أيها الغافل الذي غرته الدنيا بزينتها وزخرفها، وشهواتها وملذاتها، ألا تعلم بأنها متاع زائل وأنك عنها لا محالة راحل؟ فلماذا تغتر بها؟! ولماذا جعلتها همك ومقامك الأول؟!!
تلهث وتركض وراء ملذاتها وشهواتها وكأنك سوف تعمر فيها، نسيت ربك وعقابه، وجميل ثوابه لمن خافه وأطاعه، أطعت شيطانك وقرناء السوء من اخوانك وأصحابك، فابتعدت عن ربك ومات قلبك، حتى أصبحت تائهاً في دنياك مغروراً بما أعطاك سيدك ومولاك، غافلا عن مصيرك ومأواك كأنك لن تموت وكأن هادم اللذات ليس قريباً منك، يقول الشاعر:
يا من بدنياه اشتغل
وغرّه طول الأمل
الموت يأتي فجأة
والقبر صندوق العمل |
تأمل الآمال، وتسعى الى صعود قمم الجبال، وكأنك سوف تعيش السنين الطوال، متناسياً يوم المآل، يوم الحشر والعرض على شديد المحال يقول الشاعر:
المرء يأمل أن يعيش
وطول عيش قد يضره
تفنى بشاشته
ويبقى بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام
حتى لا يرى شيئا يسرّه |
متى تفوق من غفلتك وتصحو من رقادك؟ متى تعود إلى خالقك، تطيعه ولا تعصيه، وتقود نفسك الى ما يرضيه، إن الموت قريب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أقرب الى أحدنا من شراك نعليه؟ فلماذا التمادي والغفلة، والبعد عن الله؟!! فهل من توبة قبل الممات، قبل يوم الحسرة والآهات؟ إني مؤمل ذلك وراجيه، يقول الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد |
أسأل الله عزوجل بمنّه وكرمه وفضله واحساسه أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها، وأن يرزقنا جميعا توبة قبل الممات، وأن يغفر لنا ولوالدينا.
|