* غزة - رام الله - القدس المحتلة - العواصم - الوكالات:
بدا الأفق الفلسطيني أمس مشحوناً بأحداث جسام بعد جريمة إسرائيل فجر الاثنين التي اغتالت فيها مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، وعدداً من مرافقيه، وتوعدت الفصائل الفلسطينية بحرب مفتوحة ضد إسرائيل وقتل المئات من الصهاينة.
واستشهد الشيخ ياسين (67 عاماً) على كرسيه النقال لدى خروجه من مسجد في حي الصبرة في غزة الذي توجه إليه لأداء صلاة الفجر. وأطلقت مروحية إسرائيلية ثلاثة صواريخ عليه.
أوضحت المصادر أنه فيما كان حراسه يدخلونه سيارته أطلقت طائرة أباتشي إسرائيلية ثلاثة صواريخ على السيارة مما أدى إلى مقتله.
وذكرت مصادر طبية أن جثة الشيخ ياسين وجثث خمسة أشخاص آخرين وصلت إلى المستشفى بصورة متفحمة.
وأدت الغارة إلى استشهاد سبعة أشخاص آخرين وجرح 15 بينهم اثنان من أبناء الشيخ ياسين.
وقال الفتى (محمد نبيل الكيلاني 17 سنة) الذي أصيب جراء القصف ليونايتد برس انترناشونال (إن الشيخ ياسين كان على بعد 150 متر من المسجد عندما قُصف)، مشيراً إلى أن الطائرات أطلقت صاروخاً باتجاه الشيخ وبعد ذلك تجمّع عدد من المواطنين فأطلقوا صاروخين آخرين مما أوقع عدداً من الإصابات
وفور سماع خبر استشهاد الشيخ ياسين عبر مكبرات صوت المساجد والإذاعات المحلية في غزة تدفق الآلاف من الفلسطينيين إلى مكان الحادث ومستشفى الشفاء بالمدينة وسط مشاعر من الغضب حيث رددوا هتافات الوعيد والدعوة إلى الانتقام كان من بينها (الانتقام الانتقام يا كتائب القسام)، (بالروح بالدم نفديك يا ياسين) في وقت غطت فيه سحابة من الدخان سماء غزة نتيجة إشعال العديد من إطارات السيارات في الشوارع المختلفة.
وبعد ساعة على ذلك أكد الجيش الإسرائيلي في بيانٍ مسؤوليته عن عملية الاغتيال هذه في حين خرج عشرات الآلاف الفلسطينيين إلى الشوارع تعبيراً عن غضبهم.
وأوضح الجيش أنه فرض الإغلاق التام على الضفة الغربية وقطاع غزة وتم تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون أعطى شخصياً الضوء الأخضر لتصفية الشيخ ياسين وأشرف على الغارة.
وتوعدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان برد (فوري ومزلزل) معتبرة أن قرار اغتيال الشيخ ياسين يعني (قراراً بقتل مئات الصهاينة).
وأكدت أن المسلمين في العالم سيشاركون في (الرد) على الاغتيال وان حرباً مفتوحة بدأت ضد إسرائيل. وصدرت تصريحات استفزازية من إسرائيل بعد جريمة الفجر في غزة، وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم إن (الشيخ ياسين استحق الموت لكل الاعتداءات التي ارتكبتها حماس)، محذراً من أن (أي قيادي فلسطيني لا يتمتع بأي حصانة). ومع إعلان مقتل الشيخ ياسين توجه آلاف الفلسطينيين إلى منزل مرشد حركة حماس المتواضع في حي الصبرة في غزة. وأُحرقت مئات إطارات السيارات في الشوارع مما أدى إلى ارتفاع سحب كبيرة من الدخان الأسود. وتبث إذاعة (صوت فلسطين) الآيات القرآنية والأغاني الوطنية.
وفي واشنطن وجهت الإدارة الأمريكية نداءً إلى الهدوء. وخرج الآلاف من الفلسطينيين إلى شوارع غزة مع شيوع نبأ اغتيال ياسين مطالبين بالثأر وهم متجهون إلى مستشفى دار الشفاء التي نقل إليها وأخذ مئات من المسلحين في كل قطاع غزة يطلقون النار في الهواء في أجواء من الغليان والغضب العارم على العملية.
|