* بروكسل - رويترز:
أدان الاتحاد الأوروبي ما وصفه (بقتل خارج عن القانون) من جانب إسرائيل للشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائلاً: إنه يقوض الأساس القانوني لمكافحة الإرهاب.
وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك كان أكثر وضوحاً عن الموقف الأمريكي (يدين المجلس قتل القوات الإسرائيلية هذا الصباح أحمد ياسين زعيم حماس وسبعة فلسطينيين آخرين).
وأضاف الوزراء في بيانهم (القتل خارج القانون لا يتنافى فقط مع القانون الدولي، بل يضر بمفهوم سيادة القانون وهو عنصر أساسي في الحرب ضد الإرهاب).
وأشار الوزراء الأوروبيون الذين اجتمعوا في بروكسل بعد ساعات من اغتيال الشيخ ياسين في قصف صاروخي إسرائيلي في غزة إلى إدانات سابقة صدرت عن الاتحاد ضد ما أسموه (فظائع إرهابية ارتكبتها حماس ونجم عنها مئات القتلى من الإسرائيلي).
وقال الوزراء ان إسرائيل لديها الحق في حماية مواطنيها ولكن اغتيال ياسين قد أشعل الوضع.
وقال البيت الأبيض انه يشعر (بانزعاج بالغ) لإقدام إسرائيل على اغتيال ياسين كما حثّ إسرائيل على التحلي بضبط النفس. وبعد ان امتنعت واشنطن في بادئ الأمر عن التعقيب على الهجوم قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان في إيجاز صحفي أذاعه التلفزيون: (نحن نشعر بانزعاج بالغ للأعمال التي وقعت هذا الصباح في غزة).
وهذا هو أول انتقاد مباشر من نوعه يصدره البيت الأبيض الذي كان قد تجنب في بادئ الأمر إدانة الاغتيال صراحة.
وفي وقت سابق قالت الولايات المتحدة: إنها لم تتلق إخطاراً مسبقاً باغتيال إسرائيل للشيخ ياسين ولكنها زعمت أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الجماعة (الإرهابية).
وعبّر بعض وزراء دول الاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم من ان العمليات الانتقامية التي سيقوم بها مؤيدو حماس يمكن ان تمتد إلى خارج الشرق الأوسط وتصل إلى أوروبا.
وقال وزير الخارجية البولندي فلوديمير سيموتسفيتش (أدرك أن إسرائيل تدافع عن نفسها. لكن صورة شخص مقعد على كرسي متحرك وهو يقتل بصاروخ ربما لا تكون أفضل سبيل لتعزيز أمن إسرائيل).
ورغم الإدانة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي فقد تهرّب عدد من وزراء الخارجية من بينهم جاك سترو وزير خارجية بريطانيا وبرايان كوين وزير خارجية ايرلندا الذي ترأس بلاده الاتحاد في دورته الحالية من الإجابة على أسئلة حول ما إذا كانوا يعتقدون ان إسرائيل ارتكبت عملاً (إرهابياً) أو ما إذا كان يتعين على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عليها عقوبات.
ووضع الاتحاد الأوروبي العام الماضي حركة حماس على قائمته السوداء للمنظمات المحظورة التي يتوجب مصادرة أرصدتها وذلك بعد موجة من التفجيرات في إسرائيل. ولكن خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أدان اغتيال الزعيم الروحي لحماس ووصفه بانه (نبأ سيئ جداً جداً لعملية السلام).
وفيما سارعت بريطانيا وفرنسا بإدانة اغتيال إسرائيل للشيخ أحمد ياسين فإن ألمانيا وهي أكثر موالاة لإسرائيل بسبب الحساسية من الماضي النازي تجاه اليهود اتخذت موقفاً أكثر تساهلاً ودعت كل الأطراف إلى ضبط النفس وهي دعوة تضمنها أيضاً بيان الاتحاد الأوروبي.
وقال البيان الأوروبي ان العنف لن يكون بديلاً عن إجراء مفاوضات سياسية واجبة من أجل التوصل لتسوية عادلة ودائمة وشدد على ان خطة (خريطة الطريق) التي صاغها اللجنة الرباعية التي تضم وسطاء سلام دوليين تظل الأساس من أجل إحلال السلام بالشرق الأوسط.
وقال سولانا ان مسؤولين من المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التقوا صباح اليوم الاثنين في القاهرة معبراً عن أمله في ان تعقد المجموعة اجتماعاً على مستوى عالٍ في أوروبا خلال الأسابيع القليلة القادمة.
|