* حاوره - زبن بن عمير:
عبدالعزيز المتعب شاعر فطن..لماح.. لا يترك عليه مستمسك مهما وصل به الغضب، يهاجم بذكاء وينسحب كذلك، لا يحضر إلا ويكون حضوره ملفتاً بصراحته التي سببت وما زالت تسبب له المشاكل.
قابلنا أبو سعود في لقاء بعيد عن التلميع والتزييف كان هدفنا هو كشف الحقائق وهاجسنا هو احترام قارئنا فخرجنا من هذا اللقاء بعدة نقاط توضع على الحروف وبعدة إجابات تحتاج إلى تكرار القراءة راوغنا وكان يرد بدبلوماسية لكننا أخذنا منه ما نستطيع من صراحته حتى لو كان رده في ظاهره جيداً إلا أن إعادة النظر تكشف حقائق أكثر.
إلى ما دار بأمانة بيني وبين المتعب..
* عبدالعزيز المتعب أنت مثير للجدل دائماً هل هذا جزء من شخصيتك أم تصنع للظهور؟
- الساحة الشعبية مبدؤها الحقيقي (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب)، وبالتالي فأنا لم، ولن أرضى بأن أكون (عنصرا خاملا) غير مؤثر في الساحة الشعبية ثم إن إثارة الجدل حولي دليل نجاحي، أما عن (الظهور) فهو في الساحة ذو شقين الأول: عن أحقية وجدارة .والثاني: مزيف (بالأدلة) وأتمنى ان أكون في أعين المنصفين من أهل الشق الأول (وأنا كذلك إن شاء الله).
* تعمدت ألا أسألك عن بداياتك لأنها أسئلة تقليدية لا تقدم ولا تؤخر، ولكن أنت دائماً تتعمد إبراز صورتك بشكل جميل بغض النظر عما تنشر معه؟ كخبر زينب العسكري والفيلم وغيرها؟
- المجتهد قد يصيب وقد يخطئ، وطريق النجاح ليس مفروشا بالورود لهذا فإنه حتى الحاذق له عثرات، وأنا لا أكابر إذا أخطأت بل أستفيد من أخطائي وأقسو على نفسي في محاسبتها (حتى لا تصل العثرات العابرة إلى سقطات مستديمة) وموضوع زينب العسكري كان ضوءا غير موفق وفي غير محله، ولا يليق بي، وهو في مجمله حضور عابر للتحضير لديواني الصوتي القادم وأجدها فرصة للاعتذار ممن يهمهم (نوعية الحضور المشرف لعبدالعزيز المتعب).
* أنت تبحث عن الظهور حتى مع ما يخالف قناعاتك لماذا؟
- لو كان الأمر كذلك لوجدتني (أراجوز أمسيات) هنا، وهناك كغيري، ولم أكن لأعتذر عن أمسيات لمجرد أنني أحترم الشعر الذي قدمني للناس، وإلا لأصبحت صاحب علاقات طيبة مع شعراء (الدرجة العاشرة) بمشاركتي لهم الأمسيات (وأوهام الأمنيات على حساب الشعر وقناعاتي)، باختصار بيني وبين الظهور المنصف علاقة متبادلة (هو يبحث عني وأنا أبحث عنه) ولكن بمثالية مطلقة نقية.
* هل ترى أن قصيدتك أوصلتك للغلاف أم صورك؟
- إذا كانت القصيدة هي (الوزن، والقافية، والمعنى، والمفردة) وإذا كانت القصيدة هي (التداعيات، الأخيلة، الرموز، الصور) فإنني متميز وإن كنت لست مبهرا أو متفردا كالشعراء العمالقة في قامتهم الشعرية من أساتذتنا الذين سبقونا في الشعر، أما عن صور الغلاف فللنجومية مقوماتها وإن كان (بعض) أصحاب المطبوعات يرى ذلك فإن الذي يشرفني هو ان أكون شاعرا أولاً وثانياً وثالثاً ثم أخيراً (نجم) رغم تحفظي على نجومية الرجل لأن (الرجال مخابر ما هم مناظر).
* دعني أسألك تدريجياً عن حقائق معينة أولها من حيث القدم بأنك كنت تستشير عبدالله الرشود في كل أمورك الشعرية؟
- أنا ما زالت أحتفظ بعدد لجريدة الجزيرة عام 1405ه وتحديداً صفحة (تراث الجزيرة الشعبي) ورد اسمي في بريد الصفحة بـ(حاول مرة أخرى) وهي وسام بداية مشرف لشاعر أعتقد انه تمرحل حتى تجاوز طور التكوين وتشكلت تجربته ولا أقول تبلورت تماماً، وأنا لا زلت أستشير في قصائدي من أثق بعمق تجربتهم، ورقي ذائقتهم الشعرية وكنت في بداياتي من خلال (الثلاثية) عام1405ه، أستمع إلى نقد وتوجيه الحميدي الحربي، وماجد الشاوي، وعبدالله السياري وغيرهم من الشعراء الكبار ولا يعيب الشاعر ان يستنير برأي من سبقوه في تجاربهم وجودة شعرهم أما عبدالله الرشود فهو زميل عزيز في الشعر وأخ غال ولم لا يكون لأب ناصر رأي في قصائدي؟.
* وما سر خلافك مع عناد المطيري وتهجمه عليك، وأيضا خلافك مع توفيق؟
- عناد (شاعر جميل) بلا شك ويظل أخا وصديقا عزيزا (وليس لدي أكثر مما قلته)، وكذلك توفيق الخليفة ليس بيني وبينه إلا زوبعات إعلامية عابرة أما على الصعيد الشخصي فأبو نايف نقي وشفاف رغم عصبيته الظاهرة إلا أنه يحمل (قلب طفل).
* خرجت في عالم الأغنية بضربة معلم مع راشد الماجد لم تكرر نجاحها ليقال بأن (الخريجي سعد) باعك إياها بـ(20.000 )عشرين ألف ريال؟
- أنت قلت (ليقال بأن سعد) وأنا أقول وما أكثر ما يقال يا عزيزي طالما ان الآخرين يروق لهم إطلاق التهم من وراء قناع دون أدلة دامغة، ونجاحي مع راشد الماجد جانب أفتخر به من جوانب نجاحي ثم إنني لم أتعاون مع راشد إلا بعد ان أصدرت ديواني الأول (تذكار) عام 1412هـ، وهذا بمنطق ساخر يعني ان (75) قصيدة في ديواني من عشرين ألف تعني ان سعر ديواني (مليون ونصف ريال) وليتني سميت ديواني (خزعبلات مليونير)!!! وليتني كذلك (خلها مستورة) باختصار يا عزيزي الناجح محارب ولا يرمي إلا مثمر الشجر (وأنا مبسوط على هبال غيري)!!!
وعملاً بمقولة (الصيت ولا الغنى) فإنه لا يرمي إلا مثمر الشجر وأنا ناجح بشهادة (المبغض قبل المحب) ودعني أحلم بأني مليونير.
أما عن تساؤلك حول عدم تكرار التعاون مع الفنانين فإنني توقفت عن ذلك بعد وفاة والدي رحمه الله عام 1418هـ، ولكن بقيت علاقتي مع الشعر لأنه جزء مني لو تركته ما تركني لعلاقتنا (الأصيلة ببعضنا) وهذا لا يعني التعريض بعلاقة بعض المستشعرين (الهجينة) بالشعر!!!
* أنت دائماً تحاول التحرش بالشاعرات من خلال تصاريحك لإثارتهن ليردن عليك لماذا؟
- وأنت شاعر وابن شاعر وحفيد شاعر وتدرك تماماً أن للشعر مكانته وهيبته وحضوره وقيمته في نفس الشاعر أيضا، وعلى هذا الأساس فإن حبي للشعر واعتزازي به وغيرتي عليه تجعلني أدافع وأذود عن حماه من ضعاف النفوس المستشعرين الذين لطخوا تجارب الشاعرات الوهمية بحبر أقلامهم لتخرج لنا قصائد نسائية بعطر مواهب رجالية يدخل في أصغر تفاصيل قصائدهن المنشورة، معتقدين بتصرفهم ذلك ان القارئ متلق سلبي لا يملك ان يضع النقاط على الحروف ويحرج الجميع، صدقني يا زبن ان هذا هو سبب كره أكثر (المستشعرات) لعبدالعزيز المتعب، وسأظل بالمرصاد لكل المزيفين والمزيفات وهذا واجب علينا تجاه الشعر طالما أننا نعتز به ونحبه.
* وبعد الشاعرات عدت لمايا نصري وقصة التشهير والمحاماة؟
- كان ذلك من خلال لقاء أجرته معي مجلة (بروز) ذكرت فيه تفاصيل دقيقة بكل وضوح مما جعل محامي الفنانة مايا نصري يرفع قضية وهو لا يعلم أنني (محام ومستشار قانوني) وإنني أحرص منه على كل حرف نشرته، وقد حسمت القضية لصالحي لأنني لم أكن متجنيا، كل ما هنالك انني (احتفظت بما لا يجب نشره) مما فاجأ المحامي الذي تنازلت له بعد ان عرف موقفه بدقة وانسحب.
* أبو سعود بصراحة ماذا استفدت من الشعر؟
- استفدت منه معرفة تفاصيل الحياة من خلال شعر الحكمة، وزهوها من خلال القصائد الوطنية المشرفة وعذوبة الحياة الحالمة الرومانسية من خلال شعر الغزل الرقيق، وقبل هذا وبعده معرفة (نخبة الرجال) الذين أوصلني لهم الشعر، والشعر يا زبن هو جليسي وأنيسي في أوقاتي الجميلة، ويعلم الله انني أحببت الشعر وأخلصت له وهو بدوره أعطاني الكثير، وفي الشعر تنطبق مقولة (الضوء يكشف الظلام) فهو يكشف إنتاجك للناس إما مدحوك أو ذموك، وفي النهاية الشهرة إما مشرفة أو مخجلة وأنا أتشرف بما وصلت إليه ولكنني أنتظر المزيد من الشعر الأجود في إنتاجي إن شاء الله.
* وهل أنت راض عن تجربتك الشعرية؟
- سؤالك ذكي، ومستفز، ومحرج، (وهادف) ولكن دعني أركز على الصفة الأخيرة وأتساءل من يقدم من في الساحة الشعبية بمعنى أين النقد الصريح الجدير بدراسة قصائد الشعراء دراسة أدبية وافية شاملة تحوي كل فنيات وأدوات الناقد الدقيقة لينصف صاحب التجربة الجادة الجميلة ويحرج موقف مواطن الضعف في قصائد أشباه الشعراء والمستشعرين وأرجو ان يكون في إجابتي هروب مقنع من محاصرة نرجسية الشاعر في داخلي ولا أظنني نجحت في ذلك.
وأرجو أن تسمح لي بأن أضيف أن الشعراء متذمرون من مستوى الخدمة المتدنية للشعر بدليل:
1 - لا توجد جهة تنظم أو تصنف الشعراء، حسب مكانتهم الشعرية وأولويتهم في إقامة الأمسيات وغير ذلك من النشاطات الشيء الذي بسببه اختلط الحابل بالنابل في الساحة.
2 - لا توجد شركات قوية مادياً تدعمهم مادياً في إصداراتهم مثل الفنانين علماً ان للشعر حضورا مؤثرا أكثر من الفن والأدلة كثيرة.
* وماذا عن جديدك أين؟ وما هو؟
- جديدي ديوان وطني يوثق الواجب ورد الجميل لوطني الحبيب وولاة الأمر الكرام أعزهم الله، متمثلاً بأكثر من خمسين قصيدة وطنية سبق أن نشرت أكثرها وسوف ترى النور قربياً وهذا هو ديواني الثالث بعد ديواني الأول (تذكار)، وديواني الثاني (المسموع - بعض الحب).
* لك فسحة من الورق فأرسل بها ما تشاء؟
- الرسالة الأولى: لقسم الأدب الشعبي بجريدة الجزيرة الذي ارتبط به تاريخ موهبتي الشعرية منذ بداياتي إلى هذه اللحظة التي أقدم لكم فيها خالص شكري وتقديري.
الرسالة الثانية: اعتراف أسجله بكل اعتزاز وهو ان حفظي عن ظهر قلب لأكثر قصائد الأمير محمد السديري رحمه الله أضاف لي الكثير في مدرسة الحياة والشعر.
|