Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

..ونقول: إذًا لا ينفع معه طبيب! ..ونقول: إذًا لا ينفع معه طبيب!

أعقب على عنوان كتبه الزميل عبدالكريم الرويشد بعدد الجمعة الموافق 21-1-1425هـ وهو (ودعنا عام 1424هـ بفراق 8000 عزيز علينا) في صحفة (شواطئ) وبأعلي العنوان فلاش صغير (رحلوا وتركوا الدنيا بما رحبت) ايضا كتبت الكاتبة القديرة الدكتورة. خيرية السقاف معقبة على موضوع الرويشد تقول: (كيف إن جاء الموت؟ ) ونقول: لا ينفع معه طبيب
وهي صاحبة القلم الذي ينبض املا وينقل هموما ويرسل آمالا ويعالج جروحا ويبحث عن مهدئات لآلام الآخرين ، هنيئا لاختنا وكاتبتنا بهذا القلم الذي شارك الآخرين آلامهم، هنيئا لها مرات عديدة ،الكتابة نعمة كبيرة يمن الله بها على الشخص وعندما يستغلها في شيء يفيده في الدنيا والآخرة فيالها من نعمة عظيمة جدا...
كانت تقول الكاتبة في تعقيبها على الزميل عبدالكريم الرويشد في صفحة شواطئ الثانية وفي جنوبها الغربي - على وجه التحديد - أحصى الرويشد كعادته في فكرة ذكية بعيدة الهدف عدد المتوفين - رحمة الله عليهم - الحقيقة ان تعقيبها صائب وهي تسترسل وتقول: لو فكر كل إنسان في انه يبقى اكثر مما بقى وان الموت آتيه اللحظة وان قلم الرويشد سوف يضمه إلى قائمة المفقودين في العام الهجري الذي نمر بيومه الثاني والعشرين ما الذي سيفعله كل منا؟ هل سيهرع لكي يحصد ثمار ما جناه؟ هل سيفكر في قيمة أو معنى أو شكل ما جنى؟
مرة اخرى نشكر الزميل الرويشد على هذه الفكرة فالموت لا يعرف صغيرا أو كبيرا ، هو الموت لا يعرف غنيا أو فقيرا، هو الموت لا يعرف مسؤولا أو موظفا صغيرا اذا أتى لم يسبقه نذير بل يأتي ويقبض روح من أُرسل إليه ولكن هل من متعظ؟ هل نحن فكرنا في تلك اللحظات ولو لدقائق بسيطة ؟ هل عملنا لما بعد الموت؟
يا تُرى هل سوف نعيش ونلهث وراء مغريات الحياة وزينتها وزخارفها وحطامها الفاني حتى يأتينا الموت؟
يقول الله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} ويقول الشاعر:


وما المرء إلا راكب ظهر عمره
على سفر يغينه باليوم والشهر
يبيت ويضحي كل يوم وليلة
بعيداً عن الدنيا قريبا إلى القبر
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
بالطوب يُرمي فيرمي أطيب التمر
يامن بدنياه اشتغل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل

أي عزيزتي كل هذا يدور حول الموت، قرأت موضوعا بكتيب عنوانه (الموت حقيقته، نهايته، ذبحه، قصص محزنة) كتبه محمد مصطفى الخطيب - يرحمه الله - يقول:
الموت حق وكل الناس يكرهون هذا الحق ولكن لابد من الرحيل إلى دار البرزخ عند انتهاء الاجل، الموت انتهاء الاجل من هذه الدنيا والرحيل منها إلى غير رجعة وهو أمر لابد منه مهما طال العمر، الموت فراق للأهل والمال والولد وكلهم يقفون عاجزين امام القدر المحتوم لا يستطيعون حيلة ولا تقديما ولا تأخيرا، الموت وصول إلى نهاية المطاف في هذه الحياة وهدم لما رسمه العقل من مخططات مستقبلية، الموت ضد الحياة وهو ليس بالشيء الملموس أو المحسوس وإنما هو عمل خفي يقوم به ملك الموت او الملائكة بأمر من الله سبحانه قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}
ها هو الموت خلاص من همِّ الدنيا وتعبها وانتقال إلى ما هو أدهى وأمر ؛ سؤال القبر وضمته وعذابه وظلمته ووحشته حيث لا مؤنس إلا صالح العمل ولا منقذ الا تثبيت المولى عز وجل القائل: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}
ويقول: الموت يعني طيَّ صحائف العمل في هذه الدنيا لان العمل ينقطع بالموت، الموت واحد مهما تعددت اسبابه ولكن ارادة الله - عز وجل - بخلق الاسباب لينفذ القضاء والقدر وصدق من قال:
مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ تَعَدَّدَتْ الْأَسْبَابُ وَالْمَوْتُ وَاحِدُ.
ختاماً أعزائي قولوا معي: اللهم اعنا على الموت وسكرته والقبر وضمته والصراط وزلته..
ولا أريد الاطالة عليكم هذا ما دفعني للمشاركة وعلى المحبة نلتقي دائماً.
مناور بن صالح الجهني
الأرطاوية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved