Monday 22nd March,200411498العددالأثنين 1 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سفن أمريكية نقلت إلى البصرة قطعاً من أسلحة الدمار الشامل لتستخدمها كمبرر لشن الحرب سفن أمريكية نقلت إلى البصرة قطعاً من أسلحة الدمار الشامل لتستخدمها كمبرر لشن الحرب

* بغداد - د. حميد عبد الله:
قالت مصادر في وزارة النقل العراقية إن سفن شحن أمريكية نقلت إلى ميناء أم قصر في البصرة خلال الأيام الماضية قطعا وأجزاء تدخل في صناعة الصواريخ بعيدة المدى وأخرى تدخل في صناعة الأسلحة الكيماوية والنووية والجرثومية.
وقالت المصادر إن القوات الأمريكية نقلت هذه المعدات أثناء مراسم احتفالات العراقيين في يوم عاشوراء وما رافقها من تطورات وأحداث دامية جعلت العملية تمر دون أن تلفت الأنظار إليها مستغلة الضجة الإعلامية التي رافقت التوقيع على الدستور المؤقت بما يوفر غطاء كافيا لهذه العملية المريبة والخطيرة.
وأفادت المصادر أن القوات الأمريكية بالتنسيق والتعاون مع القوات البريطانية المتواجدة في جنوب العراق بذلت جهودا مكثفة للتستر على هذه العملية وعدم الكشف عنها والتي تزامنت مع أجواء عاشوراء والتوقيع على الدستور المؤقت مشيرة إلى أن تفريغ السفن الكبيرة المحملة بأجزاء من أسلحة الدمار الشامل قد تم في ساعة متأخرة من الليل بعد أن اتخذت قوات الأمن الأمريكية والبريطانية إجراءات مشددة حول الميناء.
وأوضحت المصادر أن الأمريكان حرصوا أن تنقل هذه المعدات في سفن شحن متوسطة الحجم لكي لا تثير الشكوك حولها أما الأسلحة التي نقلت على متنها فيعود تاريخ صنعها إلى عقدي الثمانينات والتسعينات بعضها من منشأ أمريكي، وهي عينة من أسلحة الدمار الشامل التي اشتراها صدام من الولايات المتحدة والتي أعلن المفتشون أن النظام العراقي السابق قام بتدميرها، لافتة إلى أن قسما من هذه الأسلحة والمعدات قد تم نقلها بواسطة شاحنات كبيرة إلى مكان مجهول في ضواحي مدينة البصرة تحت جنح الظلام ومعظمها مصنوع في دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق والتي حصلت عليها الولايات المتحدة عبر طرق استخبارية مختلفة من بينها احتجاز السفن والمعاملات التسليحية في السوق السوداء.
من جهة أخرى رفض المسؤولون الحكوميون في مدينة البصرة التعليق على هذا الأمر مبررين ذلك بالقول إنه شأن يخص قوات التحالف أما المسؤول الأمني في قوات الائتلاف شين ولف فقد أكد عدم علمه فيما إذا كانت معدات من هذا النوع قد نقلت إلى العراق أم لا؟.
تجدر الإشارة إلى أن نقل هذه الأسلحة جاء متزامنا مع الحملة الإعلامية التي بدأ يشنها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون غربيون حول عدم مشروعية الحرب على العراق بسبب عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت الولايات المتحدة قد اعتبرتها السبب الرئيس وراء غزوها للعراق فضلا عن ذلك فإن عدم العثور على هذه الأسلحة بات يهدد المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي جورج بوش حيث أخذ منافسه الديمقراطي جون كيري يستخدم عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية ورقة لإسقاط غريمه الأمر الذي دفع إدارة بوش للتفتيش جديا عن طوافة نجاة تنقذها من الوضع الحرج الذي تمر به خاصة وان أحد أهم حلفاء بوش في الحرب على العراق قد أطيح به في إسبانيا مما جعل يوش قاب قوسين أو أدنى مغادرة البيت الأبيض.
وكان كبير مفتشي الأمم المتحدة هانز بليكس قد أعلن مؤخرا أن تقارير المخابرات الأمريكية والبريطانية بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية زائفة ولا أساس لها من الصحة الأمر الذي دفع بعض أعضاء مجلس الحكم أن يصفوا بليكس بأنه صدامي.
من جانب آخر نفى العالم العراقي المعروف ب(أبو القنبلة الذرية العراقية) جعفر ضياء جعفر نفى أن يكون العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.
وقال جعفر في بيروت مؤخرا إن العراق قد دمر جميع موجوداته من أسلحة الدمار الشامل عام 1998 ولم يعاود إنتاجها موضحا أن العراق لم يمتلك يوما السلاح النووي وأن واشنطن استخدمت هذا السلاح كذريعة واهية ومهلهلة لغزو العراق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved