البدايات مهمة في كل شيء، ولدينا أمثلة في تراثنا تؤكد على الاهتمام بالبدايات كقول المثل الشعبي (العود على أول ركزة) بمعنى أن نمو الشجرة وإثمارها في المستقبل يعتمد على الطريقة السليمة للزراعة، فإذا نمت الجذور يصعب تصحيح الوضع، ويقول الشاعر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين إذا قومته الخشب
وأنتم أعزائي القراء الأفاضل لا تحتاجون أدلة لإثبات المثبت، لكننا نتساءل هل هناك شيء يحتاج رعاية أكثر من أطفالنا؟، بالذات أن منشأ كثير من الأمراض يكون الوضع الصحي والتغذوي غير السليم خلال السنوات الأولى من العمر، ويؤكد علماء النفس والاجتماع أن كثيراً من العادات الحميدة والسيئة يتعلمها الطفل في سنواته الأولى، ومنها الاعتماد على النفس الذي يبدأ بتعليمنا إياه كيف يطعم نفسه.
لو كان هناك اهتمام كاف بتغذية هذه الفئة التي تحتاج إلى القليل من العناية لأن العناية بها سهلة لكان ذلك سبباً في تجنيبهم مشاكل كثيرة منها ضعف النمو، فقر الدم، السمنة، ضعف البنية، تسوس الأسنان، كره الطفل لأغذية معينة، ومن ثم هذه المشاكل تؤثر على تحصيلهم الدراسي وحتى اتزان شخصياتهم في المستقبل.
في الجدول التالي مختصر لتغذية الرضيع حتى عامه الأول، حاولت اختصار النقاط الرئيسة في كلمات محدودة لكيلا أشتت أذهانكم بمعلومات كثيرة.
من الولادة حتي الشهر الخامس
حليب الأم فقط، وأؤكد على أهمية الإرضاع الطبيعي للأم وللرضيع، وعند صعوبة ذلك، يمكن إعطاء حليب الأطفال المناسب.
من الشهر الخامس إلي السادس
هذا هو الوقت المناسب لتقديم أغذية غير الحليب، فالمفروض ألا يُعطى غير حليب الأم أو حليب الأطفال، قبل هذا الوقت، كما لا يجب تأخير تقديم الأغذية بعد الشهر السادس.
ما الغذاء المناسب؟
أغذية الأطفال التجارية (بالرز فقط)، فواكه غير حمضية مثل التفاح الناضج والكمثرى والموز، ويمكن إعطاء القليل من الخضروات المهروسة مثل البطاطس.
كيف أقدمها؟
يكون الغذاء مهروساً وناعماً (شبه سائل) على طرف ملعقة صغيرة.
متى؟
قبل موعد الرضاعة التالية، بحيث لا يكون الطفل جائعاً، فإنه لن يرضى بغير الحليب فيكره الغذاء ويصعب فطامه.
بعد الشهر 6
قدمي: الفواكه، صفار البيض، الحبوب (غير القمح)، لحماً او سمكاً مفروماً، أغذية يدخل في تركيبها الحليب مثل الزبادي، أو الكريمة.
لا تقدمي أبداً: الأغذية المحتوية على الفول السوداني (يسبب حساسية) أو العسل ولو كان طبيعياً (لاحتمال وجود جرثومة).
من الشهر السابع إلي التاسع
تدريجياً يُعطى من أكل البيت (غير المالح، او المحتوي على سكر).
تدريجياً يُغير قوام الطعام من شبه سائل إلى مهروس ثم قطع تمسك باليد كالخبز والموز وقطع البرتقال.
يعوّد على مسك الملعقة، والشرب من كوب الأطفال ذا المقبض والغطاء تقليل عدد الرضعات.
من الشهر التاسع إلي الثاني عشر
يقدم الطعام له في يده ولو كان شبه صلب مثل قطع الجزر او التفاح او شرائح الخبز.يتوسع في أنواع الأطعمة لتشمل كل أغذية البيت خلال هذه الأشهر الثلاثة.
يترك الطفل ليأكل بنفسه، ولو نثر الطعام، المهم أن تكون سفرته نظيفة.تنظم مواعيد تناول الطعام.
بعد 12 فقط بعد بلوغه العام يمكن تقديم حليب الأبقار له، ولا يقدم أبداً أبداً قبل هذا السن كمصدر رئيسي للحليب سواءً كان طازجاً أو معلباً أو مجففاً، ولا فرق بين قليل الدسم وكامل الدسم، بل إن قليل الدسم أسوأ.
نقاط مهمة
1- الرضيع لا يعرف ماينفعه ومايضره ولكنكِ تعلمين أو يجب أن تسألي لتعلمي، فأنت المسؤولة عن هذه الأمانة، فإن حصل له مرض ولو في المستقبل بسبب إهمالك في رعايته صحياً وتغذوياً فأنت مسؤولة عن هذه الأمانة وربما ستدفعين أنت وهو الثمن.
2- الرضاعة المثالية تكون لمدة عامين ولا بديل لحليب الأم، على الأقل خلال الأيام الأولى من حياته.
3- كوني هادئة بقدر الإمكان عند فترة الفطام، فالطفل يمكن أن يقبل أو يرفض الطعام بناء على نفسيته ونفسيتك، فالصراخ عليه عندما يرفض طعاماً معيناً قد يسبب له نفوراً من ذلك النوع من الطعام وللأبد.
4- يمكن أن يصف طبيب الأطفال نقاطاً للفيتامينات التالية (أ، ج، د)، ومن الغريب أن بعض أطباء الأطفال لا يهتمون بهذه النقطة على الرغم من أهميتها.
5- احذري حليب الأبقار كمصدر أساسي للرضعة قبل تمام الطفل عامه الأول، فقد يسبب له التهابات، وحساسية، ونزف للدم من أمعائه.
6- لا تقدمي الأغذية المالحة أو المحتوية على سكر بما فيها العصير، فالعصير هو مصدر التسوس الأساسي لدى صغار الأطفال من حيث لا تعلمي.
7- استخدمي الآنية الخاصة بكل عمر فهذا يساعد طفلك على إطعام نفسه ويجعل الغذاء محبباً إليه.
8- لاتعطي طفلك القمح الا بعد الشهر الثامن ومن ضمنها أغذية الأطفال الجاهزة، لأنه يسبب الحساسية لبعض الأطفال.
9- لا تقدمي مجموعة أغذية في نفس الأسبوع لأول مرة، بل قدمي نوعاً واحداً في كل أسبوع.
لماذا؟ لأن بعض الأغذية تسبب حساسية دون أن نعلم مثل بعض الخضار، فبسهوله تكتشفي أثر الحساسية حينذاك امنعي عنه ذلك الغذاء وأعيدي تقديمه له بعد سنة. الحساسية لا تكون على هيئة احمرار في العينين والجلد فقط، بل قد تسبب مغصاً، وغازات، فيزيد بكاء الطفل.
|