Monday 22nd March,200411498العددالأثنين 1 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مآسي الشباب مآسي الشباب
المقدم علي حسن الزهراني

تعتبر مشكلة الحوادث وما يترتب عليها من زيادة في عدد الوفيات والإصابات وما يتبعها من أضرار متعددة ومتنوعة من أكبر المشاكل العالمية.
وللمملكة العربية السعودية نصيب كبير من هذه المآسي بسبب الحوادث المرورية التي فتكت بعدد من الشباب السعودي ممن تتراوح أعمارهم بين 18-40 سنة، كما تشير إلى ذلك التقارير الإحصائية للإدارة العامة للمرور المتعلقة بالحوادث المرورية، والتي قد نستنتج من بياناتها أن هناك متوفًّى بمعدل كل ساعتين نتيجة الحوادث المرورية. فتلك الأرقام الكبيرة نتيجة حتمية للمخالفات المرورية، وما لا شك فيه أن هذه الحوادث يترتب عليها خسائر اجتماعية واقتصادية كبيرة قد تضاهي الخسائر التي تخسرها بعض الدول في حروبها.
ويبدو أن السبق الحضاري والوعي المروري والدراسات والبحوث العلمية التي أُجريت للحد من هذه المشكلة حققت نجاحاً ملموساً، وأصبحت المملكة على مستوى كبير من الوعي في التعامل مع هذه الآلة الخطرة مقارنة بالأعوام السابقة.
ومن خلال هذه المشكلة (مشكلة ازدياد الحوادث المرورية بالمملكة) والتي قامت الإدارة العامة للمرور بجهود حثيثة في إعداد الدراسات والأبحاث الميدانية والعلمية عن تلك الظاهرة لمحاولة الحد من هذا الخطر القادم الذي يذهب ضحيته أعداد كبيرة من البشر، خاصة صغار السن، مما يكون له الأثر الكبير على الدولة والأفراد؛ حيث اتضح أن أكثر المرتكبين للمخالفات المرورية التي تسبب في وقوع الحوادث المرورية هم من فئة الشباب.
فالدور المهم هنا هو دور ومساهمة جميع وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها مدعومة بجميع الأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة للعمل على التوعية والتعليم، وكذلك على التوجيه والإرشاد لاتباع الأسس السليمة في قيادة السيارات والتعامل مع الطريق ومستخدمي الطريق بشكل آمن. وذلك إلى جانب الحملات الإعلامية المرورية التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور والتي قد تستهدف جميع المستويات الثقافية والعمرية والجنسية بالأسلوب الذي يتناسب مع المراحل العمرية، مع الأخذ بالاعتبار أن الرسائل الموجهة لكبار السن تختلف عن الرسالة الموجهة لصغار السن، وكذلك الرسالة الموجهة للمثقفين تختلف عن الرسالة الموجهة لغير المتعلمين، حتى في طريقة تعميمها أو بثها أو تقديمها.
بتكاتف الجهود وبتضافرها سيصل الجميع بإذن الله لإيصال الرسائل المناسبة في الأسلوب والإعداد والإخراج لتنفيذها ولإيجاد الحلول المناسبة لها، ليأتي بعد ذلك دور التقييم لما له من أهمية بالغة؛ لأنه يعطي الدليل القاطع على ما أمكن تحقيقه من أهداف، بمعنى أن التقويم يدرس آثار البرامج والأنشطة التي قدمتها هذه الحملة الإعلامية أو غيرها، كما أنه يحلل النتائج التي تسعى إليها الإدارة العامة للمرور لتحقيقها بإذن الله تعالى.
نعم أيها الإخوة... لقد أصبحت الحوادث المرورية تشكل ظاهرة لا تخلو منها الدول، ويجب علينا جميعاً أن نتعاون مع الإدارة العامة للمرور لرصد جوانب هذه الظاهرة من خلال العديد من الأنشطة للتعرف على أبعادها، ومن ثَمَّ التوصل إلى أنسب الأساليب لمعالجتها؛ حفاظاً على آلاف المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزائرين الذين يفدون لللأراضي المقدسة سنوياً.
ولا ننسى التوجيهات المستمرة من سمو وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لمنسوبي الأمن العام ولرجال الإدارة العامة للمرور المخلصين الذين يساهمون بفعالية للحد من الحوادث المرورية في بلادنا، والتي فتكت بالعديد من أبناء مجتمعنا، والحد من تلك المآسي، فضلاً عما تسببه من عجز لآلاف آخرين، بجانب ما تلحقه من أضرار على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في وطننا العزيز.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved