* الدمام - خالد المرشود:
التقت (الجزيرة) بشقيق وأقارب الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
شقيقه الأكبر راغب ياسين (75 سنة) الذي بدا منهكاً ومتأثراً بمقتل أخيه الأصغر الشيخ أحمد ياسين، وقد تحامل على نفسه وتحدث إلينا بصوت متحشرج وبوجه متفائل حيث قال: إن مسيرة الشيخ مليئة بالجهاد والنضال، وأرجع الذاكرة قليلا إلى الوراء وقال: كان الشيخ - رحمه الله - يحاول أن يجاهد في سبيل الله، وكان متواضعاً ليناً غير متشدد، وكان ونحن صغار شجاعا ذكيا، ولما كبر اتجه إلى طلب العلم وأصبح مدرساً في الجامعة. وأضاف انه كان مؤثراً في خطبه ومحاضراته.
وقال راغب ياسين: إن آخر مرة التقيت بالشيخ ياسين كان منذ حوالي الشهر من مقتله، حيث كنت في إجازة وكان من أروع الأشياء لديه رباطة جأشه والعزيمة على النصر، وقال: ان من صفاته انه دائما متفائل بالفوز والنصر.
ومن حيث تلقى خبر اغتياله قال: تلقيته بالحزن الشديد على الفراق، وهذه ارادة الله عز وجل، ونسأل الله ان يغفر له، وان يتقبله من الشهداء.
ونظراً للظروف الصحية لشقيق الشهيد وانهاكه تركناه، واتجهنا لابن أخي الشهيد الشيخ أحمد ياسين وهو موسى ياسين، حيث قال: إن ولادة الشيخ كانت في قرية الجورة بقشعلان سنة (1936)، وقال: ان جميع دراساته كانت في فلسطين، إلى ان تعرض في ألعاب رياضية إلى سقوط على الأرض على (حجر) من جهة ظهره مما أحدث اختلالا في أحد فقرات ظهره وأصبح مشلولا بشكل رباعي، وبعد ذلك حاول رحمه الله العلاج في مصر إلا ان الظروف لم تساعده، ورفض والده ووالدته إجراء أي عملية له خوفا من المضاعفات التي قد تحصل له لا سمح الله.
وكان بداية يمشي على عكازات ويعرج قليلا، ثم بعد ان كبر لم يستطع الحركة نهاية. وعن والديه قال: والد الشيخ متوفى قديما، واما والدته فحوالي قبل (15) سنة توفيت، وقال: لم نستطع ان نتصل بالشيخ بشكل كبير، وحتى لقاؤه كان قليلا؛ وذلك نظرا للمسألة الأمنية، وأضاف: لقد زرناه أيام ما كان في السجن، وكانت زيارته في غاية التعقيد، حيث نأخذ موعدا قبلها بشهر، ثم يحددون موعدا، ثم يغيرونه بعد ذلك، وكل العملية مماطلة، ثم الدخول اليه من أصعب ما يكون من ناحية التفتيش والاجراءات، وعن سيرة الشيخ العبادية يقول موسى ياسين: إن الشيخ لم يكن يصلي أبداً، رغم انه مقعد، إلا في المسجد الجامع، وهو حريص جداً جداً على الصلاة، ولا يرتاح إلا بالمسجد، وعنده علم غزير، فهو يقرأ دائماً، وتبحر في كثير من فنون العلم، وفي زهده يقول: انه يكفي ان بيته لا يوجد به أي شيء يذكر، وبيته غرف عادية جداً جداً، ومنزله متواضع، وأضاف ان الشيخ يصوم شهر رمضان سنوياً وهو مريض مقعد، إضافة إلى صيامه يومي الاثنين والخميس.
وقال: إن الشيخ أحمد ياسين متزوج ولديه (12) ولدا، منهم (3) أبناء وهم محمد وعبدالحميد وعبدالغني، والبقية إناث، وأضاف ان المرافق الدائم في دفع الشيخ في العربة هو عبدالحميد وأحياناً عبدالغني.
ونفى موسى أن يكون قُتل أحد من أبناء الشيخ، مضيفاً من جانبه ان الصحيح اصابة ابنيه ولم يتأكد ايهما، مشيرا إلى ان أحدهما بالعناية المركزة والآخر قد بترت رجله جراء العملية، وقال: حاولنا الاتصال إلا انه كانت هنالك صعوبة، وسنكرر المحاولة للاطمئنان على بقية الأسرة.
وأضاف: تلقينا اتصالات من جميع أنحاء العالم من كندا وبولندا وجميع مشايخ وعلماء المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى ان الشيخ قد حكم عليه أول مرة (13) سنة، ومكث فيه (4) سنوات وخرج بتبادل أسرى، ثم حكم عليه بالمؤبد إضافة إلى (15) سنة وجلس فيه (3) سنوات وخرج بتبادل في الحادثة التي حدثت لخالد مشعل، وتعرض الشيخ خلالها للتعذيب والضرب داخل السجن، وأكد ان الشيخ يكفي في تعذيبه ان تتركه في زاوية دون رعاية بحكم الشلل الرباعي.
وعن حادثة اغتياله قال محمد ياسين: بعد أن أدى الشيخ أحمد صلاة الفجر مكث في المسجد لمدة نصف ساعة، وهذا ديدنه دائما لقراءة ورده اليومي، بعد ذلك خرج الشباب المرافق له لمشاهدة الأوضاع الخارجية فلم يلاحظوا أي شيء في الأجواء، بعدها انصرف لمنزله، وفجأة بعد أن توسط في الشارع يقصف صاروخيا على كرسيه ب (3) صواريخ موجهة بشكل دقيق إلى الشيخ.
وأضاف محمد ياسين: ان الشيخ كان بسيطا متواضعاً، وكان يؤمّنا في الصلاة وهو مقعد، بعد ذلك رفض وقال: انتم يجب ان تؤموا في الصلاة فأنتم أولى.
وقال محمد: إن بعض الاخوة حاولوا ان يسكنوا الشيخ في قصر يليق بمقامه وشخصيته إلا انه رفض، وقال: سأبقى في منزلي، وما أنا إلا أحد أفراد الشعب.
وكان يقول دائما: (الموت مرة واحدة فاجعلها في سبيل الله).
وعن نبأ وفاته قال محمد: أنا وكيل مدرسة أهلية، وكنت أذهب الساعة السادسة صباحا، عندها فتحت المذياع وسمعت الفاجعة، ولم يتأكد الخبر فأوقفت السيارة جانبا، واتصلت مباشرة بأختي في فلسطين عبر الجوال فأكدت لي الخبر، والحمد لله على قضاء الله وقدره.
أما عبدالحكيم ياسين فيقول: تلقيت الخبر بعد صلاة الفجر مباشرة، اتصل علي أحد الزملاء ليتأكد، عندها اتصلت على الاهل في فلسطين فأكدوا لي النبأ، والحمد لله، ونسأل الله ان يقبله من الشهداء.
|