هم الأشخاص الذين لا يتناولون الأغذية الحيوانية أو ما كان مصدره حيواني بما فيها الحليب أو البيض أو السمن. حتى وقت قريب كان النباتيون أقلية أما الآن فالإقبال يزداد على طعام النباتيين, ففي إنجلترا وحدها وصل عددهم إلى 2 مليون شخص، وفي أمريكا يبلغ تعدادهم نصف مليون وفي فرنسا 160 ألف بينما يصل عددهم في الوطن العربي إلى 150 ألف.
النباتيون ليسوا صنفاً واحداً, انهم أنواع عديدة لأن هناك درجات من الأكل الخالي من اللحوم, هناك نباتيون يأكلون الدجاج والسمك ومنتجات الألبان، لكنهم يمتنعون عن أكل اللحوم الحمراء تماماً. وهناك نباتيون يأكلون البيض ومنتجات الألبان، لكنهم لا يتناولون اللحوم والأسماك أيضاً. النوع الثالث من النباتيين لا يأكلون اللحم ولا السمك ولا البيض، ولا مشتقات الألبان, يتكون غذاؤهم أساساً من فواكه وخضراوات وأرز وفول صويا وإلى هذا النوع الأخير ينتمي مشاهير النباتيين في التاريخ ومنهم الشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري الذي كان يشفق على الحيوان من الذبح ولذلك حرّم على نفسه أكل اللحوم, والأديب العربي ابن المقفع مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذي كان يكتفي بأكل العسل.
بعض النباتيين اختاروا هذا السبيل لأسباب دينية أو معتقدات معينة وبعضهم بسبب رد فعل لانتشار أمراض يقال إن أسبابها المصادر الحيوانية كأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول، وبعضهم نتيجة تخوف من انتشار أمراض الحيوانات أو التلوث. ولكن السؤال المهم هل هذه الطريقة سليمة؟
أقول إنها لا تخلو من مشاكل أيضاً فهي ليست الطريقة السليمة، ولكن الناس يحبون الموضات ولو في الصحة، فهم يرون أنه لا سبيل للتخلص من أمراض العصر إلا بالبعد عن الأغذية الحيوانية، ولكني أقول كانت تلك الأمراض بسبب الإفراط في تناول الأغذية الحيوانية فقط، لهذا يكون الاختيار الصحيح هو الغذاء المتوازن في كل شيء، بحيث يحوي غذاؤنا على المصادر النباتية وتكون أكثر وبعض المصادر الحيوانية باعتدال وبما يتناسب مع العمر والوضع الصحي، ولو كان في الأغذية الحيوانية ضرر لما سنت الأضحية، ولما ذكرت الأنعام وأنها مصدر غذاء و{ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } (12) سورة فاطر - أي من البحر، فالله خلقنا وهو أعلم بمايصلح حالنا، المهم ألا نتجاوز الحد في ذلك.
علة تحريم أكل لحم الجوارح وكل ذي ناب
في كتاب (الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية) لمحمد كامل عبد الصمد مواضيع شائقة حول الإعجاز اذكر منها أن علم التغذية الحديثة أثبت أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في أخلاقياتهم.. فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة..
ويقول الدكتور (س ليبج) أستاذ علم التغذية في بريطانيا: إن هذه الإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في قفص عندما تقدم له قطعة لحم لكي يأكلها.. ويعلل نظريته هذه بقوله: ما عليك إلا أن تزور حديقة الحيوانات مرة وتلقي نظرة على النمر في حركاته العصبية الهائجة أثناء تقطيعه قطعة اللحم ومضغها فترى صورة الغضب والاكفهرار المرسومة على وجهه ثم ارجع ببصرك إلى الفيل وراقب حالته الوديعة عندما يأكل وهو يلعب مع الأطفال والزائرين.
وقد لوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح أو غيرها من اللحوم التي حرم الإسلام أكلها - أنها تصاب بنوع من الشراسة والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا الرغبة في سفك الدماء..
ولقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التي تستمرئ أكل مثل تلك اللحوم إلى حد أن بعضها يصاب بالضراوة فيأكل لحوم البشر كما انتهت تلك الدراسات والبحوث أيضاً إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائل وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وانعدام الغيرة على الجنس الآخر فضلاً عن عدم احترام نظام الأسرة ومسألة العرض والشرف.
|