سعادة رئيس التحرير خالد المالك تحية طيبة
اطلعت على تعقيب الأخ زيد حمود السليمان بعدد الجزيرة (11485) في 18-1-1425 والمنشور بصفحة عزيزتي ولقد دهشت لهذا التعقيب والذي غلب عليه الطابع الإنشائي منتهجاً أسلوبا دفاعيا وتظليليا محاولا تشويه الحقائق وقلب الواقع رأساً على عقب دونما إبراز الأدلة الدامغة تؤكد صحة تعقيبه وبما أن صدر الجزيرة يتسع للجميع وقلب عزيزتي ينبض بحب الآخرين آمل أن تتاح لي فرصة التعقيب لإيضاح ما يلي:
- من المتعارف عليه أن التعقيب يكون من المعقب عليه إلا إذا كنت مفوضا أو موظفاً ومسؤولاً للعلاقات العامة في مكتب الأخ العزيز/ عيسى الحليان!!.
وقد اتضح لي كما اتضح لغيري ممن هاتفوني أن الهدف من التعقيب ليس لتصحيح معلومة أو إيضاح صورة أو توصيل حقيقة لي أولا ولأبناء المنطقة ثانياً ولكن لهدف في نفس يعقوب بدليل قوله (وإن كنت لم أطلع على ذلك الحوار ويقصد حوار -الحليان- لأنه كما يعتقد لا يعنيه أمره). فيما سبحان الله أصبح تعقيب الرابح يعنيك ويثيرك لأنه قال الحقيقة الموثقة بينما حوار الحليان لايثيرك ولا يعنيك وأصبحت تمارس دور الفزعة والنخوة . ولماذا لم تلتزم جانب المحايدة وتطلع على ذلك الحوار حتى تكون على بينة من أمرك لتصدر حكما عادلا لا حكما جائراً عليّ دونما دليل.
لقد حاولت أن تطمس الحقائق وتقلب الواقع بقولك (إن جميع الضروريات التي تكفل للإنسان العيش الكريم متوفرة بحائل) فيبدو أنك تعيش في بحبوحة من العيش وأنك من أهل الثراء والمال ولايهمك إلا نفسك!!.
ثم تحدثت عن الواقع الصحي بحائل وألقيت باللائمة على أهالي المنطقة لأنهم لم يلتزموا بالحكمة المشهورة (الوقاية خير من العلاج) ويفهم من كلامك أن معضلاتنا الصحية ومشاكلنا المرضية التي نعاني منها هي بسبب إهمال الأهالي وليس بسبب قلة المستشفيات وأوضاعها المزرية ولكن والله لم تقل الحقيقة وسوف تسأل عن هذه الكلمة أمام الله. وسوف أدحض ادعاءاتك بالأدلة التالية:
أ- في حوار شيق وصريح مع معالي وزير الصحة نشرته الجزيرة بعددها (11479) في 12- 1-1425 قال بنص العبارة المنقولة كما نشرت (أهالي الشمالي يدفعون أكثر من مليار ريال لمستشفيات خارج المملكة سنوياً ) فهل هذا ناتج من الترف والثراء الذي يتمتع به أهالي الشمال وحائل على وجه الخصوص يا أخ زيد؟!.
ب- وفي حوار مماثل مع مدير الشؤون الصحية بحائل د/سليمان المزيني نشرته إحدى الصحف قال بصريح العبارة وبالخط العريض: (نعاني من نقص الأسرة والأطباء).
ج- وضع الكاتب المشهور الأستاذ القدير/ فهد العريفي النقاط على الحروف بحوار مطول شمل عدة حلقات مع جريدة عكاظ ففي عددها (13693) في 2-1-1425 وجه له هذا السؤال: أنت متهم بالإقليمية! فقال (الاتهام سمعته ورددت عليه وقلت لهم حين سأل سائل إحدى الأعرابيات: من أحب أبنائك إليك؟ قالت: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والغائب حتى يعود وحائل مريضة بمرض اسمه (الطرق) فطريق حائل القصيم يموت فيه كل أسبوع عدد من البشر.... وحائل المنطقة مريضة بالتعليم الجامعي ومريضة بالمجال الصحي و.... الخ وعندما تشفى من هذه العلل القديمة فسوف أتوقف عن الكتابة عنها وأعتقد أن صاحب السمو الملكي الأمير/ سعود بن عبدالمحسن سيحقق لها مطالبها ويكون الشفاء على يديه إن شاء الله) انتهى كلامه. لقد قال الحقيقة ولم يأرب أو يدلس الحقيقة كما فعلتها يا أخ زيد أنت وعضو الهيئة. أما قولك أن وزير المياه جاء إلى حائل كزيارة تفقدية وليس لمشكلة المياه فأنت واهم أو تتوهم فمشكلتها تناولتها الصحف بعدما ظهرت أمراض تؤكد تلوثها وعدم صلاحيتها للسقيا ولتأكيد القول فأن زيارة الوزير لم يسبقها إعلان مسبق ولم تصحبها ملاحق صحيفة كما اعتدناها. وإذا كنت تسكن حي الجامعيين وتنعم بالمياه المحلاة فاعلم أن هناك من يبحثون عن الماء ويدفعون من جيوبهم وذكرت أن حائل تضم بين جنباتها (كلية المعلمين والمجتمع والتقنية وليس بالضروري أن تستوعب كل أبنائها وليس هناك مانع من أن يذهبوا إلى المناطق الأخرى) أقول إذا كانت هذه طموحاتك فهذا سبب تأخرنا فهناك محافظات سبقتنا في هذا المجال والدولة أيدها الله تحرص على استقرار أبنائها ولمّ شملهم وأبناء حائل عانوا كثيرا من الترحال إلى المناطق الأخرى من أجل الدراسة والبعض استقر في تلك المدن نظرا لتوفر مقومات الحياة فيها وهذه من الأسباب التي أدت إلى تضخم المدن الكبرى بالسكان ولتأكيد حقيقة المعاناة فقد نشرت الجزيرة بعددها الصادر (11464) في 26-12-1424بقلم المحرر عبدالعزيز العيادة دراسة أعدها أحد الباحثين في الشؤون الاجتماعية بقوله (إن أكثر الأمهات اللائي لديهن معاناة من جراء فقد وابتعاد أبنائهن عنهن يوجد في منطقة حائل كأعلى نسبة بين مناطق المملكة ووزعت النسبة بـ 70% يمثلون فئة الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في مناطق المملكة ونسبة 20% ممن لم يجد فرصة عمل بالمنطقة ووجدها في مناطق أخرى ونسبة 9% ممن قدمت لهم اغراءات وفرص عمل أفضل في مناطق أخرى واستقر منهم 1% لفئات وظروف مختلفة منها المرضى وغيرهم). لقد اتهمتني بالأنانية وهوى النفس فإذا كنت تقصد هوى حب حائل فقد صدقت فكيف لا أهواها وأحبها وإذا كنت تقصد الهوى الذي جرك لهذا التعقيب فإنني أترفع عن ذلك ولم أركبه يوما من الأيام. فمنذ ما يزيد عن خمس سنوات نشأت بيني وبين الجزيرة علاقة وثيقة سخرت قلمي لأكتب كثيراً عن قضايا حائل تناولت الشأن الصحي بنوع من المناشدة والمطالبة والنقد عشرات المرات وكتبت عن الطرق والبلديات وأوضحت حجم المعاناة وآمال الأهالي بوجود جامعة تطرقت لمشكلة المياه ومعاناة جميع سكانها بما لا يقل عن العشرات. فلماذا لم يتحرك قلمك وأنت تمتلك هذا الأسلوب الجميل؟ ولماذا لم تصحح أخطائي ومعلوماتي منذ سنوات؟ ولماذا تركتني حبيس الهوى والأنانية؟ فأقول بارك الله بالموضوع الذي جعلني أقرأ لك ولأول مرة تكتب بالصحف!. وقبل الختام أقول إن تعقيبك لم يكن لمصلحة عامة تنشدها أو معلومة تصححها ولكن جرتك مصلحة خاصة تنشدها وهوى الفزعة والنخوة لعضو الهيئة بتذليل قولك إنك لم تقرأ حوار الحليان ولايعنيك حواره وقولك إنك تتفق تماما مع ما قاله الحليان وأنت أصلا لم تعرف ماذا قال الحليان؟. فقاتل الله الهوى. وسيبقى الحق أبلج والباطل لجلجاً.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل |