يطلق العامة من الناس كلمة (أجنبي) على الشخص غير السعودي سواء أكان من الجنسية المصرية أو السورية أو السودانية أو غيرها من الجنسيات العربية المسلمة الأخرى، فهل يعرف من يطلق هذه الكلمة معناها؟ أعتقد بل أجزم بأن من يطلقها لا يعرف معناها ومتأكد بأنه لا يقصد المعنى الحقيقي لها بل إنه يقصد غير السعودي من إخواننا العرب ولو عرف معناها الحقيقي لما استعمل هذه الكلمة وأطلقها ولاستعاض بغيرها كأن يقول (غير سعودي - من إخواننا العرب - متعاقد - وغيرها من الألفاظ السامية التي تدل على سمو المعنى للشخص العزيز فهن ألطف وأحسن في الاستخدام وتدل على الأدب مع الغير. يسمعها الصغير والكبير ثم ما يلبث إلا أن يرددها غير فاهم لمعناها الأصلي. وتأتي كلمة أخرى لكنها أقل استعمالاً منها وهي كلمة (خارجي) ويقصد المتكلم فيها أي من خارج المملكة العربية السعودية فمن الأدب الجمّ مع الغير هو التأدب في الكلام في المعاملة ويُحكم على الشخص من كلامه قبل أفعاله وإن كان الحكم مبدئياً. ومن المؤسف جداً أننا نسمع هذه الكلمة في كثير من الدوائر الحكومية وكذلك المدارس. ليس العيب في الوقوع في الخطأ لكن العيب هو الاستمرار فيه والذي يجب على الشخص هو تصحيح هذا المفهوم وبيان لمعناها الأصلي والحث على عدم استعمالها وعدم تداولها والاستعانة بغيرها من الكلمات التي تحمل سمو الأدب مع الغير. ثم إن الشخص بالطرف المقابل حينما يسمع هذه الكلمة يكون لها وقعها حتى وإن لم يفصح فيحس بالانتقاص وهذا ما حث الإسلام على اجتنابه وألا تكون بيننا أبناء العروبة طبقية تسبب البغضاء وكما أن الإسلام وضع أساساً للأخوة قبل كل شيء من الروابط الأخرى. والمسؤولية مشتركة بين الشارع ومكان العمل والمدرسة، وكذلك المنزل كل يقوم بواجبه وحسب إمكانياته فالمنزل عليه الحمل الأكثر بأن يوجه الأب والأم والأخت والأخ بعدم إستخدامها والاستعانة بكلمة أخرى تؤدي الغرض المطلوب كذلك المدرسة عليها نصيب الأسد في التوعية بالتأدب مع الغير حتى في أبسط شيء وهو الكلام. أنا لا أقول تستعمل وبكثرة بل نريدها أن تختفي.
مرة أخرى. أخي القارىء لك مني التحية وخالص التقدير لسعة صدرك... وشكراً.
|