Monday 22nd March,200411498العددالأثنين 1 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين الطالب والطبيبة ورجل المرور والقهوجي بين الطالب والطبيبة ورجل المرور والقهوجي
إجماع العراقيين على بقاء الحال على ما كانت عليه قبل صدام

  * بغداد - رويترز:
عندما غزت قوات التحالف العراق بقيادة الولايات المتحدة منذ عام للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين تسلم رجل المرور العراقي سعد مدثر بندقية من طراز ايه. كيه -47 من رئيسه ليدافع بها عن العاصمة بغداد ضد اي اسلحة متطورة يستخدمها الامريكيون. وقال مدثر البالغ من العمر 30 عاما: سلمني خوذة وبندقية كلاشينكوف وامرني ان اقف في الشارع للحراسة.
واضاف: وعندما سمعت ان الامريكيين قد باتوا على مشارف بغداد تركت بندقيتي وخوذتي في الشارع وعدت ادراجي الى البيت.
وفي الذكرى السنوية الاولى للغزو يقول كثير من العراقيين ان حياتهم قد تطورت الآن بعد التخلص من الرئيس المخلوع صدام. الا ان آخرين يشكون من ان العام المنصرم الذي ابتلوا خلاله بسلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات العشوائية والانفلات الامني تركهم وقد استبد بهم الخوف والقلق. ويقول مدثر ان الحرب قد جاءت بتغييرات ايجابية. وقال :الحياة افضل الآن. ولدي دخل افضل وسلمنا الامريكيون زيا جديدا. الا ان هناك مشكلة تتمثل في ان الناس لا يلتزمون بقواعد المرور كما كانوا في السابق.
ويؤكد قادة امريكيون ان الحرب أثرت بصورة ايجابية على معظم العراقيين كما ان الاطاحة بصدام بددت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة. وتشير التقديرات الى ان ما بين 8500 الى 10400 مدني عراقي قد قتلوا منذ بدء الحرب. اما نهاد سعيد وهي طبيبة عراقية عمرها 36 عاما وأم لثلاثة ابناء فتقول ان الرعب تملكها اثر سقوط الصواريخ الامريكية على وسط بغداد في 20 مارس اذار من العام الماضي بعد دخول القوات الغازية الى العاصمة.
وقالت كنت مع اطفالي وزوجي نقبع في غرفة صغيرة. كنا نحاول ان نهدىء من روع الصغار الا انهم عندما كانوا يسمعون اصوات الانفجارات يشرعون في الصراخ.
واضافت: كانت اسوأ تجربة في حياتي. وبعد مرور عام على هذه الاحداث لم تشعر قط بالامان. قالت كنا نتعشم ان نخرج بعراق جديد من الحرب ولكن كل ما خرجنا به ليس الا الدمار النهب والفوضى.
ومضت تقول: وبعد عام من الآن قولوا لي ماذا سيفعل الامريكيون ياترى. ويقول محمد سالم وهو طالب عمره 23 عاما انه يبغض صدام الا انه يكره كذلك حالة الانفلات الامني التي اعقبت الحرب. وقال: عندما سمعت اول انفجارات شعرت بسعادة ممزوجة بخوف. كنت سعيدا لانني كنت اتوقع رحيل صدام بعد الحرب. . لكن القلق كان يساورني بسبب التفجيرات وما سوف يحدث لنا عندما يحتل الامريكيون مدننا.
ومضى يقول: وبعد مرور عام ما زلنا نتطلع بقلق الى ما سوف يحدث لنا في المستقبل. هناك قنابل وانفجارات في كل مكان. لا ننعم بالامن. اما مزين هاشم وهو صاحب مقهى عمره 28 عاما فيقول انه اعتاد هذه الغارات الجوية حتى قبل الحرب على العراق. وقال: الحياة الآن محفوفة بمخاطر اكبر الا انني لا أكترث بالامر مادام الطاغية (صدام) قد ولى. الآن يمكننا ان نتنقل دونما خوف من الشرطة السرية. يمكني الذهاب الى ضريح الامام الحسين بلا وجل كما اعرف ان ابنائي سينعمون بمستقبل افضل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved