Monday 22nd March,200411498العددالأثنين 1 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من العيادة الإلكترونية من العيادة الإلكترونية
د. محمد طه شمسي باشا(*)

العنف ضد الأطفال
يبلغ ابني من العمر 7 سنوات وهو يتعرض للضرب المبرح من قبل والده وبشكل شبه يومي تقريباً، الى درجة ظهور كدمات زرقاء على جسمه من شدة الضرب، علماً أنه توجد بعض المشاكل العائلية بيني وبين زوجي، ارجو المساعدة في حل المشكلة.. وجزاكم الله خيراً.
أم فهد - الرياض
- إن علاقة الطفل بأبويه هي علاقة مقدسة يملؤها الحب والحنان، وهذه العلاقة الطيبة هي سر من اسرار الله تعالى في خلقه، وربما هي السر في استمرارية الحياة، ولكن في ظروف معينة ونتيجة لمشاكل معينة في شخصية الأب أو الأم، كأن يكون ذا طابع إجرامي أو يحب ايقاع الأذى بالآخرين أو يكون سريع الغضب والانفعال، او فاشلا اجتماعياً في تكوين اصدقاء أو أحباب ولا يدين بالولاء لاحد، ويعيش ببرود عاطفي مع زوجته وأولاده، أو ان يكون مصاباً بالاكتئاب والفصام، او يكون قد تعرض للضرب والعنف في صغره عندما كان طفلاً، كما لو كان يعز عليه ألا يكرر المأساة نفسها مع اولاده، كل ذلك يمكن أن يؤدي الى سوء معاملة الطفل، وتظهر هذه المعاملة في اهمال الطفل في مرضه وأكله ونظافته وتعليمه، وقد يتعدى ذلك الى ايذاء الطفل جسدياً أو نفسياً او جنسياً، انها صورة الوحش الكاسر أمام مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة، مستسلما لما يحدث له بكثير من الأسي والحزن، ويغلب ان يظهر العنف على شكل نوبات غالباً ما تتلو فقْدَ العمل او الطلاق او مشاكل اجتماعية متكررة بين الأبوين، كما لو كان كبش فداء لا بد ان يدفع الثمن تجاه هذه المشاكل كلها، وبمعنى آخر ان هذا الطفل هو نتاج اسرة يسودها برود العاطفة والجفاء، ولكن من جانب آخر يمكن أن يكون للطفل دور في هذا العنف، كأن يكون كثير الحركة، قليل الانتباه، ذا ميول عدوانية، أو أن يكون طفلاً لزوجة أب، والعنف أنواع، فمنه ما يكون جسديا أو نفسيا أو جنسيا، فالعنف الجسدي يكون بالضرب الى درجة إلحاق الضرر والأذى الجسمي، وما يؤدي اليه من القلق والانطوائية وحب العزلة والاحساس بانتقاص الذات، وأحياناً حب الانتقام عند الطفل، وأما العنف النفسي فيحدث باهمال الطفل ولفظه الى درجة لا تسمح له بالنمو الطبيعي، او انه ينجم عن تفضيل طفل على بقية اخوته، فيؤدي الى الشعور بالكآبة والاحباط، وأما العنف الجنسي فإنه يعني تعرض الطفل لأي صورة من صور الاتصال الجنسي، سواء بموافقته او بدونها، وغالباً ما يكون الجاني هو شخص معروف جداً للطفل او احد أقرب المقربين للطفل، ومن تبعات هذا الاعتداء القلق والخوف والاكتئاب والسلوك الجنسي غير السوي عند البلوغ.
- يتوجه العلاج الى الطفل باعتباره الضحية بتوجيه الرعاية الطبية الكاملة الجسمية والنفسية، بالاضافة الى الحجز بالمستشفى بعيداً عن الأسرة مصدر الأذى الجسدي والنفسي الى حين تهيئة ظروف نفسية أفضل للوالدين، كما يتوجه العلاج الى الأبوين باعتبار ان غالبية الأسباب تعود الى اسرة مريضة واستشارة طبيب نفسي في كل حالة، بالاضافة الى مقابلة الأم وزيادة على حدة ومحاولة علاج المشاكل النفسية في حال وجودها، ويعتبر اصلاح الاب والام وزيادة الوازع الديني والاخلاقي هو افضل الحلول، واخيرا فاننا نقول للآباء: اعينوا اولادكم على بركم عند الكبر، فالطفل المضطهد هو في أحيان كثيرة ابن عاق، وسوف يكيل لأبيه ما كال له بالأمس، ولا تعقوا أولادكم قبل ان يعقوكم، هدانا الله وإياكم الى الالتزام بتعاليم الدين الحنيف.

(*)المشرف على خدمة طبيب على الإنترنت


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved