* جازان - إبراهيم بكري:
تعرَّض أحد مواطني جازان إلى عملية ابتزاز غريبة أفضت إلى قتله. وتعود التفاصيل عندما تلقت أسرة المجني عليه اتصالاً من مجهول ذكر أنه اختطف ابنها الذي يعمل بالمباحث الإدارية مطالباً بفدية مالية مقابل إطلاق سراحه. ولكن الجاني، وهو أحد المقيمين في المملكة، قتل ضحيته قبل التوصل إلى نتائج للمفاوضات التي دارت بينه وبين أسرة القتيل.
عملية المفاوضات كانت تحت مراقبة الجهات الأمنية التي اكتشفت جثة المجني عليه أمس، وبعد التحري اتضح أن الجريمة تمَّت قبل يومين.
الجريمة كشفتها للجزيرة مصادرها الخاصة
بعد عمليات بحث وتحرعلى نطاق واسع داخل أحياء مدينة جيزان، خاصة حي الصفاء، من أجل البحث عن المواطن ماجد عبدالكريم زيلعي أحد منسوبي المباحث الإدارية بجازان الذي اختفى منذ يومين. أفراد عائلته حاولوا مراراً وتكراراً الاتصال على هاتفه الجوال، لكن فشلت كافة المحاولات. وبعد مرور أكثر من 46 ساعة ردَّ على الجوال شخص مجهول يتكلم بنبرة حادة قائلاً: ماجد ابنكم مخطوف، ولن يعود إلا بدفع مبلغ مالي قدره 40 ألف ريال. الخاطف كان يستخدم جوال المجني عليه مرسلاً منه العديد من الرسائل التهديدية بالقتل في حالة عدم توفير المبلغ في أسرع وقت محدد.
مصدر أمني كشف للجزيرة بأن الجهات الأمنية المعنية مساء أمس الأول تعقبت موقع البرج والشبكة التي تنطلق منها مكالمة الجاني، فتم تحديد الموقع ومربع العملية. عقب ذلك تواصلت عملية البحث والتحري في نفس الموقع بحي الصفاء. وبسبب معرفة لهجة الجاني تم تعقب كافة الوافدين بالحي، وبتوفيق من الله ثم الجهود الموفقة لرجال الأمن تم مشاهدة شخص دخل بوفيه أبو سيف وجلس على الكرسي يكتب رسائل بالجوال. عقب ذلك دخل مسؤول أمني رفيع المستوى بالزي المدني للبوفيه، وطلب من الجاني الجوال، فلم يرفض. وعند التفتيش في صندوق الرسائل الواردة وجدت رسائل خاصة بالمفاوضات لتكشف هوية الجاني الذي يدعى راجح أحمد مصطفى وزيري، مصري الجنسية، مهنته نجار تحت كفالة أحد المواطنين.
وأضاف نفس المصدر بأن الجاني لم يقاوم لحظة القبض عليه، منكراً معرفته بالجوال؛ حيث إنه يدعي أنه وجده في أحد الشوارع.
ولفت نفس المصدر بأن الجاني خلال عمليات التحقيق التي ما زالت مستمرة يحاول إنكار التهم الموجهة إليه، وكانت إجاباته مترددة وغامضة، تم من خلالها معرفة العديد من التفاصيل، والتي من أهمها موقع سيارة المجني عليه التي وجدت بنفس الحي الذي يسكن فيه الجاني.
وأشار المصدر الأمني بأنه تمت عمليات تمشيط لكافة المباني التي ما زالت تحت الإنشاء، وفي مخطط 5 بمدينة جازان انبعثت رائحة كريهة من عمارة ما زالت تحت الإنشاء، وعند دخولها وجدت جثة متعفنة مشوهة بطعنات في البطن وتهشم في الرأس.واصلت مصادر الجزيرة كشف تفاصيل أخرى بأنه عقب معرفة موقع الجثة تم تشكيل لجنة عاجلة بقيادة مسؤول أمني رفيع المستوى برتبة لواء وعدد من العمداء وعدد آخر من رجال الأمن من جهات أمنية مختلفة فور الوصول للموقع، تم رفع البصمات والتعرف على هوية المجني عليه المواطن ماجد عبدالكريم زيلعي الذي تم خطفه من قبل الجاني المصري منذ يومين.
وعلمت الجزيرة من مصادر موثوق بها بأن الجاني طعن المجني ثلاث طعنات بآلة حادة في منطقة البطن مع تهشيم الرأس بصخرة كبيرة من أجل إخفاء ملامح المجني عليه.ولفت نفس المصدر بأن الجاني المصري راجح أحمد مصطفى وزيري كان مقرراً موعد سفره اليوم إلى القاهرة من خلال تأشيرة خروج بدون عودة، وكان ينوي الحصول على المبلغ المالي قبل سفره.
الجدير ذكره أن الجاني غير متعاون في التحقيقات، ورفض إظهار أي معلومات لكي تكشف الأسباب الحقيقية خلف جريمة القتل الشنيعة التي هزت وفجعت أهالي جازان بفقدانها أحد أبنائها في ظروف غامضة.
|