مضى من الوقت ما أعتبره مبرراً لإغفالي كتابة وصف لمباراة منتخب المنطقة الوسطى مع الفريق المصري - الاسماعيلي- ذلك لأن الفترة الماضية التي جاءت بعد المباراة استفادت منها الصحف اليومية بنشر أوسع التفاصيل عن المباراة الأمر الذي يجعل وصف المباراة مملا فيما لو تصرفت صحيفة أسبوعية بأخذ منحى الصحف اليومية خاصة في مثل هذه المباراة التي أشبعتها الصحافة اليومية بالكثير من النقد وبأوسع التفاصيل وصفا، لذلك استحسنت فكرة نشر انطباعاتي عن العشرة أيام التي قضاها الاسماعيلي بالمملكة مركزاً بصفة خاصة على المهم منها.
** سأبدأ بالكتابة عن مباراة الوسطى مع الاسماعيلي لأشد بإعجاب على أفراد المنتخب لظهورهم في مستوى جيد ومقاسمتهم للفريق الضيف أكثر فترات المباراة هجوماً وتخطيطا للهجوم وأجد من واجبي أن أحيي المنتخب والفريق على الروح الرياضية العالية والأخلاق الرفيعة التي تمتعوا بها طيلة المباراة مما أضفى على المباراة جواً أخوياً ووديا رائعين، ولا أنسى وأنا أتحدث عن هذه المباراة أن أوجه لوما قاسيا إلى مدرب المنتخب السيد خيري الذي كان مع الأسف مشغولا بالتغيير في مراكز اللاعبين وإعطاء الجميع فرص أداء هذه المباراة بينما كان مركز الحراسة أحق من البداية بالتغيير لفشل العلام وضعف مستواه بالنسبة لما ألفناه في مستويات حراس فرق المنطقة الوسطى ولعل الأخ الخيري معي أن الأهداف الثلاثة التي ولجت مرماه قد وصل مثلها إلى الحارس المصري ولم يتحقق لها الدخول بمعنى أن الفريق المصري لم يهزمنا وإنما الحارس هو الذي أوقعنا بالهزيمة ولا أعتقد أن السيد المدرب قد فات عليه أن هناك ثلاثة أهداف أنقذها نادر ومرشد من حلق المرمى بينما كان العلام تاركا مكانه لتقديره الخاطئ لمكانه الصحيح ومثل هذه الأهداف لو تحققت مع الثلاثة التي عانقت الشباك والثلاثة الأخرى التي أنقذتها العارضة لكانت مصيبة وفضيحة لا تنسى خاصة وأن المنتخب قد لعب مباراة كبيرة أدى فيها الجميع طاقات كبيرة من الحركة والحماس والنشاط مما اعتبره مؤلما أن يخرج مهزوما بأهداف ميتة سببها الحارس العلام وإن كنت لا أعفي عيد الصغير من مسؤولية الهدف الثاني وخط الدفاع. بكامله من مسؤولية الهدف الأول لكن أخطاء هؤلاء تعتبر كبيرة فيما لو كانت هناك أدنى محاولة من الحارس لصد أي من هذه الأهداف أما أن ينفرد المهاجم المصري ويظل الحارس قابعا في مكانه مستسلما لهدف جديد فهذا يثير في نفوسنا الألم لاسيما وهناك حارس احتياطي كان الأولى أن نجربه بعد أن تعبت الحالة النفسية للعلام وبعد أن ثبت لنا أنه لم يصد كرة صحيحة طيلة المباراة بينما جاءت أكثر من كرة ميتة كهدف صحيح للضيوف.
هذه النقطة شغلتني عن أي استعداد لإثارة أي ملاحظة عن المباراة لأنها نكست أعلام النصر وجعلت المنتخب لا يكون أحسن حظا من المنتخبات الأخرى لكن للأمانة وكما أشرت سابقا لقد كان منتخب الوسطى في مستوى المسؤولية لأنه أدى مباراة جيدة وحاول أن يصنع شيئا أمام بطل أفريقيا الذي كان في أدائه للمباراة ممتازا وحريصاً بأن تكون النتيجة كبيرة.
** الحكام الدوليون عبدالرحمن الدهام وعبدالله كعكي وغازي كيال ومحمد مرزوقي قادوا المباريات التي لعبها الفريق الضيف بمستوى جيد مما جعل الضيوف يكتبون كلمة إعجاب بكفاءتهم وهذا يعطينا القناعة على أنه قد توفرت لدينا كفاءات قديرة في مجال التحكيم نستطيع زيادة عددها بمرور الأيام على نفس الخطى التي أعددنا بها هؤلاء الحكام ولكن لا أريد أن تهتز مستوياتهم أمام الفرق المحلية بينما تبرز أمام الضيوف لمجرد أن هناك رغبة في السيطرة على اللاعب السعودي ومحاولة لتأديبه على خطأ قد يكون عمره سنوات انتقاما وتأكيداً على أنه بالنسبة للاعب يملك بصورة دائمة زمام الموقف.
** استقبال الجمهور للفريق المصري لم يكن تصنعا ولا تصرفا أملاه التقارب بين البلدين الشقيقين ولكنه طبيعة تأصلت بالرياضيين هنا وقد برزت أكثر من أي وقت مضى ومع الاسماعيلي بالذات لأن هذا الفريق يمثل القمة في مثالية الأخلاق ويعتبر من واقع المشاهدة مدرسة في الروح الرياضية الحقة فلا اعتراض على الحكم ولا شتم للجمهور بل ولا احتكاك غير قانوني مع اللاعبين في المباراة، وأما بالنسبة للاستقبال الرسمي من قبل رعاية الشباب فأعتقد أن ذلك من الواجبات التي لا يتميز بها بلد دون آخر وان كانت بعض الدول بفضل امكانياتها تكون الأفضل وبالاحتفاء في ضيوفها لكن كقاعدة فكل العرب يتميزون ومنذ أقدم العصور بالكرم والشهامة.
** لاينبغي أن تمر مساهمة الإذاعة بنقل مباراتين من مباريات الفريق الضيف حية على الهواء دون إشارة نلمح فيها عن تقديرنا بمعالي وزير الإعلام الشيخ إبراهيم العنقري، قد كانت هناك عقبات كثيرة جمدت نقل المباريات من الإذاعة حية على الهواء وما تزال هذه العقبات قائمة ولكن مع هذا ذلل معالي الوزير العقبات وأمر بنقل مباراتين تاركا بعد ذلك للجان دراسة الكيفية التي تتم بها نقل المباريات مستقبلا على ضوء الطريقة التي كانت تتم بها عملية النقل في الماضي ومدى الاستفادة منها في المستقبل وفق دراسة دقيقة وخطة مدروسة.
** حقق النادي الأهلي -وهو الفريق- التعادل مع الضيوف بينما عجزت المنتخبات الثلاثة عن ذلك وكانت نتائجها سيئة للغاية برغم ظهور بعضها بمستويات جيدة وخروج الأهلي بهذه النتيجة المشرفة والتي ترفع الرأس عاليا تجعلنا نطرح سؤالا: هل الفريق أجدر بتمثيل المملكة من المنتخب من خلال نتيجة الأهلي والمنتخبات مع الاسماعيلي؟ هذا السؤال الإجابة عليه موضع اختلاف هناك من يرى ذلك وهناك من لا يراه وفئة ثالثة تقول إن الفريق أفضل ولكن لا بد من التطعيم ولكل من هذه الفئات مبررات لها وزنها عند تقييم المراقب للإجابة الصحيحة على ذلك وأنا أود لو يطرح هذا السؤال في جدول أعمال لجنة دورة الخليج لتقرر الإجابة الصحيحة وتأخذ بها في الدورة القادمة.
** دروساً كثيرة استفدناها من زيارة الاسماعيلي فقد ثبت دون شك أن استقدام الفرق الكبيرة يترك في نفوس لاعبينا شعورا من الرغبة ليؤدوا مباريات كبيرة وهذا ما حدث مع الاسماعيلي بل إن استقدام مثل هذه الفرق يقوي الرغبة في كل الجماهير لحضور المباريات وتحملها (عن طريق دفعها قيمة تذاكر دخول المباريات) تكاليف زيارة هذه الفرق وأعتقد أن ذلك يشجع للاكتفاء بزيارة الفرق الكبيرة للاستفادة منها فنيا وليستمتع الجمهور بمستويات مثل هذه الفرق دون أن تكون الزيارة على حساب إرهاق خزينة الدولة بكامل المصاريف كما هو مع الفرق الصغيرة التي غالبا ما تنعدم الاستفادة منها.
** كنت أود لو أعطى جمهور المنطقة الشرقية فرصة مشاهدة الفريق الضيف بجعل مباراة منتخب المنطقة الشرقية معه على ملعب رعاية الشباب في الخبر لا أن تكون على ملعب الصبان بجدة رغم قناعتي بأن ذلك سيكلف كثيراً وسيقلل من دخل المباراة مساواة بالمناطق الأخرى ولكي يعطى الضيوف فرصة زيارة الجزء الشرقي من المملكة ضمن تعريفهم بالرخاء الذي يعيشه المواطن هنا وإذا كان ذلك يتم هذه المرة فأرجو ألا تكون قاعدة نأخذ بها في كل مرة نستقدم بها فرقاً على هذا المستوى.
المحرر الرياضي |