عندما يرى الأمير عبد الرحمن بن سعود أن رياضة الجزيرة تهاجم إدارة النصر، ومثله وفي نفس اليوم يؤكِّد الأمير عبد الله بن مساعد على أن إدارته واجهت هجوماً من الصحيفة ذاتها.. فهذا مؤشر إيجابي يسجَّل للجزيرة وليس ضدها، وإثبات صريح ودليل أكيد على سلامة توجهاتها واستقلالية آرائها ونزاهة مواقفها.. وخصوصاً إذا ما علمنا أن بعض الإداريين يصفون النقد الصحافي والرأي الآخر بالهجوم والتجني تمشياً مع نظرية (إن لم تمدحني فأنت ضدي)..!!
هنا يتم النقد والتعامل والتحاور صحافياً مع الأعمال والمخرجات الناتجة عن مجلس الإدارة وليس النادي، كما أننا لا نختلف مع الإداري أو المدرب أو اللاعب أو غيرهم بصفتهم الشخصية وإنما حسب موقعهم الرسمي ونتيجة لانجازاتهم.. تماماً مثلما تفرض علينا أعمالهم الإيجابية الصحيحة الإشادة بهم وإبراز دورهم وروعة إسهاماتهم.
معظم الإداريين في الأندية بحاجة إلى شيء من التقبُّل والاحترام وحسن الظن بما تطرحه الصحافة من آراء وانتقادات واعتبارها خطوة مهمة وضرورية لتصحيح الأخطاء وتعديل المسارات وليس العكس..!!
المعاناة الكبرى
يخطئ من يظن أن معاناة أنديتنا تنحصر فقط في الجانب المادي، ويخطئ أكثر من يجهل أو يتجاهل دور وأهمية إدارة النادي في النجاح أو الفشل لمجرد اختزال المعاناة وتحديد المشاكل كلها بإمكانية توفّر الدعم المادي أو عدمه، فعلى الرغم من أنه عامل مهم وحيوي إلا أن عدم توفّره لا يعني ولا يبرر ارتكاب المزيد من الأخطاء الإدارية حتى في القضايا والقرارات والتصرفات التي لا علاقة لها بالهاجس المادي.
لدينا أمثلة عديدة في مستوى التعاقدات وطريقة اختيار اللاعبين والمدربين، لم تكن المادة وحدها سبباً في سوء أو حسن اختيار اللاعب أو المدرب؛ بدليل أن نادياً مثل الطائي لا يملك قيمة سداد فاتورة كهرباء مقره البائس استطاع أن يختار ويتعاقد مع المدرب الفذ أحمد العجلاني والمهاجم المتميز مودي نجاي، في الوقت الذي أنفقت فيه أندية كثيرة عشرات الملايين على صفقات خاسرة؛ مما يدل على أن العلة ليست مادية وأن العبرة ليست في كمية الإنفاق وإنما في كيفيته..!!
الأسوأ من هذا أن تكريس وترويج المعاناة المادية وجعلها الشماعة المناسبة لتبرير كل الإخفاقات من الأسباب التي أدت إلى تنامي المشكلات وتعقيدها وعدم الاهتمام بمعالجتها بما في ذلك البسيطة والتي يمكن حلها بيسر وسهولة ودون أن تكلِّف النادي ريالاً واحداً..!
أبو وفاء!
بعيداً عن النجاحات والمنجزات الكروية التي تحققت على يديه لعدد غير قليل من الفرق السعودية فقد تألق المدرب التونسي الشهير أحمد العجلاني وبرع وأبدع في تجسيد أسمى معاني الوفاء والشهامة كإنسان كريم نبيل قبل أن يكون مدرباً لامعاً تتسابق نحوه وتخطب وده أعتى الفرق داخل المملكة وخارجها.
رجل ضحى بمئات الآلاف من الدولارات ومختلف الإغراءات واتخذ قراراً بطولياً نادراً ورفض تدريب النصر حباً وتقديراً واحتراماً لجماهير الطائي لم ينس في غمرة الإشادات وزحمة الأضواء صديقه المشجع البسيط والبريء خالد عبد الواحد الذي دائماً ما يذكره العجلاني بالخير ويثني عليه ويتفاعل معه ويقدره بأسلوب فريد لم يقم به أحد قبله لدرجة أن العجلاني وبعد انتهاء لقاء الخليج اختاره من بين الإداريين وأعضاء الشرف والجماهير في الملعب ليقدِّم له التهنئة بالفوز وضمان البقاء في مشهد مؤثِّر وفي مبادرة إنسانية لا يجيدها أحد سواه..!!
كثيرة هي الملامح الإنسانية لشخصية المدرب أحمد العجلاني، وأكيد أنها السر الأكبر لنجاحه وتوفيقه من خالقه.. أما نحن فلا يسعنا نيابة عن محبيه الكثر وباسم التثمين والإنصاف لمبادئه الخيِّرة، بل واجب علينا أن نبادل (أبو وفاء) ولو بقليل من كثير مما يستحقه.
الخيرة خفية!
مع مرور الزمن وعبر المزيد من المواقف بحلوها ومرِّها، وبعد أن اكتسبت من الخبرات والتجارب ما يكفي لفهم الواقع والوقائع ظاهرها وباطنها.. ها هي الوجوه والأشياء والممارسات تبدو أمامي واضحة تماماً بأدق تفاصيلها وملامحها وألوانها الحقيقية..!!
الآن ومع اتساع مساحة الود والصدق والوفاء والاحترام بيني والكثيرين هنا وهناك في أرجاء الوطن الكبير فإنني في المقابل اكتشفت أن هنالك من لا يدركون معنى تكون معهم طيباً وصادقاً ومخلصاً لأنهم ببساطة يصرون على تحليل أفكارك وتفسير آرائك بطريقة مشوَّهة ومغلوطة كي تتفق مع قناعاتهم وأهدافهم الاستباقية، يتركون الحقائق والشواهد الماثلة أمامهم للانقياد خلف أوهام وتأويلات وأحياناً اتهامات باطلة تثبت عجزهم وعدم قدرتهم على الاعتراف بأخطائهم أو على الأقل محاولة إقناعنا والآخرين بصحة وسلامة ومنطقية مواقفهم..!!
مثل هؤلاء -وهم قلة-، لست نادماً على أنني كنت معهم فيما مضى وفياً ونقياً ومتسامحاً بقدر ما أشفقت عليهم لأنهم ضحية استسلامهم لغرائزهم وانفعالاتهم وحساباتهم الخاطئة، سامحهم الله وهداهم إلى طريق الحق والصواب لإنقاذهم من إيذاء أنفسهم قبل غيرهم.. وصدق من قال:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
غرغرة
* إذا ما استمر أداء منتخبنا الأولمبي بمثل ما كان عليه أمام العراق، فإن تأهله لأولمبياد أثينا سيكون أشبه بالمستحيل..!
* مقولة (الحكم بلا ضمير) أخطر وأسوأ ما قيل في الرياضة والملاعب السعودية..!
* على الرغم من نظامية ومثالية مفاوضات الهلال للعجلاني، إلا أنه ليس مطلوباً أو متوقعاً فيما بعد من إدارة الطائي أن تتحمس هكذا ببساطة وتعلن بلا مناسبة عن شكرها وتقديرها وإعجابها بإدارة الهلال..!
* لا يردع التجاوزات المشينة إلا الضرب بيد من حديد..!
* حينما تتنافس عشرة فرق وفي المراحل الحاسمة على عدم الهبوط، فهذا يعني أن دوري الدرجة الأولى (ما عندك أحد)..!
|