حقيقة لمحة من لمحات العتاب استرقت من سماء الخاطر لتكتب لكم شيئا مما يحدق بلغتنا من مخاطر!! عبر صفحات الرأي والعزيزة.. حقيقة تتملكني الدهشة ويستهويني العجب وأجدني أتساءل.. وبحرقة: لماذا نتململ إذا ما وّجِّهنا الى خطأ ما سواء كان لغوياً أو جانباً آخر من جوانب الكتابة.. نحن مطالبون بأن نحمي لغتنا من سطوة أقلام العابثين والمتنطعين.. لذا أقول لنفسي أولاً ولقرائي الأعزاء:
(لا تتململوا ولا تكترثوا إذا ما عن لكلماتكم أخطاء لغوية واستنجدتها أقلام غيورة على لغتنا وساعدتكم على توجيهها.. فماهم والله إلا مسخرين لحماية لغة القرآن.. هم بمنزلة من هم على الثغور من المسلمين.. وبورك من كان همه الحفاظ على لغتنا.. ولا زلت أؤكد وأطالب بالمنافحة عن هذه اللغة.. وأسخر نفسي وقلمي وأوظفهما خادمين للغتنا العربية الفصيحة.. فإن ارتأيتم أن أواصل مشواري لحمايتها فذلك لغيرتكم عليها وإن عدتم لا تستمرئوها فاعذروني فإنما هي صناعة تسري كما الدماء في عروقنا.. فتحملوا كلماتنا واشاراتنا اللغوية على سطوركم الرائعة الحالمة بسفر الابداع والتجدد!
حسبنا ما يصك أسماعنا صبح مساء من أخطاء لا حصر لها.. أما كفانا تغلغل السوء في كل شيء.
لذا اسمحوا لي أن أصرخ بصرختي الشعرية.. والتي صرخ بها شاعر لا يحضرني اسمه.. ولأقول:
كل شيء قد ساء يارب حتى
أصبح اللحم لا يروق الكلابا
اللغة قوة نفتخر بها نحن المسلمين.. وبها تثبت شخصيتنا واستقلاليتنا وبها تكون رؤوسنا مرفوعة.. أفلا تعلمون أن أعداءنا يصوِّبون اليها سلاحهم.. فوالله ان اقتلعوها من ألسنتنا سهل عليهم قلب جوانب حياتنا وتدميرها فمتى نعي ذلك؟ ومتى ينهض متثاقلو اللغة ومتأففو تصحيحها؟ أوهل نصيب المهملين المتثاقلين.. الخسران المبين؟ لا.. لا أظن ذلك البتة بل لا أظنهم سيرضون بذلك ولكنهم سيفيقون من غفلتهم ويدركون حتمية حمايتها والنهوض بها واليها ونجدتها وسيستشعر ذلك كل معلم ومرب يُحسّ بثقلها أمانة على عاتقه.. فهل يا ترى سنعنى بها كتابة وقراءة وتخاطباً وانشاء.. في كل جوانب حياتنا.. آمل ذلك.
ص.ب 25 ، الرمز 51931 |