قرأت في صحيفة الجزيرة مقالة للأستاذ مندل القباع (كيف ننمي في الطفل عادة القراءة؟). وبيَّن الكاتب الأسلوب المتبع في تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة القراءة وتشجيعه عليها.
وحتى تصبح القراءة عادة محببة على نفسه لا بد من تهيئة المكان الهادئ، فالجو المناسب يعينه على نمو قدراته، وتصبح القراءة محببة إلى نفسه. أما ما نود أن نلقي عليه الضوء, هو المدة أو الفترة التي يستطيع فيها الطفل تنمية عادة القراءة.. فغالباً ما تكون في سن مبكرة من عمره؛ إذ تستطيع الأسرة أن تقدم كتباً بصور ملونة ذات أنواع مختلفة, وكذلك كتيبات بنغمات وأصوات لجذب انتباه حواسه.وتبدأ عادة القراءة منذ الصغر؛ إذ يمكن للوالدين أن يقرأوا لأبنائهم قصة قصيرة ذات رسوم ملونة, ويجعلوا مشاركة صغارهم حافزاً لتشجيعهم.. وهكذا تغرس القراءة في نفسه, وبذلك تصبح عادة محببة إليه, وتجده يبحث في المكتبات عن كل ما يشبع نهمه من الكتب المختلفة ذات المعلومة الوافرة.
لذلك ينبغي أن تتوفر له الكتب التي ترتبط بالمعاني الحسية المتعلقة بالبصر والسمع والإدراك؛ لأنه من خلال حواسه يتعرف على كل ما يحيط به!
وهناك مَن يتخيل أن القراءة تنمو عنده لمجرد التحاقه بالمدرسة؛ حيث يصبح الكتاب ملازماً له. ولكن هذا الرأي غير صحيح؛ لأنه ما لم يعتد منذ صغره على لمس الكتاب والبحث فيه وتسخير جميع حواسه لمعرفة ما فيه، لن تصبح العلاقة وطيدة فيما بينهما خاصة عند التحاقه بالمدرسة؛ لأنه يواجه الكثير من النفور فيما لم يتعود عليه.!
وإني أتمنى من دور النشر أن توفر الكتب الجيدة التي تكون فيها المتعة والتسلية والمعلومة المفيدة.. وعلى الأسرة أن تنمي عادة القراءة في أبنائها، وتأخذ بأيديهم إلى قراءة ما تميل إليه نفوسهم, وتهيئ لهم كل السبل؛ لتجعل منهم نماذج جيدة تحب المعرفة وتبحث عنها وتسعى إليها؛ لأن الثقافة سلاح الحياة الجادة الناجحة في كل زمان ومكان؛ لكي تنشئ جيلاً يحترم الكتاب ويستطيع التعامل معه.
مرفأ:
الترغيب في الأشياء يأتي بطريقة مبسطة حتى تصبح محببة للنفس.. والابتعاد عن التنفير لكي يعتاد على ما يقدم إليه من نفع.. ومنها القراءة.!
سلوى أبومدين |