لوحظ في الآونة الأخيرة كثرة استخدام (الدراجات النارية) التي بدأت تظهر بطريقة غريبة وهي تجوب شوارع جدة بسرعة هائلة ومعظم سائقي تلك الدراجات شباب تقدر أعمارهم بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، يتنافسون في القيادة والسرعة بين حافلات النقل والعربات الصغيرة.
والسؤال هل هذه الدراجات النارية مرخصة من قِبل إدارة المرور أم لا؟
إن كثرة الحوادث سببها السرعة الهائلة، وعدم التزام السائق بقواعد المرور المتبعة بدقة مما ينتج عنه إصابات بالغة في الجسد وتهدم في العظام وارتجاج في المخ. وكل ذلك سببه السرعة القصوى. والأمر الآخر عدم مبالاة أولياء الأمور، بل يزجّون بأبنائهم إلى التهلكة.
وتطرقت لهذا الموضوع من قبل ولكن ما شاهدته كثرة استخدام الدراجات بشكل ملحوظ مما يقلق. فتجد فوجاً منها وهم يتسابقون ويلتفون حول العربات بطريقة لافتة للنظر، كأنهم خلية نحل مما يثير الدهشة في النفس!
إن هؤلاء الأشخاص هدفهم الأول جمع المادة بأي شكل كان! وهم يقومون بتأجير تلك الدراجات النارية للأطفال في أوقات الإجازات بقصد الكسب المادي أولاً، وللترفيه عن النفس ثانياً. مما ينتج عنه الحوادث المميتة لا محالة وخصوصاً إذا كان القائد طفلاً لا يتجاوز سبع سنين، وهو يضغط بكل قواه على (البنزين) واليد الأخرى تقبض على الكابح.. مما يجعل الدخان يتناثر في الفضاء غير عابئ بما أحدثه للآخرين من أذية، علاوة على أن الصوت الذي يصدر من تلك الدراجة أمر لا يستهان به.. وخصوصاً إذا كنت تقوم بنزهة على شاطئ الكورنيش للترويح عن النفس وفجأة تجد الكثر من الأطفال وهم يسقطون ضحية ركوب تلك الدراجات النارية محدثة لهم مشاكل ومعاناة هم في غنى عنها. ويتبادر إلى ذهني سؤال: على من تقع المسؤولية؟
إننا بحاجة لوقفة رجال المرور في هذا الموضوع الذي بات مقلقاً للغاية. والضرب على أيدي العابثين، ووجود تصاريح أو رخص للدراجة النارية التي تجوب الشوارع، مع التقيد بالالتزام بتعاليم المرور في كل شيء، وتحدد لهم سرعة قصوى وأخذ مخالفة فورية لمن تجاوز ذلك وغرامة وسجن وسحب الدراجة منه مدة لا تقل عن ستة أشهر حتى يتعظ العابثون وليكون عظة وعبرة لغيره!
وإعطاء تعاليم ونشرات عبر وسائل الإعلام جميعهاً حول هذا الموضوع بالردع لمن خالف تلك التعليمات، إنني على ثقة من أن حكومتنا حريصة كل الحرص على حياة الفرد وتقدم كل غال من أجل راحته، وواجب المواطن مساعدة رجال المرور للقيام بدورهم في هذا الموضوع.
مرفأ
الإفراط في التدليل يؤدي الى نتائج عكسية.. فمتى نقلع عن تلبية احتياجات صغارنا التي تودي بهم إلى الهلاك؟!
|