* الرياض - سعود الشيباني:
في خطوة إنسانية مباركة وموقف يعكس مشاعر الرحمة والتسامح الأخوي الكريم أنقذ صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود قائد القوات الملكية البحرية السعودية وأمير قبيلة الشيابين وأمير الفوج الثامن بالحرس الوطني الشيخ سلطان بن ماجد بن فهيد الشيباني رقبة المواطن شويمي بن محمد بن حمود الشيباني من حد السيف بعد صدور صك شرعي بقتله قصاصاً لقيامه بقتل المواطن محمد بن نايف بن حمود الشيباني إثر خلاف بينهما قبل عامين وذلك بقيام الأمير ومن معه بالشفاعة لدى أولياء الدم وطلب إعفاء القاتل.
فقد شهدت مدينة الخاصرة التابعة لمحافظة القويعية يوم الجمعة الماضية هذا الحدث التاريخي الذي ظلل المدينة بغيمة من الوفاء والكرم بعد تنازل أولياء الدم وهم أشقاء المقتول عبدالله وحزمي وفهد ووالدتهم عن حقهم الشرعي دون دية تقديراً لشفاعة الأمير خالد بن عبدالله والأمير فهد بن عبدالله وتم العفو في أجواء عطرت صباح يوم الجمعة الماضية بالفرحة التي عمت الجميع بإنقاذ حياة إنسان حكم عليه بالإعدام وإعادة الأمل إليه من جديد بالعيش وسط أهله في بادرة أثلجت الصدور وأبكت الأنفس من فرط الفرحة والابتهاج.
من جانبه شكر الأمير فهد بن عبدالله آل سعود أشقاء القتيل وتفضلهم بالعفو عن القاتل وكل من شارك في هذا العمل الإنساني الكبير يتقدمهم الأمير خالد بن عبدالله الذي كان له الدور الرئيسي وباسمه تحدث الأمير فهد بن عبدالله متمنياً سموه إشاعة هذه الروح لدى الجميع مؤكداً انها تعكس الأخلاق الإسلامية الرفيعة والقيم العربية الفاضلة وتنسجم مع مكانة هذه القبيلة وأفرادها الأوفياء خصوصاً من قاموا بالتنازل عن حقهم الشرعي في القصاص.
وقدم أمير قبيلة الشيابيين الشيخ سلطان بن ماجد بن فهيد الشيباني شكره وتقديره لصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله والأمير فهد بن عبدالله آل سعود - حفظهما الله- على سرعة تجاوبهما والسعي لإنقاذ رقبة القاتل من حد السيف. وأشاد الشيخ الشيباني بهذه الخطوة المباركة مقدراً الجهود التي بذلت لتكليلها بالنجاح المأمول.
وقال: نرجو ان تحل النزاعات التي تنشأ بين الأفراد والقبائل بهذه الروح الطيبة وهي طرق مشروعة لأنها تحمل قيماً نبيلة وترسي قواعد سامية للحفاظ على تماسك هذا المجتمع الفاضل، وتمنى ان تسود مثل هذه الروح الأخوية لدى كافة القبائل لحل كافة إشكالياتها بالتفكير والحوار وتغليب جانب العقل والحكمة، وأضاف ان هذا ليس بمستغرب من شعب يسير على القيم الإسلامية والعادات والتقاليد الفاضلة.
وقد انتشر هذا الخبر المفرح في كل القرى والهجر المجاورة وأشاع أجواء من الفرح والسعادة لدى كل من كان يعرف القضية وان المحكوم كان ينتظر فقد تنفيذ الحكم إلى أن هيأ الله له من عمل لإنقاذ حياته بفضل الله تعالى ثم بموقف ذوي القلوب الرحيمة وأهل العقل والرأي والحكمة الذين وضعوا حجراً جديداً في البناء الاجتماعي المتماسك الذي يقوم على الأخلاق الرفيعة والقيم السامية والعادات والتقاليد التي تعكس روح الإسلام وتعزز رسالته لحقن دماء البشرية.
ودعت لجنة الشفاعة (أمير قبيلة الشيابيين الأمير سلطان بن ماجد بن فهيد الشيباني وناصر بن بريك بن ثواب الشيباني وعبدالرحمن بن شباب بن ردعان العرم وشباب بن عبدالرحمن العرم) إلى إرساء قيمة التسامح وحقن دماء أبناء القبيلة وإشاعة روح الرحمة والمحبة بين الجميع.
وجاء العفو من أولياء القتيل بعد لحظات من التشاور وتغليب جانب الحكمة والرحمة وأعلنوا قبول الشفاعة ضاربين مثلاً أعلى للتسامح وإشاعة روح الأخوة ومنطق العقل وقدموا جزيل شكرهم وتقديرهم للأمير خالد بن عبدالله آل سعود والأمير فهد بن عبدالله آل سعود ومن معهما.
من جانب آخر تحدث ل(الجزيرة) أشقاء المقتول حيث استهل في البداية الشقيق الأكبر عبدالله حديثه بالحمد لله على قضاء الله وقدره وقال: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا } فأنا حقيقة كنت رافضا ومصرا على تنفيذ حكم الله حيث كان هناك شخص كثير التردد ويحاول ان أعفي عن القاتل وهذا الشخص هو ناصر بن بريك بن ثواب الشيباني والذي كان له دور كبير وخاصة على مدى (6) أشهر الماضية وكل مرة يكلمني أرفض وأطلب منه عدم الحديث في هذا الجانب.
وأضاف عبدالله الشيباني ان دور الجاه الذي قاده سمو الأمير خالد بن عبدالله والأمير فهد بن عبدالله كان له أبلغ الأثر حيث وصل إلى منزلنا الأمير فهد بن عبدالله وأمير الشيابيين وعدد من أهل الخير فلم نقدر على رفض طلبهم حيث غمرني جاه سموه فلم أستطع الرفض وقمت بالتشاور مع أشقائي ووالدتي مشيراً إلى ان القرار هو بيدي كوني الأكبر وأشقائي لا يعصون أمري ولكن الله قدر له الفرج وأعفينا لله دون المطالبة بالمال لأن شقيقي لا يقدر بأموال الدنيا وتمنى ان لا يحرم والده والقتيل من الأجر نظير التنازل.
وتحدث ل(الجزيرة) حزمي بن نايف الشيباني الذي قال: اننا نعلم ان قتل (شويمي) أو العفو عنه لن يرد شقيقنا وهذا أمر قدر الله له ان يحدث مشيراً إلى ان شقيقه عبدالله لما تحدث معه عن التنازل لم يكن عائقاً بل قال له ما تأمر به نحن موافقون وخاصة انه تدخل في الصلح رجال نعتز بهم هم الأمير خالد بن عبدالله والأمير فهد بن عبدالله آل سعود وأمير الشيابيين وعدد من أهل الخير ونشكرهم جميعاً على السعي الذي هدفه الأجر والثواب وهذا ديدن أهل الخير والرجال العظام ونشكر الجميع ونخص (الجزيرة) على مشاركتها هذا الحدث.
أما فهد بن نايف بن حمود فقال: أتمنى ان يعم أجره والدنا رحمه الله وكذلك نفس المقتول فنحن نعلم ان من عفا عن رقبة فله أجر عظيم وحقيقة الأمر كبير والتنازل أكبر ولكن الرجال الذين تدخلوا في الموضوع لهم قدر كبير في نفوسنا ووالدنا رحمه الله من اخويا الأمير خالد بن عبدالله فهو يمثل الأب لنا الآن مشيراً إلى انه قدر ضيافة الأمير فهد بن عبدالله ومن حضر معه لمنزلنا الكائن بالخاصرة وانهم قد حضروا أكثر من مرة بعدها أعطيناهم ماحضروا من أجله.
أما مهندس الصلح ناصر بن بريك بن ثواب الشيباني فقال: نحمد الله على قضائه وقدره فقد عملت منذ ما يقارب (6) أشهر لإقناع عبدالله شقيق المقتول وكان يتصف هذا الرجل بالحكمة والشجاعة وكثير من الناس تعمل حسابه وكان كل مرة يرفض طلبي ويطلب مني عدم التدخل وكل مرة أتجاهل كلامه وكانت ثقتي بالله كبيرة كما أنني أيضا كنت أكلم أشقاءه، ولكن فرج الله قريب والحمد لله أنهم تنازلوا.
|