رحل الشيخ أحمد ياسين.. هذه حقيقة
تألم المسلمون بفقده.. لا يماري في ذلك مؤمن مخلص وصادق.
مشاعر الحزن تعم العالم الإسلامي.. في ذلك دلالة قبول..
وبرهان إجلال .. لكل ما بذل وقدَّم..
سيرة جهادية عطرة..
محفوفة بالإيمان..
ساعية إلى الآخرة..
تتمثَّل فيها معاني الذكر الحكيم: { وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا }.
لكن هذه السيرة البطولية.. والتاريخ الجهادي الناصع منبثق من منهج الإسلام الذي تَمثَّلَه الشيخ الفقيد في الأرض المباركة.. وفي أكناف بيت المقدس.
لم يكن الشيخ أحمد ياسين إلا أحد رجالات الإسلام الذين قدَّموا أرواحهم فداءً للمنهج..
ولم ينتظر حتى يرى ثمرات الكفاح..
وغراس البذل والتضحية..
***
في غزوة بدر.. استُشهد جمع من الصحابة.. ولحقوا بالرفيق الأعلى قبل أن يروا فتح مكة.. والنصر المبين..
في أحد.. والخندق.. وما بينهما من المغازي.. قدَّم المؤمنون أرواحهم فداءً للمنهج..
طُعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو ساجد في المحراب.. وذُبح عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وهو في بيته يقرأ القرآن..
وقُتل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.. وكان آخر عهده بالصلاة..
واستمرت محاولات الاغتيالات.. وسلسلة التصفيات لرجالات الإسلام ورموزه.. حتى يومنا الحاضر.
رحلوا جميعاً.. وبقي المنهج..
وانتصر المبدأ..
وشمخ الإيمان والمعتقد..
***
في طيَّات رحيل الشيخ أحمد ياسين مبشِّرات..
فالأجيال .. والناشئة
في فلسطين
وفي أكناف بيت المقدس..
وفي كل أرض.. وتحت كل سماء
لا تزال ترتع من معين المنهج ..
وتتأهب:
للمعركة الفاصلة مع بني إسرائيل
في غيابه:
استحكمت الضائقة..
واشتد العُسر..
وتذكرنا: (لن يغلب عُسر يُسرين).
***
في سيرة الشيخ إضاءات من المنهج.. وقبسات من النماذج:
فهو الشيخ المقعد الذي أشعل الأرض ناراً تحت أقدام بني يهود.. وإنما المرء بأصغريه!!
وهو المخلص الصادق في تضحيته وجهاده..
يوم أن كانت القضية تُعرض في المزاد والمساومة منذ مؤتمر (اللاءات الثلاث)!!
وهو المقاتل بعدة الإيمان والحجارة.. حتى غيَّرت الانتفاضة وجه النضال في فلسطين.
وهو الصادع بالحق.. المعلن بمضمون الرسالة.. يوم أن كان الصراع يُدار في الأقبية.. ومن وراء الحُجُب..
اللهم تغمد الشيخ بفيض مغفرتك..
وشآبيب رحمتك..
وإنا لوعد ربنا وخالقنا وناصرنا لمنتظرون.
|