نحمد الله سبحانه وتعالى ونثني عليه, ونشكره على عظيم نعمه, ونصلي ونسلم على عبده ورسوله محمد بن عبدالله, وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين وبعد.
فإن خطب المسلمين جلل ومصابهم فادح في شيخنا الشيخ إبراهيم بن عبيد العبدالمحسن العبيد من أهالي بريدة القصيم.
فقد قال ربنا عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} وقال تبارك وتعالى: {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقّ} وقال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقّ} وقال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ {34} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }..
وإننا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. فحقه على اخوانه المسلمين الدعاء بالمغفرة والرحمة وألا يكله الله الى عمله طرفة عين فإن الإنسان إذا وكل عمله الى قوته وكل الى ضعف وعجز فإن فقد العلماء لمصيبة عظيمة ورزية كبيرة لأن العلماء هم ورثة الأنبياء.
وفقد عالم من العلماء يعني فقد من حاز جزءاً من ميراث النبوة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من العلماء ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
قال الشاعر:
لعمرك ماالرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص
يموت بموته خلق كثير |
ولد الشيخ - رحمه الله - في 15 جمادى الآخرة من عام 1334هـ, ونشأ في طلب العلم, أما مشايخه الذين أخذ عنهم العلم فهم:
1- الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم.
2- الشيخ عمر بن محمد بن سليم.
3- الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم العبادي - رحمهم الله -.
وقد راودوه على القضاء مراراً فأبى.
أما مؤلفاته فمنها:
1- كتاب عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان.
2- رسالة في تحريم تبرج النساء.
3- رسالة في وجوب الطاعة ولزوم الجماعة.
توفي الشيخ يوم السبت الموافق 8-1-1425ه وصلى عليه في جامع الونيان ببريدة بعد صلاة المغرب وحضر الجنازة جمع كثير من المسلمين.
وأتقدم بأحر التعازي الى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والى هيئة كبار العلماء وطلبة العلم وإلى أبناء الفقيد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِِنَّا إِلَيْهِِ رَاجِعُونْ).
|