Monday 22nd March,200411498العددالأثنين 1 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
شهاب الحرب..!! ( 7 )
عبدالفتاح أبو مدين

في ص (60)، يسمى الكاتب الإصلاحات التي نهض بها الحجاج، - انقلاباً -، وأنا أسميها إنجازات، وما قام به وأعوانه الذين اختارهم، فهو دورهم، وإذا لم يفعلوا ذلك، كيف تُحسب لهم إنجازاتهم في الفتوحات والقيادة والحكم، وهي أعمال متكاملة، وإلا عُدّ نقصاً في موازينهم..!! ورأيت أن الكاتب، في ص (61)، لم يشرح لقارئه وهو يقدم قضايا تاريخية، وهو يتحدث عن الطالبيين وأمور أخرى تحتاج إلى بيان..!
في ص (61) يرفض الكاتب أقاويل قيلت عن الحجاج، ويقول إن أسانيدها ضعيفة، وهل لي أن أسأل كاتبنا: أين الأحاديث التي أسانيدها قوية فيما قرأ وقدم لقارئه؟ أما النفي وحده فليس خطاباً مُجزياً ومُقنعاً .! وإذا كان ما قيل هراء لا سند له ولا دليل، فهو أشبه بسخرية وكلام تلوكه الألسنة.. وكنت أود أن يعلن الكاتب رأيه وموقفه بجانب ما ينفي ويرفض، غير أنه لم يفعل، لأنه لا يملك أدلة ولن يملكها..!
ولعل الأستاذ هزاع يدرك أن الإسرائيليات قد غزت تفسير الكتاب العزيز، ونجد تفاسير بعيدة كل البعد عن الإسلام وجوهره، إذ إن الدس والتلفيق والافتراء وأقاويل الرواة كثيرة جداً في تراثنا.. ولذلك ينبغي ألا نقطع برأي في الأمور التاريخية، ولكن نقول: يُروى، وقال الرواة، حيث يظل الكثير من الأمور التاريخية عائماً لا حجة فيه ولا دليلاً شافياً عليه.. ونردد كما قال المؤرخون: (لا توجد كلمة أخيرة في التاريخ)..!!
ونصل إلى خطب الحجاج ورسائله، ويصادفنا خطبته في أهل مكة بعد مقتل ابن الزبير، حيث ذكر الحجاج أن ابن الزبير: كان من خيار هذه الأمة حتى رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها الخ). ورأيت أن التفسير الذي قدمه الكاتب في حصار أهل مكة، حيث ذكر الحجاج أن (ابن الزبير قد - ألحد - والتصق بالبيت الحرام، أي استحلّ حرمته بتحصّنه في الكعبة)، وعندي أن هذا التفسير اصطناعي لا يعوّل عليه ولا قيمة له..!
وأريد أن أسأل كاتبنا ما رأيه في خطبة الحجاج لدى قدومه على الكوفة!؟ وإذا عدنا إلى الوراء، إلى وقعة الجمل، وحرب علي ومعاوية، ورفع المصاحف على الرؤوس أو الرماح من قبل جيش معاوية، وقصة التحكيم، وما وقع فيه من خداع عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري.. ماذا نسمّي كل ذلك؟ يشير الكاتب إلى قول المؤرخين إن عمرو بن العاص خدع أبا موسى الأشعري: فيقول الأستاذ هزاع بكل بساطة: (وهذا غير صحيح)، وأنا أسأله: وما دليلك يا أستاذ هزاع؟ لكن لو كان عنده دليل لساقه إلينا..!! ثم إن أبا موسى الأشعري لا يملك خلع الاثنين علي ومعاوية كما قلت أنت إنه خلعهما اجتهاداً في (88)، واغتنم ابن العاص الفرصة بما مارسه أبو موسى من خلعه لصاحبه الذي اختاره، لأنه لا يملك خلع الاثنين معا، فنصَّب معاوية..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved