Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
في القاموس المنحوس...!
د. فارس محمد الغزي

من أحدث ما دخل في قاموس شدو (للكلمات المكروهة) كلمة (انقلب) بكافة صيغها وتصريفاتها ومعانيها، وبالطبع وكما عودتكم شدو في مثل هذه الحال فهناك أسباب مقنعة جدا وراء ادراج مثل هذه الكلمة قي قاموس الكراهة الشدوي. وخشية الإطالة.. فلن أطيل في استعراض كافة هذه الأسباب غير أنه يكفي شدو عذرا لكراهية هذه الكلمة حقيقة بدء المسلسل التنازلي (لانقلاب) سواد شعر رأس صاحبها الى بياض الأمر الذي من جرائه بدأ صاحبها هذا يستفسر من هذا ويسأل ذاك عن أفضل أدوات (التمويه) وأمثل وسائل خداع الزمن أو بالأصح (أزين صبغ) لغرض اخفاء ما يخطط البياض على كشفه.
بل هل لديك الجرأة الكافية لأن ترتدي ثوبك (قَلْب) وتخرج الى الشارع أو العمل..؟ وما السبب في ذلك طالما أن ثوبك هو هو خارجه مثل داخله.. مجرد قطعة من القماش؟!... إذن السبب هو كلمة (القلب) هذه لا غير..!
كذلك ما رأيكم -حفظكم مقلب القلوب والأبصار- في وقع (قلْب الوجه) بعيدا عنكم.. وكم كرهتم تقلبكم ارقاً فوق أسرتكم؟ ومثل ذلك مضامين قولهم (كل ما زاد عن حده انقلب الى ضده): فكم تجرعتم مرارة كأس هذه الزيادة.. وشربتم نخب الانقلاب هذا؟ سواء أكان ذلك في زيادة الأكل فانقلاب موازين الوزن.. أو في زيادة السرعة فانقلاب السيارة.. أو في زيادة الكسل فانقلاب معدلات الكليسترول الى اللون الأحمر كناية عن الخطر المحدق بالقلب.. أو في زيادة تقلب المزاج فتقلص جرعات الحب الى درجة انقلابه الى كراهية قاتلة..؟!
وفي سياق الكراهية هذه لا أحد ينسى بالطبع كم هي مقيتة كلمة (انقلاب) في قاموس العرب النفسي - السياسي خصوصا في فترات الثورية المزيفة من الستينات وأخواتها تاريخيا، ومثل ذلك ما حدث في عصر الانترنت وقبله عصر الفضائيات من (انقلاب) للعديد من المفاهيم الأمر الذي بسببه نفقت.. أو ماتت العديد من المبادئ كما حدث مؤخرا على سبيل المثال حيث تم دفن العديد من المبادئ المنقلبة في مقبرة المفاهيم المقلوبة... أو (ستار أكاديمي).
ختاماً يكفي كلمتنا هذه كراهية قول العرب (قَلَبَ له ظهر المِجَن) واسمحوا لي في هذه اللحظة أن (أقلب) في صفحات القاموس لعلي أجد هذا المثل فأشرح لكم معناه.. وبكل صراحة لم أجد أي شيء حتى الآن رغم ان عيني قد (انقلب) لونهما احمرارا بسبب الاجهاد... لذا دعوني بس أجتهد (فأقلب) في أوراق الذاكرة البالية المنقلبة رأساً على عقب لأقول انني (أعتقد) أنه كناية عن الخيانة والخذلان... وسلامة قلوبكم من التقلب وأحوالكم من انقلاب الأحوال.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved