإذا كانت الإعلانات مربحة المردود والدخل فإن الإعلام الثقافي معطاء بالمعرفة وزيادة الوعي وازدياد العطاء الفكري لأن المادة الإعلانية مستهلكة والفكر الثقافي يزداد ثراءً ونعمة، بالمشروعات الأدبية والمادية والعطاءات الحسية والمعنوية.
وتظل الثقافة معطاءة بالنماء الإيجابي والردود الممتعة لقضايا الحياة العامة والمجتمع كافة والجهور على وجه الخصوص.
فوجود مثقف في شعب يعني زيادة فكرة في البلد، ومعنى وجوده إضافة عقل عامل وأديب فاضل وعارف مناضل بفكره وسمو أدبه وبيان لسانه، أما الإعلان التجاري يعني مادة ليس إلا، واستهلاكاً لمرعى مشبع، للبطن فحسب، صحيح أن الإنسان مادة وروح وجسم وقلب لكن هذا لا يجعل من الأمة ذات ثقافة وأدب وأخلاق وإنما ينبغي لهذه الأمة أن تبحث عن دورها بين الشعوب الراقية الثقافة والفكرة والإعلام.
فليت مردود الإعلانات التجارية والمادية يجعل للتثقيف منها نصيباً لتعلو قيمة الثقافة، واحترام الشباب المبادئ الأدبية والقيم الخلقية، أو صارت النوادي الأدبية والثقافية غاصة بهم وبأفكارهم وبقيمهم وأخلاقهم الشيء الذي طالما نشده المفكرون عبر التاريخ.. التاريخ الأدبي لأمتنا.
إن تثقيف شاب واحد يعني زيادة مفكر في الأمة ويعني أكثر من ذلك بكثير. فالحياة العملية ليست بالإدارة المركزية ولكن هذه الحياة تنشط بالفكر الباني والثقافة العلمية والأدب الراقي إلى قمم الشموخ المعنوي والكبرياء العظيم، التي يثق بقدرتها المعنوية كل عامل فهيم واثق من نفسه أنه سينتج الأفكار قبل الدراهم المعدودة، بل إنه يثمر الملايين!! فيما بعد.
إن الثقافة بحاجة إلى دعم لأستاذ ودعم التاجر ودعم الطالب، طالبها فليسع كل فرد من هؤلاء إلى بنائها في بيته وفي مدرسته وفي معمله، وفي مجالي الحياة الإنسانية الفردية والحياة الاجتماعية العامة الجماعية، فالعمر الإنساني في الحياة يتيح العمل بالثقافة والعلم والمعرفة أكثر فاعلية وإنتاجاً.
فالمعقول رشيد بالإنسان المثقف فكراً وعملاً وإنتاجاً مثمراً داعماً للحق والخير والعمل حتى يدرك كل فرد إنساني أن العمل بالعلم قبل عمله باليد، وبالفكرة قبل الإرادة بالآلة.. إن الإنسان رهين في الحياة الدنيا بالمعرفة والعلم والآداب والأخذ والعطاء وبالفعل العملي والتنفيذ الفعلي، إرادة وإنتاجاً ورقيّاً بالأفكار وإعلاء بالثقافة والمعرفة والقيم الأدبية والشيم الإنسانية الحميدة والنبل الخلقي والعملي والفكري والثقافي فبهذه الفكرة يعمل الإنسان المثقف ومن أجلها يضحي بالقوة والطاقة والمعرفة وما أُوتي من علوم وآداب وفنون وثقافة. فالفكرة المعرفية، والقيمة الأدبية والخصلة العلمية تدر أرباحاً من الأموال والأعمال والأفعال والمنجزات الخيرية والثمار المكسبة حياة عمل ودنيا فعل ووجوه إنجاز، وكلها يحقق للإنسان الحياة المعنوية والمادية والقدرة العملية والعلمية، والمشاريع الفعلية والفكرية. ومن هنا يمكن للثقافة أن تعلن فعاليتها بالإنجاز الأدبي والتفعيل المادي ويكون إعلانها، إعلاماً للأمة بفعاليتها الكريمة حتى يغدو الجاهل متعلماً، والخاوي أديباً والمثقف مثقفاً كبيراً.
وباستقراء وسائل الثقافة المعلنة والإعلام الفكري، والعمل المعنوي، والإنجاز الأدبي تتشكل قوالب العلم والمعرفة ووسائل العلم والثقافة، ومظان الفكرة والأدب، وجمال التعبير وأسلوبه الفنان وبيانه الفعال، ومظهره العالي. فليكن للثقافة إعلان وأعلام، وإعلاء من قدرها، وإكمال لمنجزاتها وإشادة برجالها، وتكوين لشبابها وتعليم لمريديها، وتثقيف لطلابها.
بعدها يتم التطور المعنوي وتنداح النهضة في مسارات حياتنا العامة ودنيانا الإنسانية الجميلة، ثم يكون المعنى لهذه الحياة أكثر وعياً وأرق حسّاً وأندى عطاءً وأقوى فعالية وأكثر رفاهاً وعطاءً وأسلم مسؤولية، وإدارة أو أحيا فكراً وأرقى ثقافةً وعلماً، وأدرّ مالاً وأعمالاً وإنتاجاً.
الشيء الذي ينبغي تفعيله بسرعة، وإعماله بفكرة، وتقويته بالطاقة الأكثر إنجازاً وعملاً وفعالية أو بالفن الثقافي والأدبي كي يمتع هذه الدنيا وهذه الحياة التي هي أكبر وأكثر من الكون والوجود والدنيا وعندها ليكن الإعلان مادياً أو أدبياً والتثقيف عملاً أو علماً، فإن الأمر لا محالة متحقق ما اجتهد المثقف وعمل الأديب، وافتن الشاعر، وشدا الفنان.
فهل من مُدكر؟!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved