* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
ذكر مصدر إخباري إسرائيلي، مساء يوم الجمعة الماضي نقلا عن جهات وصفها بالمطلعة في البيت الأبيض، أنه تم إبلاغ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون بقرار الإدارة الأمريكية إلغاء الدعوة التي وجهت لشارون لزيارة الولايات المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري..
ويرجع المصدر أسباب إلغاء اللقاء إلى عاملين، اثنين هما:
الأول: الانطباع الذي تشكل في البيت الأبيض حول خطة شارون لفك الارتباط من طرف واحد في ضوء عدم تمكنه، حتى الآن، من تأمين إجماع حولها في المجلس الوزاري والأوساط العسكرية الإسرائيلية، وما تثيره من جدل لم تتضح معالم نهايته..
الثاني: الالتباس القانوني، غير المريح، حول مستقبل شارون في ضوء التحقيقات الجنائية ذات الطابع الدولي التي يخضع لها وأفراد من أسرته والتي لا يستبعد أن تنتهي بتقديم لائحة اتهام ضده..
وكانت مصادر مقربة من مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، قالت مؤخرا: يسعى شارون إلى التشاور مع وزراء حكومته قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، حيث سيطلع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، على تفاصيل الخطة..
ويقول الوزراء الإسرائيليون المعارضون لخطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة: السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الانعكاسات التي ستترتب على الانسحاب الإسرائيلي؟.. نحن لا نعتقد أنها ستؤدي إلى تفوق إسرائيل سياسياً أو أمنياً..
في المقابل يقول المؤيدون لخطة الانفصال والانسحاب من غزة: إنه بسبب التفكير في مصلحة إسرائيل، سنضطر إلى التنازل عن مناطق لم نعتقد في السابق أننا سنضطر إلى التنازل عنها.. وفي هذا السياق، تبدي مصادر في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية اقتناعها التام بأن الوزراء الذين يميلون إلى رفض الخطة سيؤيدونها في نهاية الأمر.. كونهم سيضطرون، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى تأييدها، لأن رئيس الحكومة سيتخذ في إطارها خطوة سياسية تاريخية.. وباستثناء أشخاص فرادى، لا يمكن لأحد أن يبقى في الخلف..
وتقدر مصادر في ديوان شارون أن الثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة مقابل انسحابها الأحادي الجانب من قطاع غزة سيحسم الموضوع، حيث تأمل الأوساط المقربة من شارون في أن يعترف مستشارو الرئيس الأمريكي بحق إسرائيل في دخول قطاع غزة لدى مطاردة القنابل الموقوتة (مصطلح تطلقه إسرائيل على رجال المقاومة)؛ كذلك تأمل الأوساط المقربة من شارون أن تقوم الولايات المتحدة بتليين موقفها المعارض لمسار الجدار الفاصل، الذي يتسبب بموبقات ومآسٍ إنسانية للفلسطينيين، وكذلك اعتراف واشنطن بضرورة تعزيز تواجد الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية.. وكان الكنيست الإسرائيلي أقرّ بفارق صوت واحد، مساء (الاثنين)، الموافق 15-3-2004، البيان الذي أدلى به رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، بشأن خطة الانفصال.. وصوت (46 عضو كنيست) إلى جانب البيان، فيما عارضه (45 عضوا).. وفي هذا السياق، قدرت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي، أن الانسحاب من قطاع غزة، في إطار ما يسمى خطة فك الارتباط، سينتهي بعد عام ونصف العام فقط..
|