Wednesday 24th March,200411500العددالاربعاء 3 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

روسيا تستنكر بشدة اغتيال الشيخ ياسين وتتخوّف من تفجّر الوضع في الشرق الأوسط روسيا تستنكر بشدة اغتيال الشيخ ياسين وتتخوّف من تفجّر الوضع في الشرق الأوسط

* موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبرت الخارجية الروسية أن اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعيمها الروحي، الشيخ أحمد ياسين، يمكن أن يؤدي إلى انفجار جديد للعنف. وقال الناطق الرسمي باسمها الكسندر ياكوفينكو (إن حادث اغتيال ياسين يمكن أن يقوض الجهود التي بذلها الوسطاء الدوليون الأربعة والأطراف الإقليمية لاستئناف المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين).
وأشار إلى أنه من المهم أن يضبط الإسرائيليون والفلسطينيون النفس ويحسوا بالمسؤولية ولا يقوموا بأعمال من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة. وأكد أنه لا يمكن إيقاف الإرهاب وتهيئة الظروف لتسوية ثابتة تضمن تعايش دولتي إسرائيل وفلسطين في سلام ضمن حدود آمنة معترف بها إلا بعدما أن يستأنف العمل لتنفيذ خريطة الطريق والتعاون المشترك بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في المجال الأمني. وأكد أن روسيا ستستمر في نشاطها للمساعدة على استئناف التحرك وفقاً لخريطة الطريق.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية إن الوضع في المنطقة يثير القلق لدى موسكو. وأضاف أن موفد وزير الخارجية الروسي الكسندر كالوغين لا يزال موجوداً في المنطقة وهو على اتصال وثيق مع الأطراف الإقليمية المعنية وشركاء روسيا في المجموعة الرباعية.
ورأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف أن قيام إسرائيل باغتيال الشيخ ياسين قد يؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة في المنطقة. وقال: إن العمل الذي استهدف زعيم حركة حماس في ظل تصاعد النشاط الإرهابي في الشهر الحالي قد يؤدي إلى ردود فعل تساعد على تحويل النزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط إلى حرب واسعة النطاق. ودعا ميخائيل مارغيلوف الطرفين إلى عدم الوقوع في قبضة الانفعالات.
كما أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف، في تعليقه على الوضع في منطقة الحكم الذاتي بعد اغتيال إسرائيل زعيم حركة حماس، أن على روسيا أن تبادر إلى دعوة لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) إلى الاجتماع لبحث مسائل تسوية الوضع في فلسطين.
وأشار كوساتشوف إلى أن الهدف من الاجتماع المذكور سيكون اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة من أجل إيقاف موجة العنف في الشرق الأوسط.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أن مقتل أحمد ياسين قد يؤدي إلى (تضامن القوى الأكثر راديكالية في العالم العربي ووقوع أعمال إرهابية عنيفة).
كما أكد كوساتشوف أن قيام إسرائيل بقتل زعيم حركة حماس قد أعاد مشروع تنفيذ خطة خريطة الطريق إلى الوراء. و(من الواضح أن هذا الحوار الهادف إلى تحقيق التسوية يتوقف الآن).
من جهة أخرى أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أن أسلوب القوة لن يؤدي إلا إلى تأزم الوضع وزيادة حدة التوتر.
واعتبر رئيس مركز الدراسات العربية في معهد الاستشراق الروسي فيتالي نؤومكين في تصريح ل(الجزيرة) أن اغتيال الشيخ ياسين خطأ سياسي فادح ارتكبه الإسرائيليون. ورأى أن اغتيال الشيخ ياسين أعطى زخماً لأنصار حماس وسوف يجعل المعتدلين في المناطق الفلسطينية يتحولون للتشدد.
ووصف الخبير الروسي ما حدث في غزة بأنه تفجير عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه من الأصعب على الفلسطينيين الآن أن يقدموا تنازلات إلى الإسرائيليين.
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تدعو إلى إنهاء احتلال العراق وإعادة السيادة للعراقيين ونقل السلطة إلى الشعب العراقي في أسرع وقت.
وقال الوزير في حديث بثه التلفزيون الروسي: إن العراق لم يشهد الإرهاب قبل احتلاله. وطالب بضرورة التفكير بكيفية الخروج من هذا الوضع، مشيراً إلى أنه ليس من مصلحة أحد أن يشاهد كيف أن الوضع في العراق يسير من سيئ إلى أسوأ.
وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به روسيا قال وزير الخارجية الروسي: إن موسكو لم تتهرب من هذه المسألة أبداً، وأكد أن روسيا مستعدة لمد يد العون إذا أراد العراقيون ذلك، لكنه أشار إلى أنه يظن أن الحاجة إلى دور روسي ستكون بعد أن تبدأ الأمم المتحدة القيام بالدور الرئيسي في تحقيق التسوية في العراق وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا بعدما ينتهي الاحتلال.
ومن جهة ثانية أعلن لافروف أن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1244 بشكل كامل وشامل هو الطريق الوحيد لتسوية الوضع في كوسوفو.
وقال (من المؤسف أن القادة الألبان لم ينفذوا دائماً مطالب مجلس الأمن). كما أن بعض ممثلي بلدان الغرب حاولوا التغاضي عن ذلك.
وأشار لافروف الى أن (الأحداث الأخيرة في متروفيتشا في كوسوفو أكدت مخاوفنا من أن التغاضي عن طموحات الألبان لتطهير المنطقة من القوميات الأخرى مضر وخطر). وأضاف لافروف أن (روسيا تطالب بالعودة إلى مبادئ التسوية الرئيسية التي ثبتها مجلس الأمن الدولي).
إلى ذلك ذكر المكتب الصحفي في الكرملين أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيصل إلى موسكو في زيارة عمل تستغرق يومين تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأول من شهر نيسان - أبريل القادم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved