كل عشرين عربياً يقرؤون كتاباً واحداً في السنة، بينما يقرأ كل ألماني سبعة كتب في العام !! تنتج الدول العربية (1.1) من معدل الإنتاج العالمي للكتاب، هذا المحيط البشري الهادر الممتد من المحيط إلى الخليج لا يسهم في الإنتاج الحضاري العالمي سوى بهذا المقدار الضئيل الذي لا يذكر.
الطفل العربي يقرأ طوال العام ما مدته (6) دقائق فقط بحسب الإحصائية الأخيرة لليونسكو.
لن أتوقف عن الحديث عن هذا الموضوع الجرح الذي أرى أن فداحته تزداد يوماً أثر الآخر والقبر الذي يرقد فيه الكتاب يزداد عمقاً وغوراً في الأرض.
وأنا أعتقد أن الإنقاذ لابد أن يتم عبر عملية تعبئة قومية يتم فيها تجييش جميع القطاعات في المجتمع بهدف صياغة علاقة جديدة ومختلفة مع المعرفة والمعلومة، علاقة متوهجة بالدهشة والرغبة في النمو والتطور وتحدي المستحيلات.
القراءة المنظمة المتنوعة الشاملة لجميع النتاج الحضاري والفكري للشعوب من شأنها أن تخلق أجيالاً بخصائص نادرة ومتميزة.
ولنبدأ مع الصغار... فمن المعروف أن القراءة هي أحد أسباب تفوق الطفل في المدرسة، والقراءة للأطفال كبداية تجعل منها جزءاً من تراث الأسرة، فإذا قرأتم على أطفالكم فسوف يقرؤون بدورهم على أطفالهم....
ويذكر التربوي (برنيس كلينان) في كتابة الشيق (اقرأ لي) إن المداومة على القراءة للأطفال وإنشاء مكتبة ثمينة ومحترمة في المنزل تجعل الأطفال يتعلمون منا ليس مجرد الكلمات المقروءة بل يتعلمون أيضاً كل ما يمثل قيمة سامية بالنسبة لنا ومن أهمها الكتاب.
القراءة تزيد من رحابة عالم الطفل وتنمي استقلاله وتثري خياله، ويستطيع الطفل من خلال القراءة وحدها أن يطور أدواته التي يستطيعه من خلالها مواجهة الصعوبات والتحديات التي تعترضه في الحياة، ويكون مؤهلاً بالخبرات والمعلومات (التي اكتسبها عبر القراءة) لصناعة جيل طموح جيل خلاق.... جيل قادر على السيطرة على زمام مستقبله.
|