* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أفاقت الجماهير الفلسطينية صباح أمس الاثنين الاول، الموافق 22 - 3 - 2004 على نبأ جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وزعيمها الروحي، خرجوا إلى الشوارع غاضبين مستنكرين هذا الحدث الإجرامي وعلت مكبرات الصوت داخل المساجد، وتعالى صوت القرآن الكريم منها، وعم الإضراب العام والحداد كافة أشكال الحياة، فيما تعالت الاشتباكات والانفجارات على كافة خطوط التماس مع المستوطنات، وكافة المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول خط التماس، واشتبك العديد من مجموعات المقاومة الفلسطينية مع المواقع العسكرية الاسرائيلية، وأعلنت مكبرات الصوت أن يوم أمس الاثنين ،الاول هو يوم الغضب العارم تنديدا بجريمة الاغتيال البشعة، وعلت الهتافات (بالروح والدم نفديك يا ياسين) هتافات رددها عشرات الآلاف من الفلسطينيين من كافة أطياف أبناء الشعب الفلسطيني خلال المسيرات الجماهيرية التي جابت الشوارع الرئيسية في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ردا على جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين.
وانطلق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى بيت الشيخ الشهيد في حي الصبرة وسط مدينة غزة ؛ وبدا الغضب والسخط على وجوه الجميع، مطالبين بإشعال الأرض ناراً، تحت أقدام العدو.
وقد أعلن الإضراب العام والشامل في قطاع غزة والضفة الغربية وإغلاق المدارس حدادا على استشهاد الشيخ ياسين.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية صباح أمس عن تعليق الدراسة في جميع المدارس الفلسطينية، حداداً على روح الشهيد المجاهد احمد ياسين.
وقالت حركة حماس في بيان لها تقلت (الجزيرة) نسخة منه: يخطئ الصهاينة إذا اعتقدوا أن النيل من الشيخ ياسين أو غيره من قيادات الحركة سينال من حركة حماس، فهذه الحركة ضاربة جذورها في الأرض وتعانق بفضل إيمان وصدق إخلاص رجالها وصفاء منهجها عنان السماء.
وجاء في البيان: لقد ولى العهد الذي يمكن فيه استئصال هذه الحركة المجاهدة فهي ممتدة في أصالة وعطاء هذا الشعب وهذه الأمة في كل زاوية من زوايا تواجد شعبنا الفلسطيني.
وشدد البيان على أن الشهادة هي أسمى أماني قادة وأبناء حماس، وباغتيال ياسين يقول البيان: إن أبواب جهنم فتحت بالفعل على دولة الاحتلال.
وتجلى الغضب الفلسطيني على اغتيال الشيخ ياسين في حادثة وقعت داخل اسرائيل، حين طعن عامل فلسطيني من بلدة ( بيديا ) في الضفة الغربية ثلاثة إسرائيليين بفأس كان يعمل به قبل أن يتم اعتقاله.
كتائب القسام: العالم الإسلامي أجمع سيكون لهم شرف المشاركة في الرد على هذه الجريمة
وفي رد ل كتائب القسام على اغتيال الشيخ ياسين قالت في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه: ردنا هو ما سيراه الصهاينة قريباً لا ما يسمعونه، إن الرد على اغتيال الشيخ أحمد ياسين لن يكون على مستوى جميع فصائل الشعب الفلسطيني المجاهدة فحسب، بل إن المسلمين في العالم الإسلامي أجمع سيكون لهم شرف المشاركة في الرد على هذه الجريمة.
وأكد البيان أن من أصدر قراراً باغتيال الشيخ أحمد ياسين إنما أصدر قراراً بقتل مئات الصهاينة.
مشيرا إلى أن الصهاينة لم يقدموا على فعلتهم هذه دون أخذ موافقة الإدارة الأمريكية الإرهابية وعليها أن تتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة.
وأشار بيان كتائب القسام إلى أن النازيين الإرهابيين الصهاينة يستهدفون اليوم شيخنا القائد المؤسس فضيلة الشيخ المجاهد أحمد ياسين بعد أن أدى صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي، إن ما أقدم عليه الصهاينة اليوم يمثل قمة الانهيار والفشل وهم يوجهون حمم صواريخهم الحاقدة على كرسي الشيخ القعيد، أحمد ياسين، فظنوا أنهم قد قتلوه وما علم الصهاينة أن ملايين المسلمين ستخرج لهم تتبر ما علو تتبيرا، اليوم سيخرج لهم ياسين من كل مدينة وفي كل شارع وزقاق ليمنحهم الموت الزؤام بعد أن منحوه الشهادة التي لم يوقفه الشلل الكامل عن البحث عنها.
وجاء في بيان كتائب القسام: اليوم يصدر المجرم شارون قراراً بقتل مئات الصهاينة في كل شارع وكل شبر يحتله الصهاينة، عهداً شيخنا أحمد إسماعيل ياسين (أبا محمد) أن نكمل المسير، ونلاحق الصهاينة في كل مكان يختبئون فيه، أبا محمد أبناؤك الاستشهاديون قريباً سيبلغونك ردنا، فاهنأ قائدنا ومعلمنا وشيخنا وأستاذنا ورمزنا وقرة عيوننا ومهج قلوبنا، يا شيخنا لن تفتقدك فلسطين والأمة الإسلامية ؛ فقد زرعت في كل بيت وكل شارع رجالا أولي بأس شديد، حملوا فكرك وساروا على دربك.
هنية: الشيخ ياسين
في كل بيت وفي كل حارة
ووصلت (الجزيرة) إلى بيت الشهيد أحمد ياسين، ومن هناك أكد الشيخ إسماعيل هنية أحد القادة السياسيين لحركة حماس أن على العدو أن ينتظر ردودًا ستجعل الأرض من تحت أقدامه جهنم وجمرة حمراء وزلزالا.. مضيفا: إن عملية الاغتيال ستزيد من قوة الحركة التي ستعرف كيف ستضرب وترد.
وأكد هنية ل (الجزيرة) أن العدو ينال اليوم من شيخ الأمة الذي قضى حياته من أجل فلسطين، والقدس والأقصى، ومن أجل كرامة أمته وشعبه.
ويعتقد هذا العدو واهما بأن اغتيال الشيخ ياسين يمكن أن يكون اغتيالاً للمقاومة ولحركة حماس، وللقضية الفلسطينية، لكن نقول له إن الشيخ ياسين في كل بيت وفي كل حارة، وشعبنا اليوم موحد، وبالتأكيد إن اغتيال القائد سيكون بداية حياة جديدة للمقاومة ولمسيرة التحرير في فلسطين المحتلة.
ومما قاله الشيخ هنية: إن استشهاد الشيخ ياسين خسارة كبيرة لحركة حماس وللشعب الفلسطيني، لكن الشيخ كان يدعو الله ويرجوه أن يحظى بهذه الشهادة، وأن تكون هذه الخاتمة، وقد حقق الله أمنيته.
وأوضح هنية بصوت مخنوق بالعبرات ل (الجزيرة) أن الشيخ ياسين زرع في نفوس أبناء شعبه روج الجهاد والمقاومة..
لقد علمنا الصبر والايمان والثبات، وحب الشهادة في سبيل الله، لذلك نحن سنمضي في هذا الطريق، سنواصل المسيرة إن شاء الله ، لن تتزعزع كيانية حركتنا وكذلك شعبنا بكل فصائله وقواه.
الرنتيسي: نحن نرحب
بالشهادة،لن نلقي البندقية
من ناحيته قال د. عبد العزيز الرنتيسي القيادي السياسي البارز في حركة حماس: إن العدو الصهيوني حاول بهذه الجريمة أن يغتال الوجود الفلسطيني، والقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن يغتال كرامة الأمة وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحق الشعب الفلسطيني التاريخي في كامل ترابه ومقدساته.
وأكد الرنتيسي ل (الجزيرة) من بيت الشيخ الشهيد أحمد ياسين أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينجح اليوم إلا في اغتيال شيء واحد فقط ألا وهو الكيان الصهيوني نفسه. .، مضيفا: أن المقاومة مستمرة ولن تتوقف بإذن الله، إن رسالتنا للمجرم شارون هي: لقد ارتكبت جريمة كبيرة سيكون ثمنها باهظا، لا نقول لك أن الرد على جريمتك عمليات كذا وكذا، لكن ثمن هذه الجريمة سيكون بإذن الله الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وفي رده على سؤال ل (الجزيرة)، حول الاحتياطات الأمنية التي تتخذها الحركة في أعقاب اغتيال الشيخ ياسين، خاصة وأن اسم الرنتيسي مدرج على لائحة التصفيات..!!
أجاب الرنتيسي: لقد راهن العدو على هذا المر من قبل عندما حاول اغتيال ياسين واغتيالي أنا شخصيا وحاول اغتيال د. الزهار والشيخ إسماعيل هنية، راهن العدو على أننا سنلقي البندقية، ونرفع الرايات البيضاء، لكنه صدم وصعق عندما وجدنا مصرين على مواصلة المقاومة ونرفض إعطاء أي هدنة، لهذا فالعدو انزعج من تصميم قيادات حركتنا ليقترف اليوم جريمة اغتيال الشيخ المجاهد ( أبو محمد ).
مضيفا: نحن نرحب بالشهادة، ندرك أن الشيخ ياسين قضى أجله ، وما كان له أن يعيش أكثر مما عاش، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا.. لذلك هذا الارهاب الصهيوني لا يمكن أن يرعبنا، سنلاحق الصهاينة في كل مكان، والمعركة معهم مفتوحة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
عمل مجنون وخطير للغاية، يفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى
هذا وأدان الرئيس الفلسطيني ، ياسر عرفات، وممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية الجريمة الإسرائيلية النكراء باغتيال القائد المجاهد الشيخ أحمد ياسين، وأعلن عرفات، عن ثلاثة أيام حداداً في أعقاب اغتيال ياسين.
وجاء في بيان صادر عن القيادة الفلسطينية تلقت (الجزيرة) نسخة منه: إن الرئيس الفلسطيني يشجب عملية الاغتيال ؛ داعيا إلى وحدة وطنية أمام إسرائيل التي اجتازت كل الخطوط الحمراء.
مؤكدا أن هذه الجريمة الجبانة ضد الشيخ أحمد ياسين لن يكون من شأنها غير تعزيز التلاحم الوطني والوحدة الوطنية الفلسطينية بين كافة القوى الوطنية والإسلامية لمواجهة هذه الجريمة والمؤامرة الوحشية الإسرائيلية التي فاقت كل حد، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء.
وتوجه الرئيس عرفات إلى الشعب الفلسطيني قائلا: مزيدا من الصمود والصلابة والوحدة ورص الصفوف والتلاحم الراسخ والمتين لتفويت الفرصة على حكومة شارون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وراء هذه الجريمة الوحشية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني وقياداته وكوادره.
مؤكدا أن هذه الجريمة لن تجعل الشعب الفلسطيني يتخلى عن مقدساته وعن أرضه المباركة، ولن يتراجع عن أهدافه وسيواصل صموده البطولي في وجه الاحتلال والاستيطان وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري، ولن يستتب الأمن والاستقرار إلا برحيل الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، أبو علاء قال ل (الجزيرة): إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب باغتيال الشيخ القائد ياسين أم الجرائم، لقد توج جميع جرائمه باغتيال الشيخ القائد الجليل أحمد ياسين. .، وهذا يدلل على أن مخططات اسرائيل تهدف إلى زعزعة الصفوف الفلسطينية والمنطقة بأكملها، لكن ثقتنا بأن شعبنا سيتجاوز هذه الجريمة البشعة، مؤكدا أن حكومة إسرائيل لا تفهم خطورة أفعالها، إنه عمل مجنون وخطير للغاية وهو يفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى ؛ إن الشيخ ياسين معروف باعتداله وكان يسيطر على حماس، وأن الحكومة الفلسطينية ستعرف كيف تتصرف مع هذه الجريمة المنكرة.
وأدان د. صائب عريقات، وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني عملية الاغتيال بشدة وقال: في الوقت الذي يتحدثون في إسرائيل باللغة الإنجليزية عن عملية سياسية، فإنهم باللغة العبرية يصدرون التعليمات لجنودهم لتصعيد آخر ولارتكاب المزيد من المجازر.
فتح: اغتيال ياسين لن يمس بمواصلة المقاومة.. سيكون بمثابة وقود يشعل الانتفاضة
أما دياب اللوح عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومفوض الإعلام قال ل (الجزيرة): إن اغتيال الشيخ المجاهد دفع بالمنطقة إلى أتون حرب شرسة ، وإن ناقوس الخطر دق بشدة، وأن حركة فتح أعلنت الحداد ونكست الأعلام الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام. من ناحيته قال سمير مشهراوي، عضو الحركة العليا في حركة فتح وأحد قادة جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة: إن اغتيال الشيخ ياسين لن يمس بمواصلة المقاومة.
سيكون بمثابة وقود يشعل الانتفاضة..
عضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي: لقد تحولت الحكومة الإسرائيلية إلى عصابة لحملة المسدسات وارتكبت جريمة حرب
وتوالت ردود الأفعال الفلسطينية من داخل اسرائيل، حيث رفعت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس حالة التأهب في جميع أنحاء الدولة العبرية إلى درجة (ج)، وهي درجة واحدة تحت إعلان حالة تأهب للطوارئ، وذلك في أعقاب اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
وصف د. أحمد طيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلية عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين بأنها جنون مس حكومة إسرائيل ورئيسها، لقد تحولت الحكومة الإسرائيلية إلى عصابة لحملة المسدسات وارتكبت جريمة حرب.. مضيفا: لقد ارتكبت الحكومة جريمة حرب وأزالت الدرع عن جميع الجمهور الإسرائيلي وتعرضهم لردود شديدة.
وقال طلب الصانع العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي تعليقًا على اغتيال الشيخ ياسين: إن العملية هي جنون تام ؛ إن اغتيال ياسين سيحوله إلى بطل أسطوري، وسيدفع إلى عمليات الانتقام.
لقد كان الشيخ أحمد ياسين أحد المعتدلين في حركة حماس، وكان عنصراً موازناً بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية ؛ لكن الاغتيال هو الصيغة المناسبة لكل من يرغب بعرقلة كل عملية ؛ وأعلن الصانع أنه قرر بعد عملية الاغتيال، إلغاء اللقاء الذي كان منتظراً بينه وبين شارون.
من ناحيته قال د. عزمي بشارة، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، معقبا على جريمة الاغتيال: إنها عملية إجرامية وهي محاولة إسرائيلية لاغتيال رمز التحدي والمقاومة الأبرز في هذه المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والذي جسد إرادة المخيمات وأحياء الفقر في المناطق العربية المحتلة عام 67 بالتصدي ومقاومة الاحتلال.. مضيفا: لقد اتخذت الحكومة الاسرائيلية المصغرة قرار اغتيال قيادات حماس في تاريخ 14 - 3 - 2004، إن مغزى هذه العمليات أنه لا معنى للمبادرات السياسية الاسرائيلية إلا التغطية على منطق القوة العارية. . إن شارون وزبانيته يدركون بعمق أن الشروط السياسية التي يحاولون فرضها لا يمكن قبولها فلسطينياً في إطار تسوية، ولذلك فإنهم يعلمون تماماً أن منطقها يتلخص بفرضها بالقوة، ويصل هذا المنطق حد ارتكاب العمليات الإجرامية الإرهابية بما في ذلك ضد المدنيين والقيادات الفلسطينية.
وأكد بشارة أن من قام بهذه العملية يعرف تمام المعرفة انه يشعل الحرائق، لأنه يضع الشعب الفلسطيني في زاوية الرضوخ للعنف أو الرد على العنف بالعنف، وكل الدلائل منذ بداية الانتفاضة الأولى تشير أن البديل الأول غير قائم بالنسبة للشعب الفلسطيني.
تم إطلاع شارون، على آخر المستجدات المتعلقة بعملية الاغتيال طيلة ساعات الليل الفائتة
وكان الجيش الإسرائيلي أكد أن مروحيات عسكرية أطلقت، الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم أمس (الاثنين)، عدة صواريخ على سيارة أقلت الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين ، مما أدى إلى مقتله، ومقتل حارسيه وخمسة آخرين.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية صباح أمس الاثنين: إن المجلس السياسي- الأمني المصغر أقر اغتيال الشيخ أحمد ياسين في جلسته الأخيرة، وتم تنفيذها عندما أصبح ذلك ممكنًا.. وحسب المصادر في اسرائيل: تم إطلاع رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، على آخر المستجدات المتعلقة بعملية الاغتيال طيلة ساعات الليل الفائت، وأبلغ أن العملية تمت بنجاح.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي: إن اغتيال الشيخ ياسين لا يبشر بانتهاء ضغوطات الجيش الإسرائيلي على حركة حماس وبقية الفصائل الإرهابية، وليس من المستبعد مواصلة العمليات العسكرية البرية في قطاع غزة، كما قمنا بها في الأيام الأخيرة في رفح ومنطقة غزة. كما أننا أوضحنا أن بقية قادة حماس لا يزال التخطيط جارياً لاغتيالهم.
وزير الداخلية الإسرائيلي: المشكلة الأساسية في الاغتيال؛ هي أن الشيخ ياسين كان شخصية دينية إسلامية.
وأفادت مصادر حكومية في اسرائيل أن الوزيرين الإسرائيليين ( يوسف لبيد ) وزير القضاء، ( وابراهام بوراز ) وزير الداخلية، وكلاهما من حركة شينوي العلمانية، عارضا عملية الاغتيال في أثناء جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر.
وقال وزير الداخلية الإسرائيلي ( ابراهام بوراز ) للإذاعة الاسرائيلية: انه يشعر بالقلق من عملية الاغتيال.. مضيفا: إنه يتوقع الآن أن تباشر المنظمات الإرهابية الاتصال بالمنظمات الإسلامية خارج فلسطين، وقد يسهل عملية الاغتيال اتصالهم بتنظيم القاعدة وتنفيذ عمليات خارج اسرائيل، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية في الاغتيال هي أن الشيخ أحمد ياسين كان شخصية دينية إسلامية.
ياسين يستحق الموت تماماً مثل الرنتيسي وعرفات ونصر الله وبن لادن
كذلك أعلن مسؤولون في حزب العمل الإسرائيلي عن تأييدهم لجريمة الاغتيال.
وقال رئيس (الموساد) الأسبق عضو الكنيست عن حزب العمل ( داني ياتوم ) انه وضعت في الماضي عدة مخططات لاغتيال الشيخ ياسين.
وقال عضو الكنيست حاييم رامون من حزب العمل الإسرائيلي: إن الشيخ ياسين كان هدفا للاغتيال.
وأعلن رئيس المعارضة ورئيس حزب العمل، شمعون بيرس، انه دعا قيادة حزب العمل إلى اجتماع طارئ للتشاور في موقف الحزب من الجريمة..
من جهة أخرى أعرب عضو الكنيست يوسي سريد من حزب ميرتس اليساري عن معارضته لعملية الاغتيال لأنها ستؤدي إلى مقتل إسرائيليين..!!
ووصف رئيس (حزب ياحد) الإسرائيلي، وزير القضاء السابق ( يوسي بيلين ) جريمة الاغتيال بالخطأ الفظيع، وأعلن عن معارضته لعملية الاغتيال وتساءل حول كيفية تسوية عملية الاغتيال مع إعلان شارون عن نيته الانسحاب من قطاع غزة.
مؤكدا: شارون يتحدث عن الانسحاب من غزة، لكن ما يفعله الآن هو إحضار غزة إلينا. . فعملية اغتيال الشيخ ياسين قد تفتح دائرة جديدة من الدماء وتكلف إسرائيل ثمنا دموياً باهظاً ؛ إن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها حكومة شارون ليست شرعية وغير ناجعة. . فلقد أدت إلى مقتل مئات الإسرائيليين بدل تصفية الإرهاب.وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية قالت مؤخرا: إن وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، قال إن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تعد خطة لمحاربة حركة حماس، وإن الأجهزة الأمنية تولي أهمية كبيرة بإضعاف الحركة، وذلك تمهيداً لتنفيذ خطة الانفصال الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وكان أعضاء الكنيست الإسرائيلي من اليمين رحبوا بشدة بعملية اغتيال الشيخ ياسين. . حيث هنأ وزير الزراعة الإسرائيلي المتطرف، (يسرائيل كاتس )، رئيس الحكومة والجيش الإسرائيلي قائلاً: لقد تمكنت إسرائيل من استعادة قوتها الرادعة...لقد قضينا على بن لادن الخاص بنا.
وعقب وزير البنى التحتية، يوسيف باريتسكي من حزب (شينوي) العلماني، على عملية الاغتيال قائلاً: السؤال الذي يجب أن يشغلنا الآن هو هل حققنا أي فائدة من هذه العملية، لا شك أن أحمد ياسين يستحق الموت، لكنه إذا تعاظمت موجة الإرهاب بعد العملية، وهذا هو ما أقدر حدوثه، فهذا سيعني أننا لم نفعل أي شيء.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، النائب يوفال شتاينتس من حزب الليكود: هذه خطوة مهمة في المعركة الشاقة ضد الإرهاب.. يتحتم علينا واجب محاربة من يسعون إلى إبادتنا.
ستحاول حركة حماس، خلال الأسبوعين المقبلين، تركيز عملياتها التي كنا سنتعرض إليها في كل الأحوال.. لكن فرصة احتفاظ حماس بقوته كتنظيم إرهابي فعال، ستكون صغيرة في غياب الشيخ ياسين.
وقالت ( جيلا فينكيلشتين ) عضوة الكنيست الإسرائيلي من حزب (المفدال المتطرف ): ياسين يستحق الموت تماماً مثل الرنتيسي وعرفات ونصر الله وبن لادن.. العالم يفهم أنه يجب اجتثاث رأس الإرهاب.
أنا أهنئ بالعملية، يجب مواصلة خوض حرب الإبادة ضد الإرهاب، أينما كان ، وعدم تشجيعه من خلال تنفيذ الانسحاب.
وقال النائب إفرايم سنيه من حزب العمل الإسرائيلي: هذه عملية مبررة، لكنها ليست حكيمة.. لقد وقف ياسين على رأس تنظيم قاتل، يستحق جميع قادته الموت.
إلا أن اغتياله سيسرع إقامة حماستين (نسبة إلى أفغانستان) في غزة.
أما ( يولي تمير )، من حزب العمل، فقالت: قرار اغتيال الشيخ ياسين يشكل خطأ مأساوياً، سيقود إلى سفك الدماء بلا نهاية. . وبدل الانفصال عن غزة، ستحدث الحرب الآن.
حالة تأهب قصوى في اسرائيل وفي السجون
وكانت اسرائيل أعلنت حالة التأهب القصوى في جميع مناطقها في أعقاب قيامها باغتيال الشيخ احمد ياسين ؛ وأمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون قادة الجيش بتعزيز الاستعدادات الأمنية في أعقاب عملية الاغتيال.
وأفادت الإذاعة الاسرائيلية أن سلطات الاحتلال فرضت حصارا خانقا على قطاع غزة والضفة الغربية. كذلك أعلنت سلطة السجون الاسرائيلية حالة تأهب في سجون الاحتلال كافة، تحسبا من أعمال احتجاجية يقوم بها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون على عملية اغتيال الشيخ ياسين. . وأفادت مصادر إسرائيلية أن حالة التأهب أعلنت بشكل خاص في سجن شطة الذي يقبع فيه عدد كبير من الأسرى الذين ينتمون لحركة حماس. وكان أسرى فلسطينيون في سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي قاموا بأعمال احتجاجية على اغتيال الشيخ ياسين. . حيث اشتبك الأسرى الفلسطينيون هناك مع السجانين اليهود.
وأفادت المصادر الاسرائيلية، أيضا ، أن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال رفضوا صباح أمس تلقي وجبة الفطور.
وأعربت سلطات السجون عن تحسبها من أن تكون هذه الخطوة بداية إضراب عن الطعام ينفذه الأسرى البالغ عددهم اكثر من 8000 أسير ومعتقل.
كتائب القسام تقصف المستوطنات اليهودية بالصواريخ وقذائف الهاون
وفي أول ردود الأفعال الفلسطينية الميدانية دارت اشتباكات على خطوط التماس في كامل الأراضي الفلسطينية، وساد الوجوم والصمت، ونكست الأعلام الفلسطينية، ورفعت الرايات السوداء وأعلن الحداد.
وفي الردود الميدانية على عملية الاغتيال قالت كتائب القسام في بيانات متوالية: تمكن مجاهدو كتائب القسام من إطلاق صاروخ بتار، باتجاه ما يسمى بالموقع العسكري الصهيوني المقام على أرض منطقة البراهمة بالقرب من الحدود المصرية، وكذلك تمكن المجاهدون من إطلاق خمس قذائف هاون باتجاه ما يسمى بموقع تل زعرب المغتصب المحاذي لمدينة رفح، وتمكن مجاهدو كتائب القسام من إطلاق سبع قذائف هاون باتجاه ما تسمى بمغتصبتي ( رفيح يام وعتصيمونا )، وحسب بيانات القسام تمكن مجاهدو كتائب القسام من إطلاق قذيفتي هاون باتجاه ما تسمى بمغتصبة نتساريم، وتمكنوا من إطلاق صاروخ بتار ثاني، باتجاه الموقع العسكري المقام على بوابة صلاح الدين الجنوبية المحتلة، وقد أصاب الصاروخ هدفه إصابة مباشرة بفضل الله تعالى.وكانت مروحية حربية إسرائيلية من نوع (أباتشي)، أطلقت ثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ بعد خروجه من مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة وسط مدينة غزة.. وبحسب إفادات شهود عيان أن الشيخ الشهيد كان لا يزال يجلس على عربة العجلات المتحركة التي يستخدمها منذ إصابته بالشلل، عندما مزقته صواريخ الاحتلال.
وقد نقل التلفزيون الفلسطيني، فجر أمس صورا لأجزاء من عربة الشيخ ياسين المحطمة. وحسب المصادر الطبية في مستشفى الشفاء يمدينة غزة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغارة التي استهدفت الشيخ احمد ياسين إلى عشرة شهداء، بينهم الشيخ ياسين.
وأضافت المصادر أن الشهداء وصلوا إلى المستشفى أشلاءً ممزقة، وتم التعرف عليهم بصعوبة. .
|