* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد الرماح:
أكد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن صراعات اللاعبين الكبار في الأمم المتحدة قد أعاقت مهمتها على المستوى السياسي في فترات متعددة خاصة أن بعض هؤلاء الكبار لا يريدون للمنظمة أن تعمل وفق أحد أهم الأسس التي ارتكزت عليها وهو مبدأ المساواة.
*****
وأضاف ماهر في كلمته بمؤتمر نموذج الأمم المتحدة الذي أقامته كلية العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس وهو المؤتمر الذي أهدته الجامعة لاسم نادية يونس المصرية التي راحت ضحية الانفجار الذي وقع بمكتب الأمم المتحدة في بغداد شهر أغسطس الماضي أضاف ماهر ان محاولات بعض القوى الكبرى لتجاوز أو تهميش دور الأمم المتحدة أو استخدامها كأداة طيعة لتنفيذ سياسات بعينها قد آلت إلى الفشل حيث اضطرت هذه القوى للعودة لطلب مساعدة الأمم المتحدة لما تتمتع به من مصداقية وقبول لدى شعوب العالم.
وقال ماهر إن لدى الأمم المتحدة الآن فرصة فريدة لاستعادة المكان والدور الذي سعى إليه مؤسسوها الأوائل مشيراً إلى أن أحدث تجسيد لذلك هو موضوع العراق خاصة بعد أن أوضح العراقيون انهم لا يثقون إلا في الأمم المتحدة لتنظيم الانتخابات وبعد أن لجأت القوى الكبرى مؤخراً للأمم المتحدة لمساعدتها فى هذا الموضوع بعد أن كانت تتصرف بشكل مستقل عن السلطة الدولية.
وقال وزير الخارجية إن الحديث عن أهمية دور الأمم المتحدة لا ينبغي حيث إنها تحتاج لإصلاحات سواء فيما يتعلق بعدد أعضاء مجلس الأمم أو بحق الفيتو أو كيفية تنفيذ قراراتها مشيراً إلى أنه رغم صعوبة هذه المهمة ورغم أنه قد لا يكتب لها النجاح بسهولة بسبب تمسك القوى الكبرى بما لديها من مزايا.
إلا أن ما يمكن أن ننجح فيه هو أن نؤكد من جديد إيماننا وثقتنا فى الأمم المتحدة سواء أن نجعلها من جديد أداة للسلام وللنوايا الحسنة ولتحقيق المبادئ السامية التي قام عليها ميثاق المنظمة عندما انبثقت من ويلات الحرب العالمية الثانية وأعرب وزير الخارجية عن اعتقاده بأن اللاعبين الكبار ربما يكونون قد أدركوا أخيراً أن الأمم المتحدة هي ضرورة وأنه لا يمكنهم العمل بدونها طول الوقت.
وأشار ماهر إلى سلسلة القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة بخصوص النزاع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين كنموذج على قصور آليات تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وقال ماهر إن هذه القرارات لا تنفذ لأن من يمكنهم الضغط لتنفيذها لا يفعلون ذلك.
وشدد ماهر في هذا الخصوص على أن هذه القرارات الخاصة بفلسطين لم ولن تمت فهي تعبير عن ضمير شعوب العالم وليس بمقدور أحد أن يلغي وجودها فهي في ذاكرة الجميع وأضاف أنه من المؤكد أن هذه القرارات سوف تسود في نهاية المطاف لأنها تمثل الحكمة والأمل في السلام والأمن والتنمية للجميع ولأنها تؤكد الحاجة لانسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية.
وأكد ماهر أنه انطلاقاً من هذه الحقائق فإنه إذا كانت إسرائيل تريد السلام والأمن فعليها إدراك أنه لا يمكنها تحقيقه فى نفس الوقت الذي تحتفظ فيه بوجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة لأنه من المستحيل إلغاء حق شعب فلسطين في نيل استقلاله ، وقال ماهر إن ما نراه كل يوم من ممارسات إسرائيلية وهجمات بالطائرات وعمليات اغتيال وهدم للمنازل لن تفلح في إبعاد الفلسطينيين عن وطنهم.
| 
