* صنعاء (مكتب الجزيرة) - عبد المنعم الجابري - واس:
اختتم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية زيارة للجمهورية اليمنية دامت عدة ساعات سلّم خلالها رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيزآل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين اليمنيين تناولت العلاقات السعودية اليمنية وتطورات الأحداث في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل إن القيادتين السياسيتين في المملكة واليمن حرصتا على السير في طريق الوفاق والاتفاق والتضامن ليس على مستوى العلاقات الثنائية فحسب وانما في كل مايتعلق باصلاح الوضع والجسد العربي.
وقال سمو وزير الخارجية في كلمة ألقاها في جلسة المباحثات التي عقدها بصنعاء أمس مع نضيره اليمني الدكتور ابو بكر القربي إن علينا واجب النهوض بالعلاقات الثنائية لتنمو في الحدود القصوى وليس الدنيا وان طموحنا يجب ان لايكون محدداً بالحد الادنى كما تعودنا.. مشيراً الى ان المسؤولين في المملكة حريصون على الانطلاق بهذه العلاقات ولايساورهم شك في الوصول الى مايصبو اليه الشعبان الشقيقان.
ولفت سمو الأمير سعود الفيصل النظر الى الافكار والمشروعات المطروحة للإصلاح التي تنطوي على اتهامات واضحة للعرب شعوباً وحكومات بأنهم لايعرفون قضاياهم فما بالك بحلها موضحاً ان أصحاب هذه المشروعات يتجاهلون ان شعوبنا العربية تملك حضارات ضاربة في أعماق التاريخ ويجهلون اننا قادرين على معالجة قضايانا والوقوف على ماتريده شعوبنا.
وقال سموه هناك في كثير من الاحيان كلمة حق تطلق ويراد بها باطل ومن هذه الكلمات الدعوة لاصلاح أوضاعنا العربية لتواكب العصر وكأننا وطوال هذه السنوات لم نقم بشيء من ذلك وننتظر التوجيه من الخارج فقط. واضاف ان العالم العربي قاسى الكثير من الاستعمار وماخلّفه من مشكلات وقضايا أعاقت مسيرة النمو السياسي والاقتصادي العربي وان الصحوه التي تنتظر العالم العربي اليوم تأتي برغم هذه المشكلات الموروثة وليس نتيجة دفع خارجي.
واكد سمو الأمير سعود الفيصل ان المساعدة التي ينتظرها العرب تتركز في قضيتين أساسيتين الاولى حل القضية الفلسطينية سلمياً وان يكون للشرعية الدولية دور في ذلك الى جانب الدول المؤثرة في المنطقة.
والقضية الثانية ايجاد شراكة اقتصادية حقيقية تقوم على فتح الاسواق وتدفق الاستثمارات بما يحقق المصالح المشتركة وفيما عدا ذلك فإن الشعوب العربية وبحمد الله تعي مصالحها وتقدر واجباتها وتعرف حقوقها.
واستطرد قائلاً: ان الحكومات العربية مستمرة في سعيها لايجاد أسس الاصلاح الذى يفيد ويبني ولايهدم وبالوتيرة التي تحفظ المصلحة والالفة والوحدة الوطنية في كل بلد لان كل بلد أدرى باحتياجاته واحتياجات مواطنيه مؤكدا ان هذه الصورة يجب ان تكون واضحة في أذهان الاصدقاء وغير الاصدقاء خارج الامة العربية لانها واضحة في ذهن كل عربي في منطقتنا.
ولفت الى ان اقرار وثيقة اصلاح الوضع العربي من قبل الدول العربية تأكيد آخر على السير في طريق بناء علاقات عربية-عربية قوية ومتماسكة مؤكدا ان الجميع على استعداد للتعاون مع كل من يريد ان يسهم في النهوض بالوضع العربي وفي المجالات المشار اليها وفي ظل سيادة أوطاننا وقدراتها كما اننا لن نساوم ولن نقبل بالتدخل.
ودعا سمو الاميرسعود الى المزيد من تنسيق المواقف العربية في مختلف المحافل خاصة القمة العربية القادمة مؤكداً ان اليمن والمملكة ستظلان في خدمة العروبة والاسلام كما كانتا دوما.
من جهته قال وزير الخارجية اليمني : إن زيارة سمو وزير الخارجية السعودي تأتي والمملكة واليمن والعالم العربي يعيشون مخاضا حقيقيا لاعادة صياغة العلاقات العربية العربية وان اليمن والمملكة على ثقة من انهما تدركان مسؤوليتهما القومية والاسلامية في مواجهة التحديات التي تجابه الامة في مجالات التنمية بكل جوانبها كما جاء في تقريرالامم حول التنمية الانسانية في الوطن العربي.
من جهته أكد دولة رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال ان هناك تحديات أمنية وسياسية تواجهها اليمن والمملكة العربية السعودية في إطار الحرب على الإرهاب . وقال دولة الرئيس في معرض رده على أسئلة الصحفييين عقب اجتماعه أمس بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل إن هذه التحديات تعد محط بحث في إطار الأسرة الكبيرة والعريضة في الجزيرة العربية وعلى وجه الخصوص الأسرة اليمنية والسعودية.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل قد وصل الى صنعاء في وقت سابق من أمس. وأكد سمو وزير الخارجية في تصريح صحفي بعيد وصوله ان المحادثات في صنعاء ستتطرق لوثيقة اصلاح الوضع العربي التي اقرها المؤتمر الاخير لوزراء الخارجية العرب بالاضافة لقضايا أخرى. ونفى سمو وزير الخارجية في سياق حديثه وجود حاجز حدودي بين البلدين مشيرا الى ان هناك لجانا مشتركة تنظر القضايا التي تهم الامن الحدودي للبلدين وان عملها يسير بصورة حسنة.
| 
