* إعداد وتصوير - حماد بن حامد السالمي الطائف:
* تهامة.. وما أدراك ما تهامة ..!
* إنها أرض النسائم الندية، والزهور العطرية، والخيرات الكثيرة.
* تهامة .. مدحها المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: (تهامة.. كبديع العسل، حلواً أوله، حلواً آخره). قال في لسان العرب: شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بزق العسل، لا يتغير هواؤها، فأوله طيب، وآخره طيب. وكذلك العسل لا يتغير.
وفي تهامة، فصول السنة، كلها طيبة غداة، وليلها أطيب الليالي، لا يؤذي بحر مفرط، ولا قر مؤذٍ.
* تهامة.. وصفت امرأة عربية تهامة عندما أرادت مدح زوجها فقالت: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا وخامة، ولا سآمة.
* إنها تهامة.. هذا الساحل الذهبي الممتد بمحاذاة البحر الأحمر بين جدة وجازان.
* يقسو عليها الزمان، فتشح أمطارها، وتجف أرضها، وتغور مياهها.. ولكنها تظل مقمرة نضرة مزهرة تسر الناظرين.
* لم أر جفاف تهامة مثلما رأيته هذا العالم..! ومع ذلك أطلت الرياحين بحماحمها، وأشجار الفاكهة بأكماها، وجاءت الأرض من جديد بفواكه المنقا والتين واللوز، وأشرقت ربيعاً بزهور الفل والياسمين والبرك والريحان والكادي والبنفسج.
* هي.. هي.. تهامة.. التي تهدي هذا الوطن العطر التهامي المميز شعراً نثراً ولحناً وحباً وفاكهة وأباً..
* هي ملهمة الشعراء عبر أزماتها.. ما أصدق شاعرها الرقيق الموهوب الأستاذ حمزة بن أحمد الشريف حينما قال فيها:
أمِنْ تهامة.. هذا العطر مسكوب
أم من بحار الشجى للقلب موهوب
أنَّى سريت.. شممت الأرض نافحة..
ورداً يساقيك في إضماق النُّوب
عطر.. إذا فاح للذكرى حكايته
تبقى.. ويبقى على الأهداب مسكوب
له إشرأبت قوافي الشعر تلهمني
منه انبلاج صباحي وهو مشبوب
* حتى يقول:
تهامة.. يا رؤى الإلهام رافقني
هذا الشذا.. وله بالليل تأويب
تقول: رباه للآهات أغنية
وللذين تناهوا في الهوى ذوبوا
وللذين رشاش العطر يأسرهم
خذوا البقايا.. ومن آهاته توبوا
* وأقول لهذا الشاعر التهامي: أنظر إلى هذه الصور الفاتنة من الليث والصُّلب وحلي.. فهل من يذوب في رؤاها، يملك ان يتوب من هواها..؟!