النوم طارت طيوره من عشاش النظير
والروح شقت ستايرها سيوف الدهر
وسيل العباير من أمزان المدامع غزير
أغسل به أعمق جروح الخاطر ولا طهر
دون الخفا كيف أقفل باب حبس الضمير
يوم احترق ثوب صبري من لهيب السهر
لو كان لي درب حيله وين دربي وأسير
ولو كان قلبي حديد من شنقاه انصهر
سبعة وعشرين عام يالله ابك استجير
يشهد على كثر أذاها شيبي اللي ظهر
عمر الفرح في نكدها لا حسبته قصير
إن ما قصر عنه ما ظن يتعدى شهر
مرت وطافت ومدري بعدها وش يصير
قيظ وسموم وظما والا ربيع وزهر
ما كنت أظن الزمن يبغت ولا له نذير
حتى ثنالي على غفله طعون الظهر
وما كنت أعرف إن ورا دنياي سر خطير
حتى تحول من أخطر سر لأعظم جهر
وين اكتمك يالغرام اللي عرفته صغير
لو يبطي الشوق مغمور زمان اشتهر
يوم إن مجاهيم صدك صوب عيني تسير
حاولت عن شوفي أقهرها ولاتنقهر
يا صاحبي لو بقالي خيرة بأستخير
بس الأمل من عذابه صاح غبن وقهر
ولو لي مع القلب قلب أولي قلوب كثير
من خاطب رضاك لأجل رضاك خذها مهر
أبا اسألك حاجتي دامك عليها قدير
والسائل إن ما عطي ما سال ما ينتهر
ان ما تهيا وصال به خفوقي جدير
وش ينفع العاشق اللي بالجمال انبهر
وهاك النهر لا وقف بيني وبينه خفير
ما بل ريقي وقوفي بس أشوف النهر