في مثل هذا اليوم من عام 1984م تعرضت رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر لهجوم بسبب انهيار المفاوضات قمة المجلس الاقتصادي الاوروبي بخصوص السوق المشتركة التي عقدت في بروكسيل، وعادت السيدة تاتشر الى داونينج ستريت بعد انهيار المحادثات المتعلقة بحصول بريطانيا على حسم (تخفيض) من اوروبا.
ومن المفهوم ان السيدة تاتشر طلبت تخفيض سنوي بقيمة 730 مليون جنية استرليني ولكنها حصلت على 580 مليون جنيه فقط ولذلك قامت برفضه.
ويعمل هذا التخفيض على تعويض أي عجز بين المال الذي تقوم المملكة المتحدة باستثماره في اوروبا وبين العائد الذي يتم تحقيقه.
ووصفت السيدة تاتشر الوضع بانه (محبط) بعد ان اقترب الاعضاء من التسوية الا ان الوقت كان قد نفد.
وعند انتهاء المحادثات بالفشل، اعلنت السلطات الفرنسية والايطالية انها سوف تدرس منع التخفيض الذي تحصل عليه بريطانيا بقيمة 450 مليون جنيه استرليني اعتباراً من العام الماضي. وقالت السيدة تاتشر انها سوف تدرس موضوع حجز المدفوعات التي تسددها بريطانيا الى اوروبا الى ان يتم تسوية موضوع التخفيض.
وسوف يقوم مجلس الوزراء بمناقشة هذا الموضوع يوم غد الا ان مجلس العموم قال ظهر اليوم ان السيدة تاتشر اوضحت انها لا تنوي الاستسلام ووصف تصرفات المجلس الاوروبي بأنها تستحق التوبيخ.
وقالت انه من غير المحتمل تقريباً ان يتوقع ارسال ضريبة تكميلية لمواجهة ما يحدث، الا ان نظرائها الاوربيين القوا باللوم على السيدة تاشتر وقالوا ان تصرفاتها جعلت المجلس في حالة فوضى فيما قال الرئيس اليوناني اندرياس باباندريو انه (سوف تكون هناك راحة بالغة اذا تركت بريطانيا المجلس الاقتصادي الاوروبي). وقال رئيس الوزراء الايطالي بيتينو كرايكسي: الحكومة البريطانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل. وقد القى الخلاف الضوء على مسألة مستقبل المجلس الاقتصادي الاوروبي والتصرفات التي يجب على الدول الاعضاء التسعة الاخرى القيام بها.
وقال رئيس المجلس جاستون ثورن انه من البديهي ان يتم التوصل الى اتفاق واضاف: لدينا الكثير من التغيرات لمواجهتها والمجلس يهتز، فلا يمكننا ان نذهب من فشل الى فشل آخر.
| 
