حين تخرج المرأة للعمل.. يُفترض أن تتشكَّل شخصيتها مستقلة معتدة برأيها.. متبنية لقناعاتها هي.. وآرائها هي.. ومن المستفز جداً أن تظل بعض الموظفات غير قادرات على الفكاك من آراء الزوج وتدخلاته في تفصيلات أعمالهن وهن في محيطهن المستقل..
ولا جناح على بعض الموظفات إن هن استشرن أزواجهن أو أي قريب أو بعيد يملك خبرة ما قد تفيدهن في أعمالهن أو تمنحهن القدرة الأكثر على اتخاذ قرار مناسب..
لكن المتوقَّع بعد ذلك أن تتبنى هي الفكرة أو الرأي إذا اقتنعت به.. فتقول إنني أرى ذلك.. أو أرفض ذلك.. بمعنى أن تكون هي المعبِّرة عن الرأي طالما هي اقتنعت به.. وأن تواجه الناس بما هي اقتنعت به وليس ما أُملي عليها!!
لكن وجود بعض الموظفات جسداً في مكان العمل بينما يحضر أزواجهن بأرواحهم الخفيِّة ترفرف في كل مكان حولهن..
فتظهر أكثر ما تظهر ويعلو صوتها.. (أرواح الأزواج) في الاجتماعات..
فتستمع إلى عبارات مثل..
زوجي رفض آخذ هذا المنهج..
و(زوجي حلف علي ما أراقب في اللجنة) وزوجي يرفض.. وزوجي يوافق..
قلت للموظفات يوماً.. ساخرة.. لامزة:
ما رأيكن أن اجتمع بأزواجكن بدلاً عنكن وأتفق معهم على خطة أعمالكن!!؟
ومن بعدها كثير منهن امتنعن تماماً عن ذكر الزوج!!
أما بعضهن فلا فكاك من الروح المرفرفة.. ولو كانت حباً لكنت أول المباركين.. فسطوة الحب ترغمك على تقدير (الظروف)!!
لكنها لم تك كذلك على ما يبدو!!
** كنت ذات يوم مديرة مدرسة وأفاجأ في الصباح باتصالات الأزواج وليس الموظفات..
يستأذنون.. يطلبون تحويلاً طبياً.. يأخذون إجازة اضطرارية..
بل يناقشون في جداول زوجاتهم..
اتخذت تدبيراً موحَّداً ومختصراً لا يُنظر لأي اتصال إذا لم يكن من الزوجة عفواً الموظفة ذاتها.. إلا في الحالات الدقيقة جداً.. على أثر ذلك اختفت الكثير من الاتصالات.
وذات صباح اتصل زوج موظفة يخبر بمرض أطفاله وجلوس زوجته معهم.. كنت شاكة في أني رأيتها هذا الصباح.. فتحت سجل الحضور كان توقيعها واضحاً جليّاً.. ذهبت لمكتبها بهدوء.. فوجدتها مشرقةً تضج بالعطور تلمِّع شفتيها وتؤكِّد لونهما الأحمر.. توحي لك بعذوبة الحياة وتنسيك كل فيروسات العالم وأنين البشر..
** كانا مساءً قد اتفقا على السيناريو.. لكن كلام الليل قد يمحوه النهار أحياناً..!
فقد غيَّرت رأيها وحضرت.. والزوج حافظ للسيناريو ومتقيد به تماماً..!
** الغريب أن تخرج علينا كاتبات ويعلن: زوجي رفض وزوجي وافق!! ولا فكاك من ضعف النساء!!
| 
