(لبن) هذا الاسم ليس لمنتج غذائي ولا لشركة انتاج زراعي وإنما اسم لواحد من أكبر أحياء العاصمة الرياض يمتد لأكثر من عشرين كيلو متراً تحت مسمى واحد دون أن تشتق منه ولو أسماء (زبادي أو قشطة) أو أي اسم آخر قد توضح أجزاءه وتسهل عملية الوصول إلى أطرافه المتباعدة وكأن الأسماء ترشحت أو انتهت.
وإلى جانبه يقع حي آخر أكبر مساحة وأكثر سكاناً تحت مسمى (العريجاء) مصغرة وربما استكثروا عليه اسم (عرجاء) كاملة وهو المسمى الحديث والمطور للمسمى السابق (الدخل المحدود).
في مقابل ذلك تنعم أحياء أخرى في العاصمة الرياض وهي الأحياء الأكثر حظوة حتى في المسميات بأسماء من قبيل النفل والورود والمروج والربيع واشبيلية وغرناطة والحمراء وربما مستقبلاً (الحلوة والدلوعة وحبيبة ماما) وكل ما هو لطيف ورقيق وكل مربع أو مخطط له اسم أجمل من سابقه.
وما دامت المسميات لا تكلف شيئاً فإن سكان أحياء غرب وجنوب العاصمة بدءاً من (غبيراء!!) وانتهاء بالعريجاء ولبن والمصانع قد تخلوا عن مطالباتهم بتحسين مستوى الطرق والإنارة وانشاء الانفاق والمستشفيات وتقديم الخدمات البلدية من نظافة ورش مبيدات أسوة بغيرهم إلى المطالبة بمساواتهم مع الآخرين في المسميات فقط حتى لايقعوا في مطب (الكذب) عندما يُسأل أحدهم عن مكان سكنه أو مدرسته فيقول بالقرب من الحي الدبلوماسي بدلاً من (لبن) أو في آخر البديعة تحاشياً لمسمى الدخل المحدود وهكذا مع بقية الأسماء المحرجة.
|