الفوضى واقع إنساني يقف على النقيض من صيغ النظام والانضباط الممكنة.. وهي وبفعل التطور الذي لحق بها - شأنها شأن أي كائن حي ينمو- أصبحت متطورة متحولة بل لك أن تقول عنها إنها أصبحت ظاهرة.
وتتجسد ظاهرة الفوضى بأشكال وتتم وفق فضاء للتداخل والصخب والنزوات والذاتيات والنرجسيات التي قد تغذي مثل هذا الشعور بضرورة أن تكون هناك فوضى من أجل أن يعرف النظام ويسود الانضباط.. ولنا أن نتصور هذه الظاهرة بنظرة معينة قد تكون عن الأطفال مثلاً أو في مرحلة عمرية ما وهي نظرة ممكنة ومتوقعة لأن الحياة لا تخلو من هذه الأمور، فبالأضداد تعرف الأشياء، كما يقول الحكماء.. لكن أن تصبح الفوضى تنظيماً ينظر إليها بإعجاب فهو عين الخطأ وأساس المشكلة.
وأخطر مافي الفوضى هو قوة تأثيرها وسهولة ممارستها لأنها تكشف نوازع الإنسان ورغباته في الاحتجاج والخروج من دائرة النظام الذي قد يضرب حوله وقد تسيء هذه الظاهرة وتسبب الأذى وتصادر الحقوق، لكن أخطرها هو مادفعنا للحديث عنها هو أن تكون هذه الظاهؤة مقبولة لدى البعض.
كنا لا نعرف من الفوضى إلا هذا الوجه المؤذي حتى جاء من يقول بادعاء ويشير خطلاً إلى واقعية ظاهرة(فوضى الفنان)، لتراه وقد أثار المكان صخباً وشوه حياته وحياة من حوله بحجة فوضى محمودة لأنها تصدر من فلان.. ذلك الفنان.. أبو آذان..!!.
|