ربيع الحفل أفذاذُ الرجالِ
وبرقُ العلم صنَّاعُ العوالي
فمن شمس الصباح بدا شعاع
يسيل به النضارُ على اللآلي
أهازيج العلا في النفس تعلو
يداعبها نسيم ذو جلالِ
جلالِ العلم والمجدِ المعلى
وعذبِ البذلِ بالأيدي الطوالِ
ونادوا شاعراً في عمقِ صدري
ليلقى الوفد في حسنِ المقالِ
فأورى زِنْدُ مَقْدِمِهم بنفسي
سراجاً كان ينذر باشتعالِ
فيومي بات في الأيام عرساً
وعقدُ العُرسِ تكريم المعالي
أهاج الحفلُ في نفسي رياضاً
ونفحُ عبيرها مسرى خيالي
وفي ألوانها الياقوت يزهو
على حلل الزمرد في اختيالِ
إذا هبَّت صبا نجد عليها
أتاك الشعر في عبق الدِّلالِ
وأقبلت القصيدةُ في إباءٍ
تخبُّ هوًى وتخطُرُ في دَلالِ
ليلقاها الأحبَّةُ في جلاءٍ
تضيءُ وجوهُهُم حلكَ الليالي
فما من قائدٍ إلا ويبدو
كنبراس غني عن سؤالِ
وقد نهلوا من النبع المصفَّى
بوحي الله لا نهج الضلالِ
تعاليمُ الشريعة غرسُ علمٍ
يراعيه مدير كالظِّلالِ
فأنتَ إذا نهضتَ أقمتَ مجداً
دعائمه صناديدُ الرجالِ
بنيتَ فلم تدع للجهل درباً
فولَّى الجهل مبتورَ المجالِ
فما للجهل بعد العلم ركن
وقد أقصيتَهُ يومَ النزالِ
أراك حملتَ مجداً في أكف
فحاز المجدُ هامات المعالي
مدير اليوم للأجيالِ بدرٌ
يُضيءُ فما يقارنُ بالهلالِ
بحمل الرَّاية الخضراء نزهو
ويكسو الحسن ذرَّاتِ الرمالِ
بلادي مهبط الوحيين مهدٌ
لأفئدةٍ تهيم إلى الوصالِ
كتابُ الله دستورُ البلاد
ففيه العزُّ يُكسى بالجلالِ
مناهجنا بنهج الحقِّ تسمو
إذا ما القول يُقرن بالفعالِ
يجيء الجيل ذا وعي فتغدو
مدارسُنا مصانعَ للرجالِ
مدارسُ من رياض العلم تجلو
رماحاً تشرئبُّ إلى المعالي
بعزِّ الدِّين نبني مجد جيلٍ
طليقٍ كالليوثِ فما نُبالي
ببهتان الأعادي حين مدُّوا
حراب الغدر في زور المقالِ
فرمي العلم بالإرهاب حيفٌ
ينازع فيه عُبَّادُ الضلالِ
وقد نسبوا تخلُّفَنَا قديماً
إلى الدين الحنيف مع الخِلالِ
وقالوا: فَارِقُوهُ لكي تسيروا
بركبِ حضارةٍ سيرَ العِجَالِ
وكيف تسيرُ خيلُ الله عَجْلَى
بقافلة الحمير أو البغالِ
فلما حلَّق الإسلام صقراً
عزيزاً فوق هاماتِ الجبالِ
وأشرق نورُهُ في كل فج
رَمَوْهُ بالرِّماح وبالنِّبالِ
فبان الزَّيف وانكشف المخبَّا
لدى تكشير أنياب الصِّلالِ
فأبناء الأراقم ما أرادوا
بنا خيراً، فذاك من المُحالِ
ولكنْ حقدُهم أورى سموماً
بأعراق اليهود أُولِي العِلالِ
فعابوا ديننا حسداً وكِذْباً
ودسُّوا السُّمَّ في كأسِ الزُّلالِ
فما ضرَّ الأُسُودَ نباحُ كلبٍ
فأُسْدُ الجيلِ أوتادُ الجبالِ
على أيديكمو يُبنى فأنتم
بعينيه النموذجُ للكمالِ
أمانة ربِّكم ثَقُلَتْ ولكنْ
عزيمتكم تُرَجَّى للثِّقالِ
وما تكريمكم هذا يُوفِّي
جزاءَ الباذلينَ، وما أُغالي
ولكنَّ اعترافاً قد يؤدِّي
معاني الشكرِ تُزجى باحتفالِ
وأما المخلصون فما يُؤدَّى
جزاؤهمو بترقيةٍ ومالِ
ولكنَّ الجزاءَ عطاءُ رب
عظيمِ الفضلِ موصولِ النَّوالِ