حتى دموعنا..
صارت رخيصة..
لم يعد ملحُها يشق دروب الضياء
لم يعد طعمُها قادراً على إخفاء العناء
لم يعد قادراً على أي شيء في مذاقات أيامنا..
***
يموت أحمد ياسين
ويموت الياسمين
في ربيعنا الجديد..
وحتى الدموع
لم تعد تليق بوجوهنا..
حتى الحزن
لم يعد يليق بأيامنا..
***
في غسق الفجر
يموت الأنقياء
ويستيقظ الرصاص
وفي ثرى التراب
يغيب الأوفياء
ويبقى اللصوص..
على هذا الكرسي
تجلس كل مساء..
تعبرك الأزمنة
وتبقى تناطح
شيئاً رتيباً.. يزورك هاهنا كل مساء..
وحيداً.. وسط الزحام.. في إضاءات الشاشات حولك
يأتيك وجه الموت.. ولون الدم..
والقضايا التي يحمل أسنتها الأطفال
ويتراجع عنها الرجال..
** حتى دموعنا..
لم تعد تجد في خدودنا
درباً شهياً تعبىء أتونه
بالملح والجفاف!!
ولن يكون أحمد ياسين الأخير.. ولن تكون زهور الياسمين الذابلة هي الأخيرة!
|