* غزة - د ب أ:
يعتبر الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية حماس من الشخصيات الإسلامية المهمة التي تحظى بخطاب سياسي إسلامي ساخن في معظم الأحيان. وقد اعتقل الشيخ ياسين الذي اعتاد أن يجلس على كرسيه المتحرك بسبب إصابته بإعاقة نصفية في السجون الإسرائيلية حتى عام سبعة وتسعين ولم يطلق سراحه إلا بجهود من العاهل الأردني الراحل الملك حسين كثمن مقابل إطلاق عملاء الموساد الذين ضبطوا في عمان أثناء محاولتهم الفاشلة لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.
وقد عكف الشيخ ياسين عقب إطلاق سراحه على إنقاذ الأنشطة الخيرية والتربوية للحركة والتي كانت قد أضيرت جراء حملة اعتقالات عام ستة وتسعين.
ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين عام 1938 في قرية الجورة - قضاء المجدل - أشكلون جنوبي قطاع غزة حيث لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948.
وقال المركز الفلسطيني المقرب من حماس إن الشيخ تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً.
وعمل الشيخ ياسين مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.
عمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة.
واعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية إسرائيلية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن.
أسّس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة في العام 1987.
داهمت قوات إسرائيلية منزله أواخر شهر آب - أغسطس 1988 وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان.
في عام 1989 قامت السلطات الإسرائيلية باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود الإسرائيليين ومستوطنيه واغتيال العملاء.
في 16/ 10 /1991 أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكماً بالسجن مدى الحياة مضافا إليه خمسة عشر عاماً بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام فإنه كان يعاني من أمراض عدة منها (فقدان البصر في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وأمراض والتهابات باطنية ومعوية.
وقد أدى سوء ظروف اعتقال الشيخ أحمد ياسين إلى تدهور حالته الصحية مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة وظلت صحة الشيخ تتدهور بسبب اعتقاله وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له.
في 13 /12 /1992 قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي إسرائيلي وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الإسرائيلية بينهم مرضى ومسنون ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات إسرائيلية من لبنان إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل مقتل أفراد المجموعة الفدائية في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس.
أفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1 /10 /1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين إسرائيليين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها خالد مشعل.
|