أكثر التظاهرات قوةً وزخماً ضد الحرب خرجت في الدول التي تشارك في التحالف الذي شن الحرب على العراق ما يعكس الأثر الكبير الذي تركته الحرب على مجتمعات تلك الدول وبالذات من جهة فقدان أعداد من أبنائها في أتون المحرقة التي يزداد لهيبها يوماً بعد الآخر.
في هذه الأجواء الرافضة للحرب التي اجتاحت العالم من أقصاه إلى أقصاه في الذكرى الأولى لغزو العراق، يجدد الحكام الجدد لإسبانيا عزمهم على سحب قواتهم من العراق إذا لم تؤول مسؤولية الأوضاع في العراق إلى الأمم المتحدة..
لقد أتاحت فرصة الذكرى الأولى للحرب رؤية مدى المعارضة الواسعة النطاق لهذه الحرب، التي يحتاج السياسيون والمخططون في الدول المشاركة في التحالف إلى الكثير من الحصافة لتقرير الخطوة التالية التي ينبغي عملها لإنقاذ جنودهم من هذه المحرقة والاستجابة لنداءات شعوبهم بالعودة إلى قواعدهم أو العمل تحت مظلة الأمم المتحدة.
وتغذي ممارسات الاحتلال في العراق موجة العنف المستشرية في كل أنحاء البلاد، وهناك حساسية عراقية خاصة تجاه الطريقة التي قد تؤثر بها قوات الاحتلال في تحديد مستقبل بلادهم وتدخلها في خياراتهم أو محاولة تعديل تلك الخيارات لتصب أكثر في مصلحة دول الاحتلال أكثر من المصلحة العراقية..
هذا التعارض في الآمال والطموحات يفجّر النزاعات ويقود إلى أعمال العنف، هذا فضلاً عن الطريقة التي تعالج بها قوات الاحتلال المشاكل اليومية، وبالذات ما يتصل بالجانب الأمني، حيث يتم اقتحام المنازل بأسلوب وطريقة استفزازية وإخضاع الناس لعمليات تفتيش بطريقة قسرية، هذا فضلاً عن القتل العشوائي الذي يطلق موجات من الانتقام لتظل دائرة العنف في الدوران.
|