Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معا في المربع الذهبي معا في المربع الذهبي
مصادرة المدرب
عبدالله بن عبدالرحمن الزيد

يفشل دوري ما، ويخفق فريق ما فيبقى كل شيء على حاله: الفريق هو عينه واللاعبون كما هم, السيرة الداخلية للشؤون الادارية في الاندية لاخوف عليها, المرتبات، والنفقات، والمشجعات، وجميع الأشياء التي تفتح النفس ان لم تنلها يد البخس فانها في أكرم الأحوال لاتتحول باتجاه الافضل, أما مسألة (الزمان) و(المكان) فمن حسن الطالع ألا أحد يستطيع ان يتصرف ازاءهما بشيء!
الشيء الوحيد, أو الشخص الوحيد من بين كل عوامل المسألة الرياضية الاعتبارية الذي يطاله ويناله النقد والتبكيت, وتصفعه المؤاخذة والمحاسبة على كل ماجرى, ثم يُمنى في النهاية بالمصادرة والطرد والازالة هو: (المدرب) الذي كان أحرص الناس على السلوك والتدريب وعلى الفوز, والتفوق والنجاح, لان كل ماسبق هو حياته ووجوده وكيانه! والسؤال الذي يبادر لحظاتنا هذه هو: ماذنب المدرب وحده؟ وماجريمته منفرداً مع أن مسألة اخفاق فريق ما ذات جوانب عديدة وذات أسباب متوالية، وظروف متواترة.
والغريب هنا انه بعد ان نؤمن بالله ثم بأن (المدرب) اجتهد وجاهد وبذل كل مافي وسعه وتضافرت جميع العوامل والدوافع.. بعد كل ذلك ننكر أن القضية برمتها موكولة الى (الحظ) و(النصيب) و(المكتوب), وكل ذلك بارادة الله من دون شك ولاريب.
أُسرع هنا وأشير الى أن ذلك ليس معناه ومؤداه ان نتقاعس ونتساهل, ونفرط وفي آخر التجربة نتذرع بأن المسألة مسألة حظ ونصيب، ولكن المقصود أن نجتهد ونعقل ثم نتوكل وماتبقى على مقسم الحظوظ والارزاق.
أعود الى محور الحديث وهو (المدرب), وأتساءل: لماذا يتحمل (المدرب) وحده نتائج سقوط فريقه؟ ولماذا تنسب اليه كل إخفاقات لاعبيه؟! سأكون الآن محرضا لفئة المدربين فأبدأ بهذا الشكل:
عندما يصادر المدرب فإنه يستسلم بصمت وهدوء وكأني به يقدم اعترافا - باردا مبردا - بأنه المسؤول الشخصي الوحيد لاغيره عن جملة الكوارث التي تحصل من لاعبيه طول تسعين دقيقة أو تزيد..!!
وأثني بهذا الشكل:
عندما يصادر المدرب فلماذا لايحتج ويشتكي, وينشر تحليله وتعليله في الصحف ويطالب بالانصاف؟!
وعندما يقول لي: إنه لا حياة لمن تنادي فسوف أُثلث له المطالبة بالحق بهذا الشكل:
في زمن العولمة والتحولات والحوار وحقوق الانسان لابد من المطالبة بايجاد (محكمة عدل رياضية) يلجأ اليها جميع المظلومين في الساحة الرياضية بدءاً برياضة العنف وحمل الاثقال ومروراً بقضايا المدربين والحكام، وانتهاء بمن تصدوا لثقافة الايدي ومعرفة الأرجل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved